استراحة «الأيام الرياضي» بعنوان (عقلية التاجر وتذاكر ملعب جواس)

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة :

> الدكتاتورية والتفرد بالرأي سمات اتصف بها صنف من الناس، ربما لمرض فيهم، أولسد نقص في تركيبتهم الاجتماعية، وكثيراً ماسطر لنا التاريخ حكايات من مثل هذا القبيل، غير أننا في الألفية الثالثة نادراً مانسمع أن هناك دكتاتوراً أودكتاتوريات تحكم هنا أو هناك، وإن حدث ذلك فإنما يكون مسرحه إحدى الدول المتخلفة من دول العالم الثالث، غير أننا فوجئنا بدكتاتورية رياضية لم نسمع بها من قبل، خاصة ونحن نعيش زمن الديمقراطية والانفتاح على العالم.

الدكتاتورية الجديدة ظهرت وبصورة عنيفة مكسرة لأحلام الجماهير الرياضية البسيطة في مشاهدة رياضية نقية غير متعصبة، بقدر ماهي متسامحة، وتقبل بقرار ولي الأمر، غير أنه لم يعجب من هم عليهم تطبيق أمر ولي الأمر، الذين داسوا على القيم الرياضية الجميلة، والذين يعملون وفق منطق الربح والخسارة، وبكيفية انتزاع الريالات البسيطة من المشجع أو اللاعب أو الكادر الرياضي، وبطريقة جلفة وغير مشروعة، والتي تنم عن عقلية تاجر، وليس عقلية رياضي يعرف أن الرياضة دواء ومتنفس للناس (الضباحى)، فلقد فرض هؤلاء رسوماً وقطع تذاكر دخول إلى ملعب جواس لمشاهدة المباريات، في الوقت الذي فيه الدخول مجاناً في جميع ملاعب الجمهورية بقرار من الوزير.

للأسف عقلية التاجر هذه وشعار (كم نصيبي) هما السائدان بقوة، ونحن على أعتاب إطفاء الشمعة الخامسة عشرة لقيام الجمهورية اليمنية التي مهدت لثورة تنموية شاملة في كل أرجاء السعيدة، غير أن مجموعة متجانسة في الفكر والتدبير أبت الاّ أن تعكر صفو المواطن، وبمعنى أدق المشجع الرياضي، فبالله عليكم ماذا يعني ذلك؟ أليست هذه ديكتاتورية؟ وأليس ذلك نوع من الغبن يمارس ضد أناس هم ثروة هذا الوطن، وهم زاد المنافسة الرياضية وملحها؟ وإنني أعتقد أن زمن كم نصيبي وكم نصيبك لازال موجوداً في أفكار بعضنا، مما يجعل الحديث عن بناء مستقبل رياضي، أو إيجاد مؤن لنشاطات أخرى أشبه بلعبة سخيفة لم يستسيغها سوى (جمال المعاصر)، التي تمشي معصوبة العينين لكونها مسلوبة التفكير والإرادة.

غير أن الأعجب هو تواري الكثير من الرؤوس التي دفنت في الرمال كحال النعامة، وكأن الأمر لايعنيها وشعارها (ماسيبي)، مع أنها هي من خططت لذلك الفعل القبيح الذي نفذه أناس لا تعرف قلوبهم الرحمة، ليتوجوا أنفسهم أبطالاً فوق رؤوس الجماهير المغلوبة على أمرها، والتي لم تجد سوى صب لعناتها تجاههم، وإن أمراً كهذا يحدث في أرض السعيدة لهو أمر مخجل ومعيب في حق الرياضة وأهدافها النبيلة. فما رأي المعنيين فيما يحدث؟وهل نطبق قرار الأخ وزير الشباب والرياضة الذي قضى بمجانية الدخول إلى الملاعب؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى