كــركــر جــمــل

> عبده حسين أحمد :

> هل إذا رفضنا الذل والهوان للمتقاعدين ارتكبنا جريمة لا تغتفر؟ .. فقط لأننا لا نستطيع أن ندفعهما عنهم .. ثم من الذي يستطيع أن يفعل أو يصرح بذلك؟ .. هل لابد أن يكون كلامنا همسا؟.. وأن ندعو الله سرا بأن يفتح علينا نحن المقهورين في الأرض .. وأن يوسع علينا برحمته ويجعل الدولة تعطف على المعذبين والمهددين بالجوع والخوف والمرض من أبناء الشعب اليمني الذين يرزحون تحت مستوى خط الفقر.

إن أكثر الشعب اليمني غير قادر على أن يتغلب على المشاعر الغريبة التي انتابته .. والتي أثرت في تفكيره وإرادته .. وليس باستطاعته أن يواجه مصاعب الحياة الجديدة التي ستفرض عليه غضبا عنه .. إذا كانت الدولة تصر على تنفيذ (استراتيجية) المرتبات والمعاشات الجديدة .. والتي سوف تتزامن مع تطبيق (الجرعة) القاتلة التي لا ترحم.

إن أكثر الشعب اليمني لا يستطيع أن يفهم أو يعرف .. كيف أن الدولة لديها هذه الموارد الهائلة من القوة والإصرار والاستمرار في الطريق الخطأ في تنفيذ مثل هذه السياسة الخاطئة التي تضر بالمصلحة العامة للشعب إذا هي سارت في هذا الطريق؟ .. مع أنهم مقتنعون تماما أن الدولة لديها أيضا الكثير من الموارد الهائلة .. من النفط والأسماك والضرائب والجمارك والواجبات .. بالإضافة إلى القروض والمعونات والمساعدات من الدول المانحة والبنك الدولي بالمليارات.

إذن في مثل هذه الظروف المعيشية القاسية لا يصح للدولة أن تقهر الشعب وتعذبه وتحمله ما لا طاقة له به .. ولكن يجب عليها أن تزيل عنه هذه الغُمّة والقلق والفزع والشعور بأن المستقبل فيه الكثير من التعاسة والمتاعب والكوارث .. والتفكير بالخلاص من هذه المصائب والأزمات التي سوف تسحقه وتطحنه .. وأن الهروب من هذه الحياة هو الحل الوحيد أمامه .. لأنه يعرف أن هذه المتاعب والمشاكل والمحن لن تمر بسلام.

إن الشعب اليمني أصبح اليوم في حيرة وذهول وحوار دائم مع نفسه.. وهو عاجز تماما عن التكيف مع الأوضاع البائسة التي يمر بها هذه الأيام .. وغير قادر على الصبر على التعاسة والبؤس والشقاء .. ولا هو يعرف أن هذه المحنة سوف تنتهي .. ولا متى ستنتهي؟ .. أو أن نهايتها مستحيلة.. بعد أن أصبح يفهم جيدا أن هناك فرقا بين (الحاكم) و(المحكوم) .. فليس الذي يستحم بالماء الدافئ مثل الذي يموت من البرد.

إن الشعب اليمني كله .. الصغير والكبير .. يصرخ بصوت قوي من الظلم والتفرقة وعدم المساواة .. والتلاعب والإسراف في صرف المليارات على أشياء ليست لها علاقة بالمشاريع التنموية- والقضاء على البطالة- التي سوف يستفيد منها الشعب والوطن .. وهو يتألم ويتوجع عندما يرى أن هذه المليارات من الريالات يمكن أن تدعم احتياجات المواطنين في كثير من المجالات .. على سبيل المثال .. التخفيف من حدة ارتفاع أسعار المواد الغذائية .. وتحسين مستوى المعيشة .. وتعزيز وبناء محطات للكهرباء .. وتوسيع مصادر وتجديد شبكة المياه .. وبناء مشاريع إنتاجية تقضي على البطالة .. وزيادة معاشات المتقاعدين القدامى والجدد ..بدلا من الإسراف في صرفها على المهرجانات والأعياد الوطنية والمؤتمرات الدولية التي تعقد في بلادنا على مدار السنة.

ومن المؤكد أنني لا أعرف كيف أصف لك ما الذي حدث للشعب اليمني بالضبط .. ولكنني أستطيع أن أقول - على حذر - إن الذي أصابه هو شيء من الضياع والعجز والاستخفاف بعقول ونفوس المواطنين .. (ومافيش فائدة يا يمن)!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى