حلم الأربعين ربيعاً

> «الأيام»مازن عبدالحميد محمد - ثانوية البيحاني النموذجية/عدن

> كسائر الأطفال.. راودني حلم لا يحلم به الأطفال.. بدأ الحلم يراودني منذ رأيته، كان أجمل يوم بالنسبة لي لكنه صار أبشع يوم في ملف حياتي، ظللت أراجع نفسي إنه حلم غريب مخالف للفطرة بل من الصعب أن يتحقق، ثم أرجع وأقول من الصعب هو ولكنه ليس مستحيلاً.. ثم أتساءل أحلم هو أم كابوس؟! يا لحماقتي لم أستطع أن أفرق بين حلم وكابوس! ظللت أحلم بهذا الحلم وكل يوم يمر الحلم في قلبي يكبر حتى صرت لا أعرف بدايته من نهايته، مرت السنتان وفجأة اختفى الحلم عن أنظاري، ولكنه ظل في قلبي ومخيلتي ولم أنثن عن التفكير به، مر الربيع الثالث والحلم مازال يكبر ويكبر حتى قضى علي، سلبني حريتي وفرحي، سلبني كل شيء.. حتى الابتسامة. لا أفكر لا أسمع لا أرى، فقط أسبح في بحر هذا الحلم ولكني نسيت أني لا أجيد السباحة، كدت أموت كنت أجهش بكاءً وأظن أنها قهقهة، عشت أياماً جميلة في ذاك البحر.. مر الربيع الرابع.. وكأنه أربعون ربيعاً، مر أول شهر منه ولا يزال الحلم يكبر ويكسر كل ما يعترضه، كسرني إلى أشلاء يستحيل جمعها ورماني في النفايات وأنا كالأبله كنت أصفق، أضحك. جاء الشهر التالي وظننت أن الحلم بدأ يتحقق ويرى بصيص النور، حاولت جاهداً بكل قوتي وإرادتي تلك الإرادة التي كنت سأهد بها العالم إن استعملتها، وأخيراً لم تبق لي إلا خطوة واحدة لتحقيق ما أريد، رفعت قدمي المتسمرة، نعم رفعتها وهي ترتجف كأمواج البحر في ليلة هوجاء وضعتها بعد الخط الأحمر، رفعت القدم الثانية أخيراً يا لفرحتي تحقق حلمي، حلم عمري ، حلمي الذي تربى في كنفي .. بكيت من شدة الفرح، تحقق حلمي أيها الناس تحقق حلمي، فجأة انطفأت الأنوار والشموع وعم الهدوء المكان والزمان، فإذا بصوت متحشرج يقول لي الحلم المطلوب لم يدخل في الحقيقة بعد.. حملت وسادتي البنفسجية وعدت من حيث أتيت، عدت إلى سرير أحلامي لأغرق في حلم جديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى