من يربي أطفالنا؟

> «الايام» لطفي يسلم بن عويد / المعلا - عدن

> إن تربية الأطفال عمل جليل كثير المتاعب لا يقدر على تحمله إلاّ أصحاب القلوب الكبيرة، لأن تربية الأولاد لا بد أن يكون فيها توازن ما بين الأب والأم خاصة، فمتى ما شد أحد الطرفين على الطفل فلا بد أن يرخي الآخر وذلك باعتدال بدون تهميش أو استخفاف بالآخر.

لقد كان في الماضي توازن في توجيه الطفل، سواء من الوالدين أو الأهل أو الجار أو الاستاذ، واليوم يتربى بعض أولادنا في أسرة الأب فيها لاهٍ أو مشغول إما في عمل يقتات منه أو في مجلس قات، والأم مع مشاغل البيت، فيحظى ابنها منها بجزء من الوقت فلا يجد من يوجهه توجيها كاملا بل في الأمور التي تعرض عليهم لحظة وجودهم معه فقط. وأما المدرس فلم تعد له هيبة في نفوس الأطفال، وأين نجد المدرس الذي تطمئن له لتوجيه ابنك إلا من ندر، فينجر الابن إلى الشارع ويجد فيه جليس السوء فيكون الطفل مثل التائه فلا يسأله أحد عن سبب التأخير ولا أين كنت إلا من رحم الله، ويزيد الطين بله إذا دخل الطفل مجال العمل، فيفقد جميع التوجيهات ويصير مربوطا بصاحب العمل أكثر، فإن كان خيّراً فإنه يدله عليه، وأما إذا طلع فاسدا فماذا تنتظر منه؟ فيفقد الطفل بهذا العمل التوجيه والنصح وتقويم سلوكه ويفقد أيضاً القدوة الحسنة أو ما يسمى بالمثل الأعلى .

وفي الأخير أتوجه إلى الآباء والأمهات بأن الأولاد أمانة في أعناقكم، وكما جاء في الحديث «كلكم راع وكلكم مسوول عن رعيته».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى