تسليط الأضواء على الإجراءات الأمريكية في نقاط التفتيش بالعراق

> بغداد «الأيام» عن رويترز :

> أقامت القوات الأمريكية آلافا من نقاط التفتيش في أنحاء العراق خلال العامين الماضيين في محاولة للسيطرة على الوضع الأمني المتدهور ومنع هجمات المسلحين.

ولكن شيوع هذه النقاط لم يسهم في سهولة تحديد ما إذا كانت السيارات القادمة صديقة أو عدوة كما تجلى في حادث مقتل ضابط المخابرات الإيطالي على طريق مطار بغداد.

وخلص تحقيق أمريكي في الحادث الذي وقع في الرابع من مارس آذار وأصيبت فيه أيضا الرهينة الايطالية المفرج عنها حديثا جوليانا سجرينا وضابط آخر بالمخابرات الإيطالية الى انه كان "حادثا مأساويا" اتبع فيه الجنود الأمريكيون الاجراءات الصحيحة. ويضاف ذلك الى تحقيقات أمريكية سابقة في مقتل ركاب سيارات أبرياء في حوادث ساهمت في تزايد السخط بين صفوف العراقيين تجاه الوجود العسكري الأمريكي الكثيف على طرقهم مع الاتهامات الشائعة بأن الجنود يتسرعون دائما في اطلاق النار.

ورفضت ايطاليا بشدة التقرير الأمريكي الذي يتهم الايطاليين أيضا بعدم اجراء الاتصالات اللازمة وقيادة السيارة دون اخطار مسبق عن وجهتها. ومن المقرر ان تصدر ايطاليا روايتها الخاصة للأحداث امس الإثنين في تقرير من المتوقع ان يثير تساؤلات بشأن شهادة جنود أمريكيين.

وربما يكمن خطأ في مكان ما بين الموقفين ولا تتوقع روما من واشنطن ان تغير رأيها. ولكن الحقيقة مازالت ثابتة وهي ان مثل هذه العمليات لاطلاق النار أمر شائع وقد لاقى العشرات من المدنيين حتفهم بسببه.

وأقر الجيش الأمريكي في التقرير الذي كشف النقاب عنه في وقت متأخر من يوم السبت الماضي بأن اجراءات جديدة للسلامة قد تكون مطلوبة الآن.

وكانت هذه التساؤلات قد طرحت منذ ابريل نيسان 2003 مع انتهاء الحرب للاطاحة بصدام حسين عندما قتل سبعة أطفال ونساء بالرصاص عند حاجز طريق جنوبي بغداد.

وقبل بضعة ايام قتل اربعة جنود أمريكيين في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة عند نقطة تفتيش قريبة في حادث آخر يضع نهجا للمستقبل. وخلال العامين السابقين هاجم المفجرون الانتحاريون نقاط التفتيش الأمريكية مئات المرات ويقف الجنود الأمريكيون متحفزين فور رؤيتهم لأي سيارة تقترب بشكل يمثل تهديدا.

وبعض الأشخاص الذين كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات انتحارية قتلوا وأحبطت الهجمات. ولكن أخطاء كثيرة ارتكبت أيضا رغم ان قليلا منها سجلته وسائل الاعلام العراقية محدودة الانتشار مع عدم توفر معلومات احصائية.

ومع ذلك سجلت بعض الأحداث المتماثلة.

وقتل صحفيان عربيان بالرصاص لدى اقترابهما من نقطة تفتيش بعد حلول الظلام في بغداد قبل عام. ونجا سائق الصحفيين ليروي القصة لزملائهما. وبرأ تحقيق ساحة الجنود الأمريكيين ولكنه أوصى بان إجراءات جديدة قد تكون مطلوبة للحد من مثل هذه الأخطاء.

وفي يناير كانون الثاني قتل مدنيان بالرصاص عند حاجز تفتيش في الموصل بعد اقتراب سيارتهما في الظلام. ونجا طفلان كانا في المقعد الخلفي للسيارة من الحادث الذي صوره صحفي أمريكي. وأقر الجيش الأمريكي بحدوث خطأ وعبر عن الأسف "لهذا الحادث المؤسف". ثم وقع الحادث الأكثر شهرة وهو مقتل ضابط المخابرات الإيطالي. وقع الحادث أيضا في الظلام قرب مطار بغداد وهو ما يعتبر أخطر الطرق في العراق.

كان الجنود الأمريكيون السبعة الضالعون في الحادث قد تلقوا تحذيرا بوجود مفجرين انتحاريين في المنطقة واضطروا للإبقاء على حاجز مؤقت أقيم على الطريق لوقت أطول مما ينبغي أو أكثر من المعتاد بسبب خلل في الاتصالات.

وقال التقرير الأمريكي انه عندما اقتربت السيارة الإيطالية سلط الجنود المسلحون بأسلحة رشاشة الأضواء عليها أولا ثم اضطروا لإطلاق طلقات تحذيرية وأخيرا أطلقوا طلقات قاتلة وكل ذلك استغرق ثواني معدودة.

وقال الجنود الأمريكيون انه لو كان الإيطاليون يقودون السيارة بسرعة 80 كيلومترا في الساعة لاستطاعوا ان يكونوا على بعد ست ثوان على الأقل من الحاجز عندما وجهت اليهم الأضواء التحذيرية.

وقد استغرق الحادث بكامله سبع ثوان.

وقالت مقاطع سرية من التقرير الأمريكي ان تركيبة الحاجز الأمني المؤقت في تلك الليلة كانت "دون الوضع الأمثل" واوصى باجراء تغييرات على الاجراءات المتبعة عند الحواجز الأمنية على الطرق.

وقال واضع التقرير انه يتعين على الجيش البحث عن وسائل اضافية "غير قاتلة" لإبطاء سرعة السيارات ودعا الى مراجعة الأسلوب الخاص بالجندي المسلح الذي يستخدم أيضا الأضواء التحذيرية. وسوف يكشف المستقبل عن مدى فاعلية هذه التوصيات.

في الوقت نفسه يدافع الجيش الأمريكي عن ممارسات جنوده في مواجهة انتقادات جماعات حقوق الإنسان.

وقال الكولونيل دون اليستون المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق امس الإثنين "الاجراءات التي نتبعها عند نقاط التفتيش تمكن قواتنا من القيام بواجباتهم بكفاءة عالية."

وأضاف اليستون "قواتنا مدربة جيدا ومنضبطة جدا. نحن في منطقة قتال. لقد تدربوا على اتخاذ مختلف الاحتياطات ثم التصرف في اطار قواعد الاشتباك."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى