التكريم للذي يستحق

> علي بن ماضي :

>
علي بن ماضي
علي بن ماضي
في ما أمر به فخامة القائد الرمز علي عبدالله صالح بقيام عيد الوحدة الخامس عشر في محافظة حضرموت دلالات عدة لهذه المحافظة الأم، التي تتميز دائماً في كل شيء، فحضرموت الأرض والإنسان لها في عبق التاريخ والجغرافيا الشيء الكثير فإنسانها الصبور ظل يكافح دون كلل أو ملل على امتداد أزمان عدة في شتى بقاع الأرض، ووصل به الحال إلى أقصى شرق هذه القارة الصفراء وأعالي إفريقيا السمراء حاملاً معه مسؤوليات عدة، منها اكتساب المعيشة والمعاملة الحسنة، التي من خلالها أثر في شرائح كبيرة في تلك المجتمعات، واستطاع أن ينشر دين الإسلام متمم الأديان السماوية، فتحقق له ذلك دون خصومات أو حروب أو جهاد، بل كان كل جهاده الكلمة الحسنة مقرونةً بالأخلاق الحسنة والمعاملة الصادقة والأمينة، هكذا هو ديدن الإنسان الحضرمي والدلالات على ذلك مثبوتة في أقرب دول الجوار لنا والكل يعلم بذلك، وإن شاء الله يستمر على هذا النهج إلى آخر الحياة. هذا عن الإنسان إما عن الأرض المحتفى بها حضرموت الحضارة والتاريخ، فإنني أجد نفسي عاجزاً عن وصفها في هذه العجالة، فوصفها يحتاج إلى كتب ودواوين لما لها من مكانة في تاريخ اليمن المعاصر وحتى اللحظة.

فحضرموت الأرض تكاد تكون مميزة فشواطئها الكبيرة الزاخرة بالخيرات التي تتركز عليها الاهتمامات لتكون أحد المصادر للدخل القومي، وهي مؤهلة لذلك، والأرض الزراعية الكبيرة التي هي الأخرى مؤهلة أن تكون أحسن مما هي عليه الآن وعدة أشياء أخرى، مثل النفط والسياحة والغاز والمعالم الأثرية المتعددة فكل هذا كان موجوداً، ولكن كانت الإرادة غائبة، إرادة التطور، إرادة السمو بالأرض والإنسان، ولكن نحمد الله أنه الآن تستغل تلك الثروات استغلالا نحو الإيجابية، كنا محرومين منه عقوداً من الزمن.

ولكن جاء هذا التكريم في وقت كنا أحوج ما نكون إليه، وجاء وقت أعطى كل ذي حق حقه، جاء التكريم المناسب لمن بستحقه، تكريم له في نفوسنا الشيء الكثير، تكريم رد الاعتبار للارض قبل الانسان واعتراف في وقته بالأحقية والأصالة للمبادئ والقيم الحضرمية المميزة التي ينثرها أبناؤها في شتى بقاع المعمورة، هنا الدعوة لهم أبناء حضرموت لحضور يوم التكريم الكبير الذي سنأتي له ولو كان حبواً، حباً في هذا الوطن وحباً في هذه الصامدة حضرموت الخير التي تنتشر فيها نهضة شاملة في شتى المديريات المتباعدة، ولكن هذه النهضة استطاعت أن تقارب بين الجميع بفضل الطرقات الجميلة التي بلا شك هي إحدى ركائز التواصل والبنية التحتية لقيام الدولة المتحضرة.

ولو أحصيت ما أنجز وما هو جار العمل فيه لامتلأت الصفحات بها.

ولكن الأكثر أهمية هو طريق صافر حضرموت وعدن المكلا الساحلي والمكلا الغيظة الساحلي وتريم الغيظة عمان، أيضاً إعادة تأهيل جميع الخطوط الداخلية. ويجري العمل في طريق دولي آخر هو العبر الوديعة، الذي أتمنى أن يكثف العمل فيه لما لأهميته لأبناء المحافظة المغتربين، وبخاصة قرب الإجازة السنوية التي تتدفق فيها أعداد هائلة من أبناء المحافظة لزيارة وطنهم الغالي، وهناك طريق آخر يجري العمل فيه، وهو طريق حريضة وادي عمد يكاد يكون منجز المنجزات المستحيلة.

وأكبر المستحيلات هو ما يجري في عاصمة المحافظة المكلا من تغيير ملامح، وعملية تجميلية نادرة الحدوث، ها هي المكلا الساهرة التي لا تنام هذه الأيام إلا قليلاً تتمايل فرحاً لهذه النقلة النوعية الفريدة التي تعد سابقة على مستوى الوطن، وأعتقد الوطن العربي الكبير، فتحويل مدينة عادية إلى مدينة عصرية في ستة أشهر عمل جبار نشكر عليه الدولة ورئيسها الذي نرى حنكته السياسية الطموحة في الارتقاء بالوطن كافة، أكثر من أهداف تتحقق، وما هذا الهدف الجميل إلا تعريف سياسي واقتصادي لهذه المحافظة، التي هي مؤهلة لاستقطاب الاستثمار الخارجي لتنوع المصادر الاستثمارية، سواء أكان في باطن الأرض أو البحر.

وعلى السطح من أمن وأمان وأمانة وطموح للتغيير للأفضل، لن أصف ما يجري بالمكلا بالتفصيل لأنه سيكون «المفاجأة». وهنا نوجه كلمة شكر وعرفان لهذا المحافظ الطموح الأخ عبدالقادر علي هلال، الذي يشرف على كل الاعمال الجاري تنفيذها في المكلا فللحق إنه الرجل المناسب في المكان المناسب، أعانه الله وأعان كل من يريد أن يسمو ويعتلي بالوطن وكل بقعة من ترابه الكبير.. فالمطلوب من حضرموت أن تكافح وتجاهد في تكريم رئيس الجمهورية القائد الرمز علي عبدالله صالح، هذا الرجل الذي تغلغل حب اليمن في فؤاده وأصبح هو القائد لكل التطوير والتحديث، فهو في غنىً عن تكريم الأوسمة والنياشين، ولكن التكريم الذي يريده هو إنجاز كافة المشاريع المتفق عليها في وقتها من عملية تطويرية عملاقة، وتكاد تكون معجزة وتحديا كبيرا أن ما يتحقق الآن لو وضع له خطة حكومية مبرمجة لن ينجز في عشرين عاماً، ولكن هذه اللفتة الكريمة والقرار السياسي الحكيم الذي أراد به تعريف الجميع بعظمة قدارتنا وعظمة وجمال هذه المحافظة الطموحة.

الحقيقة يحق لنا التباهي بصانع المنجزات الأخ القائد، الذي على يده تحقق أكبر منجز في الوطن العربي، ألا وهو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وحمايتها وبناء أراضيها وإنسانها، فأنتم مطالبون بتقديم أنفسكم بالشكل الحضاري الذي يحبب كل من يريد أن يأتي إلى هنا بقصد الاستثمار، فالمسؤولية على الجميع لكي تظهر حضرموت بأحسن حللها.

وتبقى الأمنية الكبيرة هي حضور هذا التكريم لحضرموت وللقائد في الثاني والعشرين من مايو في حضرموت المحبة للسلم والسلام.

مغترب في الرياض

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى