كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد :

> كل عام والمتقاعدون طيبون.. بلا معاشات مجزية وبلا مستقبل.. هل حكم على المتقاعدين بالموت؟.. ومن الذي يستطيع أن يفعل ذلك؟.. وهل الدولة راضية عن الذي يحدث للمتقاعدين من الذل والهوان وحرمانهم من تحسين مستواهم المعيشي؟.. هل من الممكن أن نسأل عن الذي حدث للمتقاعدين قبل الوحدة والذي يحدث للمتقاعدين الجدد في هذا العام؟

إن أكثر المتقاعدين قبل الوحدة والمتقاعدين الجدد ظلوا يحلمون بقدر كبير من التفاؤل بزيادة معاشاتهم وفقاً لدرجاتهم الوظيفية التي تقاعدوا فيها قبل الوحدة.. مقارنة بهيكل المعاشات الجديد المرتبط بالدرجة الوظيفية مع العلاوات المستحقة بعد الوحدة .. وكان التفاؤل هدفهم .. ولكنهم صدموا بأن الاجابة ليست كذلك.. وأن معاشاتهم ربما لن تتجاوز العشرين ألف ريال.. وبذلك لن يتحقق حلمهم في تحسين مستوى معيشتهم.. ولو قدر لهم أن يحصلوا على خمسين ألف ريال في الشهر.. فإن مثل هذا المبلغ سوف يكون لقمة سائغة للجرعة الجديدة وارتفاع الأسعار.. بعد إعلان (استراتيجية المرتبات والأجور) الجديدة.

ولذلك فإن المتقاعد إذا نظر إلى حال الدنيا أمس واليوم وغداً.. فإنه سوف يصاب بالضيق واليأس.. وكأنه مكتوب عليه أن يرى الذل والهوان.. وأن يشعر بالجوع والمرض والحرمان والخوف وانتشار الجريمة وكوارث القتل والاقتتال والخلافات الداخلية الفردية والقبلية.. ويهلك جانب كبير من الناس.. وإذا لم يحدث شيء من هذا كله.. فسوف تبقى الفوضى السياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية.. وهذا ما نعاني منه اليوم.

ومن المؤكد أن الدولة مشغولة بنفسها اليوم أكثر من أي يوم مضى.. وهي ليست قائمة إلى يوم الدين .. أما الشعب فهو الأبقى والأقوى.. وهو الذي يلح بشدة على الإصلاح والتغيير.. وعنده أمل كبير في أن تحقق الدولة هذا الأمل في التقدم والرخاء والازدهار.. وهو الذي يرى أن الدولة لو بددت حياتها في التسيب والفوضى.. فإنها غير قادرة على إطالة سنوات عمرها أكثر.

إن المشاكل التي عندنا - وما أكثرها - تقع فوق أكتافنا .. وأهم هذه المشاكل مرتبطة بالبطالة وعدم وجود مشاريع تنموية صحيحة .. وفرص جذب الاستثمار الخارجي قليلة لأسباب كثيرة تتعلق بالأمن والقضاء والاستقرار والمشاركة بالنصف أو أقل في المشاريع الاستثمارية مقابل ما يسمى (بالحماية) .. وفي هذا إلغاء سافر لوجود الدولة وقوتها ونفوذها.

ومن المؤسف جداً أننا أصبحنا عندما نبني نصف جدار ونضع فوقه حجر الأساس باعتبار أنه إنجاز جديد للدولة.. أو نرصف شارعاً.. نملأ الدنيا بالهتافات والشعارات .. والصحف بالمقالات.. والإذاعة والتلفزيون بالبيانات والأخبار التي لا أول لها ولا آخر.. وقد اعتدنا على ذلك كثيراً .. وتمر الأيام .. وينتهي العام .. ونعود إلى العملية نفسها من جديد.. فلا الجدار قام.. ولا البناء ظهر.. ولا الإنجاز برز .. ولا الشارع بقي كما هو.. ولو أن العمل كان في صمت تام.. والإنجاز تم.. من أجل الوطن.. ومن أجل اليمن كلها.. بدون شعارات أو إعلان .. لكان العمل أفضل وأجدى.

المهم يجب أن نصحو فوراً .. وأن نعرف أن الخطر موجود اليوم وغداً.. وأن الأفواه مفتوحة.. والطعام ليس في متناول الجميع .. والثروة موجودة .. والمخاوف معروفة ومفهومة.. ويجب أن ننظر إلى الوحدة بعيون مفتوحة على الواقع والمستقبل.. والمساواة والعدل في توزيع الثروة على الجميع!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى