على طريق بناء مدينة عصرية في ريمة:ضرورة توفر رؤية متكاملة للمسار المستقبلي لدورها ونموها وتطورها

> «الأيام» منصور الحيث :

> بعد مرور عام على إنشاء محافظة ريمة، والعمل التنموي والإداري يتواصل بوتيرة عالية وجهد منقطع النظير، شهدت المحافظة على إثر الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية ـ حفظه الله ـ إليها في الأول من يناير العام الماضي، تحقيق الكثير من الإنجازات الخدمية والتنموية، في مقدمتها مشاريع الطرقات التي تعد من الأهتمامات الاستراتيجية لفخامة الرئيس، لما تشكله من أهمية في تسهيل حركة التواصل والتنقل وربط مديريات المحافظة ببعضها وبالمحافظات المجاورة كالحديدة وذمار، وكذا مشروع الكهرباء الإسعافي لمدينة الجبين، عاصمة المحافظة، الذي أوشك العمل فيه على الانتهاء.

ويمكن القول إن العمل الجاري في محافظة ريمة أشبه بورشة عمل تنموية متواصلة تشمل كافة أوجه الحياة لتحقيق ما يطمح اليه أبناء ريمة من تقدم وتطور لمحافظتهم.

إن التفكير في بناء مدينة عصرية نموذجية في ريمة، وهذا ما تتجه إليه حاليا قيادة المحافظة، يتطلب إعداد دراسة متكاملة حول احتياجات هذه المدينة لمائة عام قادمة، وفق رؤية علمية مستقبلية يشترك في إعدادها المتخصصون في الجوانب الهندسية والمعمارية والطرق والبيئة والكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف والسياحة.

كما أن التوجه نحو بناء مدينة عصرية في ريمة يتطلب إعداد رؤية متكاملة مستندة على أحدث الأسس والمعايير العلمية والنتائج العملية للمسار المستقبلي لتطوير ونمو المدينة وتهيئتها لأداء أدوارها الفاعلة في التنمية المستدامة كإحدى المدن العصرية النموذجية.

ويتطلب ذلك أيضا المشاركة الفاعلة من قبل الجهات المختصة ذات العلاقة، في التخطيط والتنفيذ والإشراف والمتابعة في مناقشة المخطط العام لمدينة الجبين، للتوصل إلى أفضل السبل والمعالجات اللازمة للتعامل مع المدينة كوحدة متكاملة وكيان متغير غير ثابت وفقا لبرامج وخطط زمنية تنفيذية.

وعند إعداد الرؤية المستقبلية للمحافظة، لا بد أن تستند على قاعدة بيانات معلوماتية بشأن مشاريع البنى التحتية والقطاعات الخدمية، وكذا القاعدة الإنتاجية الاقتصادية وتوظيفها بما يتلاءم مع احتياجات ومتطلبات إحداث نقلة نوعية في استكمال البنية التحتية وتحسين الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي للموارد البشرية والطبيعية، وتحديث وتطوير المنشآت الخدمية القائمة، وتنفيذ السياسات الزراعية والمائية والسكانية بما يخدم استقرار أبناء المحافظة والتخفيف من الفقر.

ولضمان تحقيق النجاح لمشروع بناء مدينة عصرية في ريمة ينبغي مراعاة الجوانب التالية:

ـ محدودية مساحة المخطط العام لمدينة الجبين، الاستغلال الأمثل للموارد الأولية المتوفرة في المحافظة.

ـ التشكيل المعماري الملائم للطبيعة والتضاريس الجبلية الخاصة بالمحافظة والأخذ بحقيقة أن المحافظة سوف تصبح مستقبلا من المحافظات السياحية.

ـ أن تحوي التصاميم والمخططات المعدة أحدث التطورات التي تشهدها مدن الجمهورية، والاستفادة من جوانبها السلبية والإيجابية، وتلك المدن ذات الطابع العصري في عالمنا اليوم اقليميا ودوليا.

ـ شحة توفر المياه والتقلبات المناخية المفاجئة مما يتطلب إدخال التقنيات الحديثة القادرة على مواجهة ذلك.

ـ أن تكون التصاميم المتصلة بالمباني العامة والخاصة ذات أشكال طوقية حول مركز المدينة (الحديقة العامة)، متدرجا في أعداد الطوابق لكل مبنى ابتداء من طابقين (الطوق الأول) وحتى خمسة طوابق (الطوق الرابع).

ـ تخصيص المساحات الكافية لمواقف السيارات الملحقة بمواقع المنشآت التجارية والحكومية ذات الحركة المكثفة.

إن ريمة أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى تضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد على المستوى الرسمي والشعبي، ويتطلب من أبناء ريمة جميعا أن يجسدوا على الواقع العملي ما عرف عنهم من حبهم للعمل والبناء، وهم أكثر من غيرهم حرصا لأن تكون ريمة المحافظة النموذجية على مستوى الوطن، وعليهم أيضا أن يتفاعلوا أكثر وأكثر مع الاهتمام والدعم والرعاية التي تحظى بها محافظتهم من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله.

وبالعودة إلى التحضيرات الجارية في محافظة ريمة لتنظيم وإقامة ورشة عمل موسعة أواخر شهر مايو الحالي تزامنا مع احتفالات شعبنا بالعيد الوطني الخامس عشر لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، حول استكمال البنى التحتية ومتطلبات العمل التنموي تحت شعار «على طريق بناء مدينة عصرية وإنجاز البنى التحتية والخدمية والحفاظ على البيئة».. حيث من المقرر أن تتناول الورشة محورين أساسيين حول المخطط العام لمدينة الجبين ومشاريع البنى الأساسية والخدماتية والاقتصادية المزمع تنفيذها على مستوى المحافظة.

هذه الخطوة الجريئة من قبل الأخ اللواء أحمد مساعد حسين، محافظ المحافظة بحاجة إلى إرادة ودعم وجهود مخلصة، والجهات الحكومية الرسمية المعنية جميعها مطالبة بالوقوف إلى جانب قيادة المحافظة للعمل على إنجاز هذا المشروع الوطني الكبير، الذي جاء تلبية لدعوة وتوجيهات فخامة الأخ الرئيس.

وإذا كانت الأنظار تتجه نحو بناء عاصمة عصرية في ريمة، فإن ريمة بحد ذاتها مهيأة لأن تكون المحافظة النموذجية، وهذه الرؤية المستقبلية ليست مجرد توقعات أو احتمالات تحتمل الصواب والخطأ، لكنها حقيقة علمية يدركها كل من زار ريمة نظرا لما تتمتع به وما تمتلكه من مقومات وعناصر سياحية فريدة وثقافية نوعية وموروث شعبي متميز.

ففي الصباح الباكر ومع إطلالة الشروق وأنت متجه من مفرق السخنة صوب مدينة الجبين ترى أمامك سلسلة جبلية شاهقة مترامية متماسكة هي جبال ريمة، ترى هذا الشموخ والكبرياء ينحني ترحيبا بمقدمك ويروي لك ألف قصة، وفي لحظات من التأمل والحوار الروحي بينك وبين ذلك الشموخ تشعر أنك تعيش لحظات فريدة من الصفاء والنقاء الروحي، وتسيطر عليك بل وتستهويك كلما اقتربت أكثر وأكثر من جبال ريمة.

وأجمل هدية تحصل عليها في ريمة عندما تكون في أعلى قمة من مدينة الجبين عاصمة المحافظة.. ففي المساء ترى الدنيا تحت قدميك وكأنك في كوكب آخر، ترى النجوم تعانق الجبال والقمر يمتد اليك ليصافح،ك وفي كل لحظة تتمنى أن تكون شاعرا.

وأخيرا.. الشكر موصول للأخ محافظ ريمة، الذي سخر وقته وجهده من أجل البناء والتنمية في ريمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى