مأساة اللبنانيين المفقودين في دمشق تبرز بعد رحيل السوريين

> بيروت «الأيام» ا.ف.ب :

>
مأساة اللبنانيين المفقودين تبرز بع رحيل السوريين
مأساة اللبنانيين المفقودين تبرز بع رحيل السوريين
امام مقر بيت الامم المتحدة وفي المخيم الذي نصبه مئات من اهالي اللبنانيين المفقودين في سوريا في وسط بيروت، تصرخ امرأة وهي تبكي "حتى اذا كان ولدي ميتا فانا اريد ما تبقى من جثته".

وبانفعال تضيف فيوليت ناصيف وهي تحمل صورة ابنها الشاب "ليكف السوريون عن النفي. رأيت ولدي بعيني في احد سجون دمشق ومعي وثائق رسمية سورية تبرهن ذلك".

وفيوليت واحدة من الاهالي الذين يتناوبون على الاعتصام المفتوح الذي بدوأه منذ عشرين يوما.

لسنوات طويلة كان موضوع المعتقلين او المفقودين في سوريا يعتبر من المحرمات.

قد ظهرت هذه المآسي الى العلن مع الازمة التي نجمت عن اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وادت الى انهاء وجود سوريا العسكري الذي استمر 29 عاما في لبنان.

في احدى الخيام تقوم امهات مفقودين في سوريا بتسجيل حالات جديدة انكشفت مع تدفق اللبنانيين على المخيم بحثا عن ابنائهم.

وتنهمك النسوة في تعليق صور المفقودين على لوح يحمل لوائح باسماء اللبنانيين الذين يشتبه بان قوات الامن السورية قامت بخطفهم.

تطلب احدة النسوة من شاب اعتقل في سوريا ثم اطلق سراحه ان ينظر مليا الى صورة تحملها في يدها. تتوسل اليه ان يجهد ليتذكر ما اذا كان قد شاهده املا بالوصول الى اقتفاء اثر من تحب حتى وان كان ميتا.

قبل اشهر لم يكن عدد المعتقلين اعتباطيا او المفقودين في سوريا يتخطى 280 شخصا وفق منظمات المجتمع المدني من بينهم بعض النسوة ومراهقين. لكن عددهم ارتفع مؤخرا الى 440 شخصا بعد ان كشف اهالي معتقلين سابقين عن معلومات جديدة خلال حلقات تلفزيونية صدمت الرأي العام في لبنان.

يذكر بان سوريا افرجت في كانون الاول/ديسمبر عام 2000 عن 54 لبنانيا لتعلن اغلاق هذا الملف بسبب عدم وجود اي معتقل لبناني اخر لديها.

لكن السلطة اللبنانية وتحت ضغط الاهالي ومنظمات المجتمع المدني، قامت بعد ذلك بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق في مصير اللبنانيين المحتجزين في سوريا. وقد تم حل هذه اللجنة مطلع عام 2003 من دون ان تكشف عن تقريرها رغم احتجاجات المنظمات غير الحكومية التي تعنى بهذا الملف.

والاسبوع الماضي سلم رئيس الحكومة السابق سليم الحص ملفا عن هؤلاء المعتقلين الى الرئيس السوري بشار الاسد.

وتقول فيوليت ناصيف "لن نصدق اي شيء قبل ان نشاهد النتائج. تلقينا حتى الان الكثير من الوعود بدون جدوى".

كان جوني نجل فيوليت، في السادسة عشرة من عمره عندما اعتقله السوريون في 13 تشرين الاول/اكتوبر 1990 على هامش الهجوم الواسع العسكري السوري اللبناني الذي وضع حدا للحرب اللبنانية (1975-1990).

لكن فيوليت ناصيف امرأة عنيدة ومثابرة. لاحقت الشخصيات اللبنانية والسورية وتوجهت الى فرنسا طلبا لمساعدة رسميين اوروبيين كما ارسلت رسائل الى عدد من اعضاء مجلس النواب الاميركي.

تمكنت فيوليت من تحقيق اختراقات ابرزها نجاحها مرتين في رؤية ابنها داخل سجنه في سوريا عامي 1991 و1994.

وتقول فيوليت "في كل مرة كنت اشاهده للحظات فقط. لم اتمكن من التفوه بكلمة واحدة لشدة انفعالي". وتضيف متذكرة "نظرات جوني كانت زائغة وجسده شديد النحول.
كان يشبه الكائن الحي. ليسامحهم الله".

وتضيف وهي تبتلع دموعها "لم يعد باستطاعتهم ان يكذبوا وان يقولوا لي انه ليس في سوريا".

رغم الاختلاف تبدو ماساة نجلاء دبوق مؤلمة كذلك.

وتروي نجلاء كيف اقتيد شقيقها احمد من منزله في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 1985.

وتقول "كان لزوجته عشيق لبناني سعى للتخلص منه بمساعدة عناصر الاستخبارات السورية". وتضيف "عندما ذهبنا الى سوريا ابلغونا بان حكما بالسجن ثلاثين شهرا صدر بحقه بسبب علاقته مع النظام العراقي. لاحقا نفوا ان يكونوا قد سمعوا به مطلقا".

وتلخص قصة المعتقل السابق محمد ترو حكايات كثيرة مشابهة.

فقد اعتقلته اسرائيل عامي 1982 و1983 لمشاركته في تنفيذ عمليات عسكرية ضد قواتها في جنوب لبنان. وبعد ذلك اتهم بانه من انصار نظام صدام حسين واعتقل في سوريا منذ 1990 الى 1992.

ويقول "لا تسألوني عن التفاصيل. ما زلت مضطربا من كثرة الضرب والتعذيب". ويضيف "كل شيء مكتوب هنا" وهو يبرز رسالة من الصليب الاحمر الدولي عن اعتقاله في اسرائيل.

ويقول"بالتأكيد ليس معي رسالة مشابهة عن اعتقالي في سوريا. الصليب الاحمر الدولي لا يحق له زيارة سجونها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى