مع الأيام....على هامش الأزمة المائية في بلادنا ,ماذا سيقول اليمنيون في هانوفر في يونيو القادم؟

> نجيب محمد يابلي :

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
ستحتضن هانوفر، ساكسونيا السفلى بألمانيا الاتحادية «المؤتمر الألماني العربي الأول حول المياه» خلال الفترة 20- 21 يونيو 2005م ستشارك فيه البحرين والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية واليمن، وستضم الوفود الوزراء العرب المعنيين بالمياه وسفراء ألمانيا في الدول العربية المشاركة والسفراء العرب لتلك البلدان في ألمانيا.

سيقف المؤتمر أمام المياه من زوايا مختلفة منها: مصادر المياه ومعالجة مياه الصرف وعنصر التدريب والتأهيل، ولأهمية المياه تصدرت الآية القرانية {وجعلنا من الماء كل شيء حي} WE MADE FROM WATER EVERY LIVING THING واسطة الورقة التعريفية.

أحزنني أن أرى قوام الوفد اليمني وقد ضم المغفور له بإذن الله الحاج حسين الوتاري، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية، المحتسب منذ أكثر من (5) أعوام، وإن كنا نعذر الأصدقاء الألمان على ذلك السهو فلن نعذر السفير اليمني في ألمانيا، الأخ يحيى علي محمد الأبيض.

لم يعد خافياً على أحد أن الماء في اليمن قد وصل حدود الكارثة والمعطيات متاحة ومتوفرة ومظاهرها متفشية على السطح وهي التي تترجمها المعاناة البشرية وصراخ المستهلكين هنا وهناك من انقطاعات الماء خلال ساعات طويلة تتوقف خلالها الحياة في البيوت وتلجأ ربات الأسر إلى المخزون الاحتيالي المتواضع الذي لا يلبي كل حاجات الأسرة، فهناك أطفال لهم استخدامهم الخاص للمياه وهناك أواني الطبخ والمائدة وهناك بشر يستوطنون مناطق ساحلية حارة حاجتهم للمياه أكثر من بشر مناطق المرتفعات.

الوضع المائي في اليمن حالياً يبعث على الحزن، كما أنه مصدر قلق في المستقبل لأن الواقع مرير وفرضت مرارته عدة عوامل منها محدودية المصادر المائية وتدني الوعي العام وارتفاع معدلات نمو السكان وهشاشة سلطة القانون في مواجهة أقوياء ومتنفذين وقعت أراضي الغير تحت أيديهم فراحوا يحفرون آباراً بصورة عشوائية وجائرة، كما راحوا يتوسعون في البناء في حرمة حقول الآبار ، كما هو حاصل في بئر ناصر.

لقد أصدر مركز البيئة وعلوم المياه البريطاني بالتعاون مع مجلس المياه العالمي مؤشراً لتوضيح وإبراز الفروقات بين الدول الغنية بالمياه والدول الفقيرة بها، وقام (31) باحثاً وبالتشاور مع أكثر من (100) خبير عالمي بتطوير المؤشر الذي أطلق عليه مؤشر الفقر الماني WATER POVERTY INDEX.

يغطي المؤشر (147) دولة من ضمنها (18) دولة عربية، وقد حصلت فنلندا على المرتبة الأولى في المؤشر برصيد بلغ 78% وتوزعت الدول العربية على ثلاث مجموعات:

1- مجموعة الدول الواقعة فوق خط الفقر الماني وتضم:

سلطنة عمان وترتيبها عالميا (65) ومصر (71) وقطر (76) والبحرين (82) ولبنان (86) وسوريا (87).

2- مجموعة الدول الواقعة علي حافة خطر الفقر الماني وتضم.

فلسطين (93) والكويت(96) والسعودية (101) والإمارات (104) وتونس (107).

3- مجموعة الدول الواقعة تحت خط الفقر الماني وتضم:

موريتانيا (109) والجزائر (110) والسودان (111) والأردن (118) والمغرب (119) واليمن (131) وجيبوتي (142) .

رغم كل تلك المعطيات البائسة يمضي اليمنيون في رصد عشرات المليارات من أجل الاحتفالات ولا أدري إن كانوا يعلمون أنهم قادمون على أفدح كارثة في تاريخ اليمن وهي نضوب المياه ، نضوب الحياة وموت الزرع والضرع ولن يبقى إلا وجه ربهم.

اللهم بصّرنا بواقع مائنا واصرف نظرنا عن مليارات احتفالاتنا، آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى