في إطارالإبداع العلمي والأدبي اليمني....علمان عدنيان وعلم أبيني في ثلاثة إصدارات

> «الأيام» نجيب محمد يابلي :

> 1- عن اليمن ما ظهر منها ومابطن: د. حبيب سروري.2- سوسيولوجيا انحراف الأحداث في اليمن: د. سمير شميري.3- حزام الطارفة - ديوان الشاعر: أحمد سعيد بلعيدي، جمع وتعليق سعيد محمود بايونس.

لامست الإصدارات الثلاثة المذكورة الواقع اليمني المرير من زوايا مختلفة، وبأدوات متنوعة، وتستحق الإشارة إليها وتناولها لتبصير القارئ، لأن اليمن كسائر الأقطار العربية والأقطار الأقل نمواً على ظهر البسيطة تعاني نقصا حادا في الرأي العام، وهو أساس الانطلاق نحو أي مشروع نهضوي وإصلاحي.

1- عن اليمن ما ظهر منها ومابطن:
د. حبيب سروري (عدن)
د. حبيب عبدالرب سروري، من مواليد مدينة الشيخ عثمان عام 1956م ،تلقى مراحل دراسة التعليم العام في عدن، وحصل على دراسته الجامعية والعليا في جامعة روان بفرنسا، وأصبح «بروفيسورا»عام 1992م ويقوم بتدريس علوم الكمبيوتر في قسم الهندسة الرياضية في المعهد القومي للعلوم التطبيقية وجامعة روان بفرنسا، ويشرف حالياً على رسائل الماجستير والدكتوراه المقدمة إلى الجامعة المذكورة.

للدكتور حبيب سروري عدد من المؤلفات العلمية في مجال تخصصه أعدها بالفرنسية والإنجليزية، وله عدد مماثل من الأعمال النثرية والشعرية، ونشرت أولى قصائده في مجلة «الحكمة» عام 1970م. وكتابات د. سروري نشرت باللغتين الفرنسية والعربية وروايته الأولى «الملكة المغدورة» كتبها بالفرنسية ونشرتها دار (الإمارتان) وترجمها إلى العربية د. علي محمد زيد ونشرتها دار (المهاجر).

أثلج صدري عندما نشرت مؤسسة العفيف الثقافية كتاب «عن اليمن ما ظهر منها وما بطن» لأنه جهد طيب استهدف جمع مقالات هادفة ومقابلات أجراها كتاب وصحفيون مع د. حبيب سروري وسبق نشرها في الصحف والمجلات، وانتصرت المؤسسة بذلك لصالح الباحث وجنبته عناء البحث عن تلك الكتابات من أعداد متفرقة، مكاناً وزماناً. بروفيسور سروري نشأ على عبادة الصحيفة والكتاب وعلى قدسية الموقف من المحيط البيئي على وجه الخصوص، وتعززت مداركه ورؤاه بعد سفره إلى فرنسا وأخذ نصيبه من ضرورة التفكير في التحرير الذي أثمر التمرد عند العائدين من المجتمعات الغربية، كما حدث عند توفيق الحكيم وسهيل إدريس والطيب صالح.

عند تسليط الإضاءة على «عن اليمن ما ظهر منها وما بطن» تتبدى أمام القارئ عدة معالم في عالم الكتاب «منها استجلاء مواقف البروفيسور سروري من عدة قضايا كقضية التعليم المرتبط بأحد فضائين: فضاء الانكباس وفضاء الحرية» (ص 44) والمكانة القدسية للمرأة وبروز تلك المكانة في رواية دملان (ص 93) واشمئزازه من أنماط الخطاب الإعلامي (ص 97) والمفارقة الفاضحة بين هندسة جامعة البلقاء الأردنية (معدل كمبيوتر لكل ثلاثة طلاب) وهندسة جامعة صنعاء اليمنية (11 كمبيوتر لكل 1100 طالب) وخيبة أمله في عاصمة الثقافة العربية التي كانت غائبة عن معرض الكتاب الدولي في فرانكفورت، الذي أطل عليه البروفيسور سروري طمعاً في رؤية عاصمة بلاده التي كانت غائبة (ص 160-161).

من السمات البارزة في كتابات د. سروري هي وفاؤه لوطنه ومدينته عدن وأصدقائه وذوي الفضل عليه، فيهدي هذه القصيدة لأحد أصدقائه، ويكتب ذلك المقال لأحد أساتذته، ود. حبيب سروري مشدود جداً للأنثروبولوجيا، حيث لا فكاك من المفردات البيئية (الشفوت - يشترغ - تنكه بلاد النامس - وساح - ملخج وغيرها). هذا غيض من فيض فالكتاب مليء بالأفكار والمعلومات مقدمة على طبق فضي وإن شابت بعضه الرمزية، إلا أنها رمزية شفافة.

2- سوسيولوجيا انحراف الأحداث في اليمن:
د. سمير عبدالرحمن هائل الشميري

د. سمير عبدالرحمن هائل الشميري، الكريتري المولد والعدني الوجدان والتأهيل والموسكوي في التأهيل العالي، حيث حصل على درجة الدكتوراه من كلية علم الاجتماع بجامعة موسكو عام 1996م. تشبع د. سمير بنقاوة البيئة المحافظة التي اقترن عميدها الشيخ عبدالرحمن هائل الشميري بعلماء أفذاذ أمثال الشيخ محمد سالم البيحاني والشيخ علي محمد باحميش والشيخ مطهر الغرباني، ولذلك تجد نفسك ملاحظاً لشخص د. شميري فتلتقط للوهلة الأولى أنه شخصية جادة وقدرة ممسكة بناصية اللغة ومتمكن من مجال تخصصه. كتاب «سوسيولوجيا انحراف الأحداث في اليمن»، وهو واحد من عدة منشورات للدكتور سمير سبق نشرها في مجلات يمنية وعربية وأجنبية، يقع في ثلاثة فصول إجمالي صفحاتها (166) صفحة، حيث جال الكاتب في الفصل الأول في فضاءات التعريفات ورسم معالم البنية التحتية لواقع الطفل (الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والضبط الاجتماعي) وتناول في الفصل الثاني آفة الضغوط الاقتصادية والمعيشية، فيما حصر الفصل الثالث في النتائج والخاتمة والتوصيات والهوامش والمصادر والمراجع، حيث بلغت الهوامش (129) هامشاً ومصادر الكتب والصحف العربية (73) مصدراً والمصادر باللغة الإنجليزية (24) مصدراً.

الكتاب جدير بالاقتناء والقراءة لمن أراد أن يعرف ويلم بأطراف بل وبتفاصيل الواقع الأسري في اليمن.

3- ديوان «حزام الطارفة» : أحمد سعيد بلعيدي السعيدي
جمع وتعليق: سعيد محمود بايونس

ها هي «جمعية شقرة الثقافية» تدخل دائرة الضوء بإصدارها ديوان «حزام الطارفة» للشاعر الشعبي الكبير أحمد سعيد بلعيدي وقدم له د. عدنان عمر الجفري، فيما تولى الأخ محمود سعيد بايونس، رئيس الجمعية ،مهمة الجمع والتعليق على قصائد الديوان وهي مهمة ليست باليسيرة لأن القارئ للديوان من خارج المنطقة سيتعسر عليه فهمها لولا تدخل الأخ بايونس، وتوظيفه الهوامش لشرح المفردات الغريبة على القارئ، وأنا أحد المستفيدين من تلك الهوامش ومن المقدمة التي أعدها الأخ بايونس أيضاً. يضم الديوان (42) قصيدة ومساجلتين شعريتين للشاعر أحمد سعيد بلعيدي (السعيدي)، و«حزام الطارفة» هي أحدى القصائد الواردة في الديوان (ص 40) ومعناها كما أوردها الأخ بايونس في الهامش: «كناية عن الرجل الشجاع المقدام» وهي الهبة السماوية التي نزلت على الشاعر وهو يفتتح قصيدته:

جاني ولد ماني درى من وين جا جاني وسميته حزام الطارفة

صاغت قصائد الديوان غريزة الموهبة وخبرة العمر المديد الذي ناهز القرن، وأصالة النتاج ترجع لهذين العاملين ليس إلاّ، لأنه أمي، لكنه يحمل خبرة زهير بن أبي سلمى. هناك أفعال وهناك بالمقابل ردود أفعال جاءت من شاعر معمّر وساحت شعراً وموقفاً في قصائد منها: القومية والعدل، والسعف خلوني، هبت الناس الوفاة، لا تأمن الكذاب، أبين تخبر، وما هبّ هب وقصائد أخرى كثيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى