حضور حاشد لمثقفي عدن احتفاءً بالذكرى (77) لميلاد الشاعر الكبير لطفي أمان

> «الأيام» علي حيمد :

> نظمت جمعية تنمية الموروث الشعبي مساء الخميس 12/5/2005م أمسية ثقافية احتفاءً بالذكرى (77) لميلاد الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان التي صادفت اليوم نفسه حيث ولد لطفي أمان في مدينة عدن في 12/5/1928م.

ومن ضيوف الفعالية الأستاذ عبدالحميد سلام، الذي استهلت الأمسية بمداخلة له بدأها بالإعراب عن سعادته بالدعوة التي وجهت إليه لحضور هذه الفعالية، التي تقام في منتدى الفنان محمد سالم بن شامخ وقال: «إن اسم هذا المنتدى قد شدني كثيرًا، خاصة وأنه باسم شخص عزيز ربطتني به ذكرى جميلة تمثلت في تكليفي في مطلع الستينات باستقباله في مطار عدن عند وصوله من المكلا، برفقة الفنان أبوبكر التوي، وكان التكليف من الأستاذ أشرف جرجرة الذي كان حينها مديرًا لقسم الموسيقى في إذاعة عدن ونفذت التكليف بكل سرور وسعادة». ثم انتقل إلى الموضوع الأساسي للفعالية الخاصة بإحياء ذكرى ميلاد الشاعر لطفي أمان (لأهمية المداخلة واستفاضتها فإننا نعد القراء بنشرها كاملة في أعداد لاحقة - المحرر).

ثم قدم الأستاذ عبدالحميد سلام شريطًا مسجلاً للقاء أجراه مع الشاعر لطفي أمان في مطلع الستينيات من القرن الماضي وتحديداً في عام 1964م.

ثم تلقت الندوة اتصالاً هاتفياً من الإعلامي المعروف جهاد لطفي أمان نجل الشاعر لطفي أمان شكر فيه الحاضرين وتقدم باعتذاره لعدم تمكنه من الحضور لظروف خاصة.. وقال: «إن لطفي ليس ملكاً لأبنائه ولأسرته وإنما أعتبر كل اليمنيين بمختلف فئاتهم هم أسرة لطفي أمان».

ثم ألقى أ. د. مبارك حسن الخليفة كلمة قصيرة استعرض فيها بعضًا من جوانب حياة لطفي أمان في السودان وتأثر لطفي بالشاعر التيجاني وما الذي يجعله يتأثر بالتيجاني وهما يختلفان تمامًا، كون التيجاني صوفيًا ولطفي مدنيًا متحررًا. وعند وفاة التيجاني رثاه لطفي بقصيدة سماها (التيجاني المعذب) ثم قدم مقارنة بين أشعار لطفي وأشعار التيجاني، وقدم نماذج من قصائد الشاعر لطفي أمان .

ثم قدم الفنان عصام خليدي مداخلة مختصرة حول جوانب تجربة لطفي أمان فيما يتعلق بكتابة النص الغنائي وأوجز ذلك في ثلاث نقاط، أهمها أن لطفي استطاع أن يعتلي قمة الهرم في كتابة النص الغنائي من خلال اشتغالاته على المفردات الراقية التي يرسم من خلالها لوحة فنية رائعة.

وقال: «ولا ننس الدور الذي قام به د. محمد عبده غانم في التقاط المفردة العدنية، والذي عرف فيما بعد بالغناء الحديث أو الغناء التجريبي. ولكن الفرق بين تجربة لطفي وتجربة د. غانم هو أن لطفي لم يكن هاجسه التقاط المفردة العدنية كما فعل غانم، بل كان هاجس لطفي الاختيارات الراقية للمفردة». وأورد مثلاً لذلك نص أغنية (في جفونك مرود السحر استوى) ومثالاً آخر يؤكد قدرة لطفي أغنية (وربي) التي قال فيها إيش جابك لا سنى قلبي».

ثم قدم الكاتب والفنان التشكيلي علي محمد يحىى هدية إلى الفعالية وهي عبارة عن شريط كاسيت يحتوي على قصيدة ألقاها الشاعر لطفي أمان عشية استقلال جنوب الوطن اليمني في 30 نوفمبر 1967م وهي قصيدة (أخي كبر الفجر في أرضنا). وقال: «إنني تعمدت تقديم هذا الشريط الذي يحتوي على قصائد وطنية لأدحض الشائعات التي طعنت في وطنية لطفي أمان.

ومن مواقفه الوطنية رفضه عندما كان مديراً لثانوية خورمكسر أن يكون نائبه إنجليزيًا وأصر على اختيار الأستاذ صالح الزوقري ليكون نائباً له.

وفي الوقت الذي كان فيه مديرًا للثانوية فقد كان قائماً بأعمال مدير المعارف في عدن. وكانت له مواقف مشرفة مع زملائه من الأساتذة اليمنيين.

ولقد تعرفت على الأستاذ لطفي عندما كنت طالباً وعملت في تحرير مجلة «دنيا الطالب» التي كان يشرف عليها الأستاذ أحمد الجابري.

وكان المفهوم الراسخ لدينا كطلاب بأن لطفي عميل للاستعمار وكنا نتعمد رفع صورة الرئيس العربي الراحل جمال عبدالناصر، وذات مرة دخل إلى الفصل ورأى الصورة وكان رد فعله عكس ما كنا نتوقع، وكان غالباً ما يحدثنا عن مفهوم الوطنية، وبعدها اكتشفنا الحب الكبير الذي كان يحمله للرئيس جمال عبدالناصر». واستعرض الكثير من المواقف الوطنية للطفي أمان، ثم تحدث وقال: «عندما نقل لطفي إلى مستشفى المعادي بمصر، كنت حينها أدرس هناك، ولسوء حظي أن لطفي فارق الحياة بين يدي».

بعد ذلك تحدث الأخ جمال اليماني، مدير عام مديرية صيرة، الذي كان واحداً من أهم ضيوف هذه الفعالية، حيث قال: «شرف كبير لي أن أكون معكم في منتدى بن شامخ، وإحياء ذكرى ميلاد لطفي من قبل الحاضرين، دليل على الوفاء والأصالة»، وأضاف «إنه شرف عظيم لي أن أكون مسؤولاً إداريًا للمنطقة التي ولد ونشأ وترعرع فيها لطفي أمان، وأشكر جمعية الموروث ومنتدى بن شامخ على هذه الفعالية.

وعلينا تقع مسؤولية إخراج الأعمال الغنائية الرائعة إلى الناس، والعمل على تجديدها ونقلها إلى الجيل الذي ربما لم يسمع عن لطفي. ونحن كسلطة محلية على استعداد لدعم نشاطاتكم».

ثم قدم الفنان عصام خليدي والفنان الشاب نجوان شريف ناجي نماذج من الاعمال الغنائية الرائعة، التي كتبها الشاعرلطفي أمان، وتغنى بها الفنانان الكبيران أحمد بن أحمد قاسم ومحمد مرشد ناجي.

أدار الفعالية باقتدار الشاعر نجيب مقبل وحضرها الزميل شكيب عوض، الذي فضل الاستماع إلى الأستاذ عبدالحميد سلام وهو يسرد ذكرياته، وآثر الصمت لتتاح الفرصة لإعطاء وقت أطول للأستاذ عبدالحميد بالتحدث.

حضر الفعالية إلى جانب من جاء ذكرهم كل من الإخوة: ضياء عبدالمجيد قباطي، مدير مكتب الشباب والرياضة في عدن، د. حميد عبدالمجيد قباطي، عميد كلية تربية طور الباحة رئيس نادي وحدة عدن، رجل الأعمال خالد الخليفي، سالم بن شامخ رئيس منتدى بن شامخ، ورئيس وأعضاء جمعية تنمية الموروث الشعبي المنظمة للفعالية، ومحرر الشؤون الثقافية في «الأيام» أحمد السقاف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى