جنرال لبناني معارض لسوريا يشعر ببرودة السياسة اللبنانية

> بيروت «الأيام» عن رويترز :

>
العماد ميشيل عون ابرز زعماء المعارضة
العماد ميشيل عون ابرز زعماء المعارضة
بعد ايام من عودته من المنفى حيث لقي استقبال الابطال وجد العماد ميشيل عون ابرز زعماء المعارضة المسيحيين والذي يقدم نفسه كمخلص لبناني من الهيمنة السورية نفسه في تصادم مع الواقع السياسي الجديد في بلده.

بدأ العد التنازلي لبدء المرحلة الاولى من انتخابات برلمانية تجرى في لبنان للمرة الاولى منذ 33 عاما في ظل غياب التأثير السوري لكن عون واتباعه وجدوا انفسهم خارج لائحتين اساسيتين لفريقين من المعارضين اعلنتا حتى الان.

وقال عون الشهر الماضي عندما كان يقارب الاربع عشرة عاما في منفاه في باريس انه سيرشح اربعين شخصا من التيار الوطني الحر الذي يتزعمه للانتخابات لكن اليوم تغيرت هذه النظرة وظهرت ان طموحات عون اصبحت صعبة المنال.

ولقي عون استقبال الابطال لدى عودته يوم السابع من مايو ايار الجاري حيث تجمع عشرات الالاف لاستقباله في ساحة الشهداء في وسط بيروت ونظر هؤلاء الى الجنرال الصارم الذي لم يغير رأيه ولم يقدم تنازلات على ان عودته ستكون بداية جديدة للبنان.

وقال عون في منزله على تلال الرابية قرب بيروت ان هذه المعارضة ضد سوريا كانت زائفة وبدأت تنكشف مع اقتراب الانتخابات واظهرت ان كل واحد
لديه مصالحه الانتخابية.

وقال عون لرويترز "لا يوجد معارضة. كان هناك اناس تقليديين شكلوا ثقلا على لبنان. نحن لسنا تقليديين نحن اصلاحيين. هم ليس لديهم برنامج." اضاف عون "هم يحاولون عزلنا ولكن نحن اناس لا يمكن عزلنا. نحن لسنان سياسيين مثلهم. نحن لدينا قاعدة عريضة ولا احد يستطيع عزلنا."

 المرحلة الاولى من انتخابات برلمانية تجرى في لبنان للمرة الاولى منذ 33 عاما
المرحلة الاولى من انتخابات برلمانية تجرى في لبنان للمرة الاولى منذ 33 عاما
وتوحدت مطالب المعارضة المؤلفة في غالبيتها من المسيحيين والزعيم الدرزي وليد جنبلاط وبعض المسلمين بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير شباط الماضي حول الانسحاب السوري من لبنان واقالة قادة الاجهزة الامنية الموالية لسوريا والمطالبة بلجنة تحقيق دولية في الاغتيال وعودة العماد عون وضرورة اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها.

ولكن وبعد تحقيق معظم مطالب المعارضة ومغادرة اخر جندي سوري الاراضي اللبنانية في اواخر شهر ابريل نيسان الماضي اتسعت الفجوة بين المعارضة وبدأت الانقسامات تظهر الى العلن مع بدء العد التنازلي للانتخابات.

ولكن ورغم ان المعارضة هي التي فتحت الطريق امام عودة عون الا ان الكثير من اللبنانيين يشعرون ان كل الانجازات التي استطاعوا تحقيقها لم تمنع من عودة الخلاف الطائفي والمناورات السياسية داخل المعارضة قبل الانتخابات التي تبدأ في التاسع والعشرين من مايو ايار وتنتهي في التاسع عشر من يونيو حزيران.

ولا زالت اليوم تبحث بعض قوى المعارضة امكانية اقامة تحالفات في المناطق التي لم تقفل اللوائح فيها بع.

واذا ما وصلت هذه المبادرات الى نتيجة فان المحللين يقولون ان عون سينضم الى اللعبة السياسية اللبنانية ولكنه لن يستطيع تغيير كل شيء او اخذ كل شيء انما يكون قد اضحى عنصرا وإسما جديدا في اللعبة السياسية اللبنانية.

وقال خبير انتخابات لبناني رفض الكشف عن اسمه "عون كانت تطلاعاته كبيرة عندما عاد ولكن يتطلع بالفعل (الان) الى خمسة او ستة او سبعة مقاعد.

ثلاث دوائر انتخابية اقفلت اللوائح فيها بيروت والجنوب والبقاع. وبقي الجبل مفتوحا وقد يحظي بمقعد او اثنين في الشمال."

اضاف "هو في موقف لا يتيح له التحرك. وحتى اذا ظن نفسه محرر لبنان فان هذا ليس معناه ان السياسيين المتأصلين في هذا البلد سيفسحون له المجال."

ولا يوجد مرشحون لعون على لائحة الحريري في بيروت فيما اختار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط التحالف مع القوات اللبنانية خصمه السابق في الحرب قاطعا الطريق امام اي تحالف مع عون في جبل الشوف جنوب شرق بيروت.

وزار عون امس الاربعاء قائد القوات اللبنانية سمير جعجع في السجن لفتح صفحة جديدة بين الزعيمين اللذين نشبت بينهما معارك مسلحة في ختام الحرب الاهلية لكن عون قال ان لقاءه الاول مع جعجع منذ العام 1989 لم يكن سياسيا.

وقال عون في اشارة الى اعتماد قانون عام 2000 الذي يسهل عودة موءيدي سوريا الى اخذ مقاعدهم في مجلس النواب "امجلس المقبل سيكون صورة للمجلس السابق بسبب وجود نفس الاشخاص. هذه القوى التي عملت هذا القانون ستعود."

اضاف عون "ليس هناك من انتخابات في ظل هذا القانون .. نتيجة هذا القانون ستكون خطرة جدا. نصف الشعب اللبناني سيكون مهمشا."

ويشكل عون (70 عاما) اكبر قوة في المعارضة المسيحية التي طالبت بانسحاب القوات السورية من لبنان.

وقال " بعد الانتخابات كل شيء سيبقى على حاله ولا شيء سيتحسن ولكن نحن لدينا مقاومة. نحن سنعارضهم على قضايا ومواضيع اساسية سيكون لدينا اصوات في المجلس ومواكبة شعبية. النصف من الشعب اللبناني الذي تهمش لن يبقى صامتا."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى