«الأيام» تدخل مواقع نزع الألغام العاملة بمنطقة ميفع محافظة حضرموت لهؤلاء الرجال ألف تحية جاءوا لإسعاد الآخرين والخطر تحت أقدامهم

> «الأيام» محمد أحمد العطاس :

>
افراد السرية الثامنة فرع المركز الوطني بحضرموت
افراد السرية الثامنة فرع المركز الوطني بحضرموت
شكلت الألغام خطرا يهدد حياة البشرية ولكن بلادنا من خلال دعمها اللجان الوطنية للتعامل مع الألغام ورسم الخطط والبرامج والعمل على مسح كافة محافظات الوطن حدت من الخطر الذي خلفته الحروب الأهلية، فمنطقة ميفع مديرية بروم ميفع محافظة حضرموت إحدى المناطق الملغومة منذ صيف 1994م وراح بسبب ما زُرع فيها من ألغام عدد من المواطنين والكثير من المواشي وخاصة الجمال.

«الأيام» زارت المنطقة والسرايا العاملة هناك لتخرج بهذه الحصيلة : الرمال تأخذ الكثير من وقتنا
كان أول المتحدثين إلينا رائد مهندس/ أحمد محمد المنتصر قائد السرية الثالثة بقوله: «بدأنا العمل في منطقة رجيمة الساحلية التي تبلغ مساحتها حوالي 106334 مترا مربعا والتي تمتد من الخط العام المكلا عدن باتجاه البحر شرقا حيث بدأنا العمل في 21/7/2004م ونستطيع القول إننا قد أنجزنا هذه المساحة وخلال الأعمال تم اكتشاف 8 ألغام مضادة للأفراد بالإضافة إلى عدد من القذائف المتنوعة ونتيجة للحرص الذي يبذله الأفراد والضباط في هذا الحقل تم أيضا اكتشاف 7 ألغام مضادة للأفراد خارج المنطقة الممسوحة وهذا الجهد يشكر عليه الجميع إلا أنه واجهتنا صعوبات أثناء العمل في هذا الحقل بسبب الرمال المتحركة من الرياح الموسمية التي تشتهر بها المنطقة سنويا فتعمل على تغطية الألغام وتعقد عملية اكتشافها حيث تأخذ من وقتنا فترة طويلة في عملية التطهير التي تعمل بدقة لهذه المساحات ثم انتقلنا إلى حقل آخر بمنطقة تسمى كود باطاهر التي بدأنا العمل فيها في 19/2/2005م وتبلغ مساحتها نحو 41800 متر مربع وهذا الموقع تم تسليمه للأخ الوزير ومدير المركز الوطني بالمحافظة أثناء زيارته لنا وتسليمه لمهندسين المشروع طريق المكلا -عدن الذي يجري العمل فيه على قدم وساق بعد تأمين وتطهير كافة المساحات تماما بإمكانهم العمل فيه باطمئنان» .. وعن تقويمه لعمل السرية وتجاوب قيادة المركز بالمحافظة حدثنا بقوله «إن الجهد الذي يبذله كل العاملين بالسرية رغم حداثة تشكيلها إلا أنهم استطاعوا أن يضعوا الثقة في أنفسهم والتعامل مع الأجهزة بمعنوية وتجاوز كل المخاوف عند نقطة البداية في العمل. أما بالنسبة للتجاوب مع قيادة المركز بالمحافظة فنحن دائما على اتصال مع القيادة وقيادة المركز هي الأخرى تقوم بزيارتنا باستمرار وتتلمس همومنا لتذليل كافة الصعاب».

الرمال المتحركة والشظايا أهم صعوباتنا
ثم اتجهنا إلى موقع آخر الذي يوجد فيه السرايا والتقينا بالأخ رائد مهندس/ عبدالرزاق صالح حسن نائب قائد السرية الرابعة من المركز الوطني للتعامل مع الألغام بعدن العاملة في منطقة ميفع ، فقال لنا : «نشكر الصحيفة على زيارتها لنا في هذه المواقع البطولية وأنتم تشاركونا هذا الإنجاز منذ وصولنا إلى هذه المنطقة ونحن نؤدي مهامنا وفق الخطط المرسومة وتنفيذها على أرض الواقع في حقل كود باطاهر الذي تبلغ مساحته 67500 متر مربع وقد استطعنا إنجاز 40400 متر مربع على طول مسافة ثلاثة كيلومتر أي بنسبة 50% من هذه المسافة بالإضافة إلى تمشيط المساحات الأخرى على جانبي طريق المكلا-عدن من أجل تأمين العمل بالطريق التي يجري فيها العمل من قبل مجموعة بن لادن. أما بالنسبة للكادر العامل فالجميع مؤهلون داخليا وخارجيا وعندهم القدرة للتعامل مع الأجهزة التي تقوم بكشف الألغام الموجودة في باطن الأرض». واختتم حديثه للصحيفة عن الصعوبات التي تواجههم بالقول بأنها «تمثلت في الرمال المتحركة وكذا الشظايا من مخلفات الحرب بالمنطقة وهي تشكل عائقا في عملنا اليومي».

صورة تجمع المشاركين في حفل تسليم المناطق المطهرة يتوسطهم الوزير الاعجم ووكيل المحافظة عمير مبارك عمير وبعض من قيادة المنطقة الشرقية
صورة تجمع المشاركين في حفل تسليم المناطق المطهرة يتوسطهم الوزير الاعجم ووكيل المحافظة عمير مبارك عمير وبعض من قيادة المنطقة الشرقية
خطورتها تكمن في أنها تحتفظ بخواصها
الأخ سعيد عبدالرزاق البحري أحد أفراد السرية الثامنة تحدث بقوله: «تكمن خطورتها في أنها تحتفظ بخواصها الانفجارية (القتالية) من 50 إلى 80 عاما وأكثرها خطورة الألغام المضادة للأفراد وليست خطورتها في أنها تقتل فحسب ولكنها تجعل الإنسان معاقاً ومشوهاً عالة على الآخرين. أما المشاكل التي نواجهها لا يوجد جهاز حتى الآن في العالم يحدد أن المدفون تحت الأرض لغم لأن الأجهزة الموجودة حاليا تعمل على أساس كشف المواد المعدنية فقط. والمشكلة الثانية أننا نعمل في مناطق رملية كالمناطق الساحلية في محافظة حضرموت ومما يصعب عملنا تحرك الكثبان الرملية، الذي يزيد من خطورة الألغام أو يجعلها على عمق لا يصل إليه الجهاز وكذلك لطول مدة نمو أشجار السيسبان عليها والتي تتطلب جهوداً مضنية لاستخراجها، وأرجو من كل إنسان بما تعني هذه الكلمة من معنى من يعرف أماكن وجود الألغام أو على اطلاع بمواقعها أو لديه مخطط لمناطق زرعها أو كميتها أن يساعدنا ويساعد الساكنين للتخلص من خطر الألغام ويوفر علينا الوقت واستهلاك الأجهزة التي تعتبر من أحدث الأجهزة في العالم قد لا نعوضها بسهولة. لقد قطعنا بحمد الله شوطا كبيرا جدا في تصفية المناطق المشتبه بوجود الألغام فيها في حضرموت وكذلك تصفية وتدمير كمية هائلة من القذائف و الفيوزات التي لم تنفجر وتشكل خطرا كبيرا على البشر».

شكراً لكل من ساهم ولو بالكلمة
ومن ضمن الذين تحدثوا معنا الشخصية الاجتماعية سعيد سالم بامطروح عاقل حارة قرية ردفان بميفع فقد قال : «في البداية نتقدم بالشكر والتقدير لقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على اهتمامه بالوطن والمواطن وذلك من خلال إنشاء المراكز الوطنية للتعامل مع الألغام بالجمهورية هذه المراكز التي استطاعت أن تقوم بتطهير الأراضي الملغومة وإذا تحدثنا عن منطقتنا ميفع التي بها أرض ملغومة منذ صيف 94م تلك الألغام التي شكلت خطرا على حياة المواطنين ومواشيهم حين قتل بسببها الكثير من المواشي وخاصة الجمال وعدد من المواطنين. لقد شاركنا في مرحلة المسح الميداني إلى جانب فريق المسح الذي يضم مجموعة من المهندسين بعد الحرب مباشرة وذللنا لهم الصعاب من خلال النزول الميداني معهم وتعريفهم بالمناطق التي تضررت بالألغام وفي ضوء هذا المسح وصلت سرايا المهندسين للتعامل مع الألغام للعمل بالمنطقة عبر المراكز التنفيذية من صنعاء وعدن وبدأ العاملون في هذه السرايا بتطهير الأراضي الملغومة في منطقة رجيمة وكود باطاهر وجول الهناء بعد أن كانت هذه الأراضي مخيفة للتجوال فيها أو بجانبها والحمد لله بعد التطهير أصبحت هذه الأراضي آمنة لرعي المواشي وسير المواطنين فيها وفعلا سلمت هذه الأراضي مؤخرا للسلطة المحلية بالمحافظة في حفل أقيم بهذه المناسبة حضره الأخ قاسم أحمد الأعجم وزير الدولة ووكيل المحافظة وبقيت بعض الحقول وهي في طريقها إلى الإنجاز لتصبح منطقتنا خالية تماما من الألغام لذا نشكر نيابة عن أبناء ميفع كل من ساهم ولو بالكلمة في تطهير هذه الأراضي ونثني على جهود السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة على الاهتمام والرعاية والمتابعة المستمرة مع قيادة المركز الوطني فرع حضرموت».

نزعت 4 ألغام ونلقي باللوم على السلطة
ثم التقينا بالمواطن علي عبدالله باداس ويقطن بمنطقة بدوية إحدى ضواحي جول الهناء وهي إحدى المناطق الملغومة وتحدث إلينا بقوله : «كوننا نعيش في البادية مدخل حضرموت من جهة الغرب المناطق المحاذية لمحافظة شبوة لغمت مواقعنا البدوية أثناء الحرب وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عدنا إلى مواقعنا البدوية فوجدنا الألغام منتشرة في مساحات عديدة، ألغام دبابات وأفراد ونزعت عدد 4 ألغام دبابة بعد أن أخبرني أولادي عن وجود جسم غريب في الأرض وذهبت بنفسي ووجدتها ألغام دبابة وحفرت تحتها حتى نزعتها وأبلغنا حينها السلطة في بلاغ واستجابت لنا ونزلت إلى مواقعنا وعلى إثرها تدفقت السرايا العاملة إلى المنطقة إلى اليوم وطهرت المنطقة ومازال العمل يجري في جميع مناطق ميفع الملغومة ولو كان بطيئا فالمنطقة رملية وتكثر أشجار السيسبان المنتشرة في أرجاء المنطقة وبرغم التطهير فما زالت الناس متخوفة ونذكر عدد المواشي والجمال التي راحت في منطقتنا وصلت إلى 44 جملا هذه الثروة الحيوانية زهقت دون أي تعويض من السلطة للأهالي و كان يفترض تعويضهم ولو بالشيء اليسير وإذا فقد المواطن اثنين أو ثلاثة من الجمال كأنه فقد حياته فالجمال هي مصدر العيش وهنا نلقي باللوم على السلطة لعدم تعويضها المواطنين المتضررين وإذا استمرت على هذا الحال ستنقرض تلك الحيوانات في المنطقة، فالتطهير لابد أن يكون أسرع واليوم لم نسمع عن حوادث انفجار ألغام كما كان في السابق بشكل مخيف وإن دل ذلك على شيء إنما يدل على نجاح السرايا في عملية التطهير فشكراً لكل من عمل في منطقتنا ومختلف مناطق ميفع».

طموحاتنا أن يتوسع الفرع
واختتمنا استطلاعنا بالجلوس مع الأخ المهندس عقيد/ حسن علي سيف مدير المركز الوطني للتعامل مع الألغام فرع حضرموت الذي تحدث إلينا مشكورا :«شكراً جزيلا لتغطية صحيفتكم الغراء «الأيام»، لقد تم مؤخرا وبحضور الأخ قاسم أحمد الأعجم وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام والأخ وكيل المحافظة عمير مبارك عمير تسلم الأعمال التي تم إنجازها من قبل السرايا العاملة في منطقة ميفع تحت إشراف المركز وهذا وفقا لخططنا الأولية .. والاستراتيجية التي تنزل إلينا من اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام بالعاصمة صنعاء والخطط المركزية التي تصدرها اللجنة العليا للتعامل مع الألغام وإلى قيادة المركز التنفيذي وهو المرجعية لنا وفي ضوء هذه الخطط والتوجيهات نرسم خططنا وبدأنا عملنا بحسب الإمكانيات الموجودة المتوفرة لدينا وطموحاتنا في المستقبل أن يتوسع الفرع فالمحافظة بحاجة لإمكانيات حيث المساحات كبيرة والألغام منتشرة في كثير من المساحات تحتاج إلى أوقات طويلة وإلى قوة بشرية وتحتاج إلى إمكانيات وأجهزة ووسائل ونحن بدأنا العمل أمام سرية هندسة نزع الألغام وعززنا من قيادة الفرع بالمركز التنفيذي بمحافظة عدن بسرية أخرى وبدأت هذه السرايا برامجها من فرع المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بعدن يعني عام 2001م وسرايا الهندسة ترسل إلينا من فرع المركز في عدن وتعمل تحت إشرافنا عمليا وإداريا لكن نحن نعتبر العمل واحد وهو عمل برنامج التعامل مع الألغام بالجمهورية وأحب التأكيد على أن فرع نزع الألغام بمحافظة حضرموت لا يخدم حضرموت لوحدها إنما سيخدم أكثر من أربع محافظات هي حضرموت وشبوة والمهرة ومأرب بالإضافة إلى المناطق المحاذية مع الشقيقتين الجارتين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.

والشكر الجزيل للأخ العميد عبدالقادر علي هلال محافظ حضرموت ومدير عام مديرية بروم وميفع لتذليلهما الصعاب التي نواجهها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى