الجفاف يأكل الاخضر واليابس في جنوب الصين

> الصين «الأيام» عن رويترز :

> إنه موسم زراعة الارز في اقليم جوانجدونج بجنوب الصين لكن رغم حقول الارز المغمورة بالمياه المرصعة بشتلات الارز الخضراء تشعر ليان بالقلق,قالت ليان وهي جالسة على مشارف الحقل وقد رفعت سروالها الى ركبتها ووضعت على رأسها قبعة كبيرة تخفي عينيها "ليس ثمة ما يكفي من الماء.
الان توجد أمطارلكنها مازالت غير كافية. ليس هناك ما يكفي من المياه في الخزان."والواقع ان الاقليم يتعافى من أسوأ موجة جفاف تعرض لها خلال 50 عاما بما يسمح للمزارعين بالبذار.

لقد أثر الجفاف في جنوب الصين على كل شيء من المحاصيل حتى توليد الطاقة بالمياه مرورا بمختلف أشكال الحياة.

قال يانج ايلون خبير شؤون المناخ والطاقة بجرينبيس في جوانججو عاصمة الاقليم "الجفاف موجود عبر التاريخ لكن معدل تكراره وشدته تتزايد بسبب التغيرات المناخية."

وحتى الامطار تراجعت فيما الاستهلاك يتزايد.

وعلى مسافة عدة كيلومترات خارج جوانججو تحل الحقول محل المداخن وينتشر الفلاحون الحفاة بدلا من سكان المدن.

الا أن نقص المياه نال من الجميع.

فالمحاصيل تموت ومزارع الاسماك تجف فيما أجبر التحميل الزائد في العام الماضي المصانع على الحصول على الطاقة ليلا فقط. وأدى ذلك بالحكومة الى مطالبة المطاعم والفنادق بالاقتصاد في استخدام المصابيح الكهربية.

قال ما جون خبير البيئة ومؤلف (أزمة المياه الصينية) "في هذا الجزء من جوانجدونج ودلتا نهر بيرل يتزايد السكان بسرعة. وعبر التسعينات زادت الطفرة الاقتصادية من استهلاك المياه."

وتابع " الزيادة في استهلاك المياه مذهلة."

واستهلاك المياه في جوانجدونج يعادل 1.4 من مثيله في باقي الصين كما يقول وفقا الاقتصاد يتوقع أن يتوسع بأكثر من 14 في المئة عن العام الماضي بفضل الصناعة كثيفة العمالة وبسبب السكان الذين قفز عددهم الى 110 ملايين نسمة بعد تدفق العمال المهاجرين من الاقاليم الاخرى.

وفي العام الماضي عانى مليون صيني في جوانجدونج من نقص مياه الشرب. وفي اقليم جوانخي المجاور جف 1100 من الخزانات حسبما قالت وسائل اعلام رسمية.

وقال تان وهو مزارع في منطقة كينجيوان الواقعة على مسافة 70 كيلومترا شمال غربي جوانججو "في الشتاء كان الامر خطيرا. لدينا هنا أكثر 13 هكتارا ولا توجد مياه. ايراداتنا أقل من العام الماضي."

وتابع "يبدو أن الأمور تسوء عاما بعد الاخر لكن ماذا بوسعنا أن نفعل."

وفي الاسبوع الاول من العام الجديد عانت جوانجدونج من ثلاث موجات تحميل زائد على شبكات الطاقة الكهربية وبدأ الاقليم في تقليص امدادات الطاقة قائلا إن الجفاف كان في جزء منه مسؤولا عن النقص اليومي في الطاقة بما يتراوح بين 500 و600 ميجاوات.

ويتوقع أن تتراجع طاقة توليد الكهرباء في الاقليم مقابل الطلب بما يتراوح بين ثلاثة الاف وخمسة الاف ميجاوات خلال السنوات القليلة القادمة على حد قول وحدة ايكونوميست انتليجنس.

وتقول جرينبيس ان الحل في الطاقة المتجددة.

وفيما أقرت الصين قانونا في فبراير شباط الماضي يجبر موردي الطاقة على شراء المزيد من الطاقة المتجددة ويعرض ميزات مالية لتطوير طاقة بديلة فان الطاقة المولدة من الرياح أقل من واحد في المئة من الطاقة الكهربية في جوانجدونج.

وبحلول عام 2010 تخطط الصين لدعم الطاقة المتجددة لتغطية عشرة في المئة من احتياجاتها وزيادة الطاقة الخضراء الى 60 الف ميجاوات بخليط من توليد الطاقة بالمياه وطاقة الرياح.

الا أن المزارعين في المنطقة يراقبون في الوقت نفسه حياتهم وهي تذوي.

لقد هجر أبناء ليان الثلاثة جميعا الارض بحثاعن فرصة للعمل في قطاع البناء بالمدينة.

وتفكر فلاحة مثل يانج في العمل بمصنع من أجل دخل أفضل.

وقالت "لن أكسب أي مال بدون ما يكفي من المياه. العام الماضي كان الاسوأ. هذا العام مازال الوقت مبكرا للغاية كي نرى ما سيحدث. لكن ليس ثمة ما يمكنا عمله."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى