المرأة والحمل.. من البيضة إلى الجنين

> «الأيام» متابعات :

> في الثلث الأول من الحمل "الأشهر الثلاثة الأولى" تبدأ أعضاء الجنين بالتشكّل وتُظهر المرأة الحامل العلامات الأولى الدالة على الحمل. بعض التغيرات مثل تضخم الثدي الذي يظهر في الشهر الأول من الحمل في حين ارتفاع قعر البطن يكون جليّاً في نهاية الشهر الثالث معلناً للملأ بأنك حامل. قد تشعر المرأة الحامل خلال هذه الفترة ببعض إزعاجات الحمل مثل: الغثيان، حرقة المعدة، تعدد البوال والوهن.

في الثلث الثاني من الحمل: ينمو الجنين ويزداد طولاً من 15 سم ليصبح في نهاية الشهر السادس 30 سم ويتمدد الرحم ضاغطاً على الأعضاء الداخلية في البطن ويصبح بمقدور المرأة أن تشعر بحركات الجنين وبوضعياته داخل الرحم وتعتبر هذه الفترة من أسهل المراحل في عملية الحمل.

في الثلث الأخير من الحمل ينمو الجنين بشكل سريع ويزداد وزنه بمعدل 500 غ أسبوعيا ويصبح طوله حوالي 50 سم ونتيجةً لتمدد الرحم داخل البطن وخاصة تحت منطقة الحجاب الحاجز تظهر بعض الازعاجات الحملية مثل الإحساس بضيق النفس وزيادة البوال.

أهم التغيرات التي تحدث على المرأة الحامل
تبدأ هذه التغيرات بعد أسبوعين من تعشيش البويضة الملقحة داخل الرحم وتحدث نتيجة لإفراز هرموني من الجنين ومن المرأة الحامل كاستعدادات وترتيبات لإستقبال القادم الجديد.

الدورة الطمثية
خلافاً لرأي العامة قد لا تغيب الدورة بشكل كامل في الفترة التي تعقب عملية التعشيش.

قد تلاحظ المرأة الحامل بعض النقاط الدموية أو دورة طمثية خفيفة أو حتى أحياناً مفرزات مهبلية صفراء موحيةً بحدوث الحمل. هذه التغيرات في الدورة الطمثية لا تشبه الدورة الطمثية الطبيعية بصفاتها وتحدث نتيجةً لنزف خفيف أثناء انزراع البيضة الملقحة داخل الرحم.

الثدي
غالباً تعتبر التغيرات الطارئة على الثدي إحدى العلامات القوية الدالةعلى الحمل حيث يصبح الثدي أكثرحساسية وقساوة وأشد امتلاءً. باكراً وبعد أسبوعين من الإلقاح يبدأ الثدي والحلمة بالتضخم وتكبر الهالة الحُلمية وتصبح أكثر إسوداداً.

الرحم
خلال أسبوعين من الإلقاح، تطرأ بعض التغيرات على الرحم، حيث تتمسك بطانة الرحم وتفرز الأوعية الدموية وتتضخم في البطانة الرحمية بهدف تلبية متطلبات الجنين الاستقلابية النامية بإطراد.

في الحالة الطبيعية، يكون حجم الرحم بحجم الإجاصة بينما في حالة الحمل يزداد حجمه بمقدار 1000 ضُعف ليتكيّف مع نمو الجنين المُتسارع.

العنق
يتلين عنق الرحم أثناء الحمل حيث تعتبر علامة هامة يستند عليها طبيب التوليد المُمارس لإثبات الحمل.

تغيرات فيزيائية
أحياناً يُعلن الحمل عن نفسه من خلال تغيرات تطرأ على الوظائف الحيوية للجسم الحامل، قد تشكو المرأة الحامل من وهن وغثيان، تعدد البوال، امتلاء بطني حيث تعتبر علامات شائعة وطبيعية دالةً على أن جسم المرأة بدأ يستعد لعملية الحمل.

أهم التغيرات الهرمونية
تعتبر الهرمونات وسائط كيميائية تساهم في تنظيم عملية الحمل. تُساعد هذه الهرمونات الرحم على تقبّل البيضة الملقّحة وتوجه الرحم في عملية الولادة. وتساعد هذه الهرمونات ايضاً الثدي على النمو وإنتاج الحليب وتتحكم في المراحل المختلفة لنمو الجنين. هناك مجموعة هامة ومتنوعة من الهرمونات تعمل سوياً وطوال فترة الحمل. مباشرة وبعد الدورة الطمثية، يقوم الهرمون المنبه للجراب FSH بتنبيه البويضة على النمو والتطور في المبيض. في كل شهر بضعة جريبات تتطور حيث تحوي كل واحدة بويضة غير ناضجة ثم تتحرك إلى أنبوب فالوب وهناك يحصل الإلقاح إذا خُصّبت البويضة بالحيوان المنوي ومن ثم الحمل. أحياناً أكثر من جُريب ينضج ويتطور، فإذا حصل إلقاح، يؤدي إلى حدوث تعدد الأجنة.

هناك هرمون آخر يدعى بالهرمون اللوتئني، هذا الهرمون يحثّ الجريب على الإنتفاخ حيث يتمزق محرراً البويضة الناضجة، وبالإضافة إلى وظيفته الأساسية في عملية الإباضة، يساهم هذا الهرمون برفع درجة حرارة الجسم بشكل طفيف، ويغيّر في إفراز غدد عنق الرحم.

عندما يحدث الإلقاح، الجسم اللوتئني الذي يحيط البويضة النامية يبدأ بالنمو وإفراز كميات قليلىة من هرمون البروجسترون. في المراحل المتقدمة من الحمل تقوم المشيمة بإنتاج كميات هائلة من هرمون البروجسترون أكثر بعشرة أضعاف من المرأة غير الحامل.

يمنع البروجسترون الرحم من التقلّص ويحثّ الأوعية الدموية على النمو والتكاثر في بطانة الرحم حيث تعتبر عملية هامة لنمو الجنين وتطوره.

تشكّل البيضة الملقحة أثناء رحيلها من أنبوب فالوب وانطمارها في بطانة الرحم استطالات تشبه الأصابع حيث تتحوّل فيما بعد لتشكل المشيمة. تقوم المشيمة بإنتاج كميات كبيرة من هرمون الأستروجين علماً أن كميات قليلة من الأستروجين ينتج من المبيض.

قد يكون الأستروجين المفتاح الحقيقي في عملية الحمل، بالإضافة إلى كونه هرموناً هاماً في عملية التعشيش، فإنه يحث بطانة الرحم - عنق الرحم - المهبل والثدي على النمو وكذلك يتحكّم في بعض عمليات الجسم الاستقلابية مثل إنتاج الأنسولين.

تقوم المشيمة بإفراز هرمونين آخَرين بالإضافة إلى البروجسترون والأستروجين.

الهرمون (HCG)
يُعتبر أول الهرمونات المصنعة في المشيمة ويُمثل المتحدث الرسمي عن الحمل حيث تقوم إختبارات الحمل على كشف HCG في عينة مأخوذة من البول وكذلك يمنع جسم المرأة الحامل من عملية الرفض الجنيني لجنينها كنسيج أجنبي.

الهرمون (HPL)
يعتبر أكثر الهرمونات التي تتداخل في نمو الجنين حيث يبدّل ويغير في عملية الإستقلاب بشكلٍ يجعل السكاكر والبروتينات متوفرة ومتاحة للاستعمال عند الجنين، وأيضاً ينبه الثدي على النمو ويجعله مستعداً لإنتاج الحليب.

تفرز هذه الهرمونات بمعدلات متفاوتة طيلة فترة الحمل بحيث تفي متطلبات الجنين النامي بإطراد وهذا التفاوت في الإفراز يفسّر لماذا يتغيّر جسم ومزاج المرأة الحامل أثناء الحمل.

التغيرات التي تلاحظها المرأة الحامل: (الثدي)
نتيجة للحثّ المستمر من الأستروجين والبروجسترون، يتضخم الثدي بينما الغدد المفرزة للحليب داخل الثدي يزداد حجمها. إن تضخم الثدي مسؤول عن زيادة الوزن عند المرأة الحامل بمقدار 500 غ أثناء الحمل. معظم هذه الزيادة في حجم الثدي يكون على حساب زيادة كمية الدسم.

استجابةً لزيادة التروية الدموية في الثدي، تتضخم هالة الثدي وتزداد إتساعاً وتصبح أكثر تصبغاً وإغمقاقاً وقد تبقى على هذه الحال حتى بعد الحمل. وكذلك الغدد الجلدية التي تحيط بهالة الثدي، حيث تدعى بغدد مونتغمري، تتضخم وتصبح أكثر إمتلاءً بمواد زيتية حيث تساهم في ترطيب وتليين هالة الثدي والحلمية أثناء الحمل.

لدى بعض النساء تكون الحلميات منقلبة للخلف، فإذا كنت إحداهن فلا تجزعي لأن الحلمات المنقبلة للخلف لا تعيق الإرضاع ولكن قد تحتاجين لأن تتحدثي مع طبيبك خاصة حول بعض التقنيات التي تُحضر هذا النوع من الحلمات لعملية الإرضاع الثديي.

تحتقن الأوعية الدموية في جلد الثدي وتصبح أكثر مرئية حيث تظهر على شكل خطوط زهرية أو زرقاء، ومع اقتراب عملية الولادة تبدأ الحلمة بإفراز اللبأ وهي مادة صفراء خفيفة تشبه الحليب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى