> قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي امس السبت انه اصيب بصدمة حين اطلع على تقرير الجيش الامريكي عن الانتهاكات التي تعرض لها المسجونون في افغانستان وقال ان حكومته تريد ان يكون جميع السجناء في قبضتها وان تخضع العمليات العسكرية الامريكية لسيطرتها.

واوردت صحيفة نيويورك تايمز يوم امس الاول الجمعة ان الانتهاكات المذكورة في التقرير تضمنت تفاصيل مقتل سجينين في مركز اعتقال في افغانستان في عام 2002 وردت في ملف اعده محققون عسكريون امريكيون ويقع في حوالي الفي صفحة.

وقال كرزاي في مؤتمر صحفي "صدمني كليا ونحن ندين ذلك. نريد ان تتخذ الحكومة الامريكية اجراءات صارمة جدا وان تستبعد مثل هؤلاء الناس."

وكرزاي من اشد حلفاء الولايات المتحدة في الحرب التي تقودها على ارهاب ومن المقرر انه توجه إلى الولايات المتحدة امس السبت ويجري محادثات مع الرئيس الامريكي جورج بوش في وقت لاحق من هذا الاسبوع.

ويريد كرزاي اقامة شراكة واسعة النطاق وبعيدة المدى مع اهم حلفائه ولكنه قال انه يريد ان يؤكد من جديد على طلب عودة السجناء الافغان والسيطرة على العمليات العسكرية الامريكية.

وتقود الولايات المتحدة قوة اجنبية في افغانستان قوامها نحو 18300 معظمهم من الامريكيين يقاتلون مقاتلي حركة طالبان ويلاحقون قادة تنظيم القاعدة وعلى راسهم اسامة بن لادن.

وانتقد عدد كبير من الافغان القوات الامريكية لما يسمونه أساليب جائرة مثل اقتحام المنازل في منتصف الليل بحثا عن متشددين.

ويقول محللون إن المظاهرات العنيفة المناهصة للولايات المتحدة في الاسبوع الماضي ترجع في جانب منها إلى الاستياء المتزايد تجاه القوات الامريكية.

واندلعت الاحتجاجات بعد ان نشرت مجلة نيوزويك تقريرا عن تدنيس محققين من جيش الامريكي القرآن. وقتل 16 واصيب عدد كبير في اعمال عنف في عدة مدن افغانية.

وتراجعت المجلة عن هذا التقرير في وقت لاحق غير ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر اعلنت في وقت لاحق انها ابلغت البنتاجون بادعاءات بتدنيس عسكريين امريكيين للقرآن.

وقال كرزاي ان عمليات التفتيش ينبغي ان تجري بالتعاون مع القوات الافغانية.

وقال "ينبغي الا تجري اي عملية داخل افغانستان دون تشاور مع الحكومة الافغانية."

وقال "يجب الا يدخلوا منازل مواطنينا بعد الان دون معرفة الحكومة...إذا ارادوا القبض على اي مشتبه به داخل منزل ينبغي ان يبلغونا وتقوم الحكومة الافغانية بترتيب ذلك."

وقال كرزاي انه سيطلب عودة جميع السجناء الافغان.

وتحتجز الولايات المتحدة اكثر من 500 سجين في قاعدة خليج جوانتانامو البحرية في كوبا. واعتقل عدد كبير من هؤلاء في افغانستان بعد ان اطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان في اواخر عام 2001.

ويعتقد ان القوات الامريكية تحتجز المئات من الافغان في افغانستان.

ويركز تقرير الجيش الامريكي على وفاة سائق سيارة أجرة عمره 22 عاما يعرف فقط باسم ديلاوار وعلى محتجز آخر يعرف باسم حبيب الله الذي توفي في باجرام قبل ستة ايام من وفاة السائق في ديسمبر كانون الاول عام 2002 .

وورد في التقرير ان ديلاوار علق من معصميه في سقف زنزانته عدة ايام قبل وفاته وان الحراس كانوا يلكمونه في ساقيه وهو معلق.

وقالت الصحيفة "يتحدث الملف عن جنود شبان غير مدربين تدريبا جيدا متورطين في وقائع متكررة للانتهاكات. المعاملة القاسية التي اسفرت عن توجيه الاتهام الى سبعة جنود تجاوزت كثيرا واقعة وفاة الاثنين."

ووصف شهود بعد أداء القسم لمحققي الجيش سوء المعاملة الذي تراوح ما بين وقوف محققة على عنق أحد السجناء وركلها آخر في مكان حساس الى أسير مقيد أجبر على تقبيل أحذية المحققين حسبما نشرت الصحيفة.

وكتبت الصحيفة ان مسؤولين امريكيين قد وصفوا حوادث انتهاك حقوق السجناء في باجرام في عام 2002 بانها مشاكل معزولة يحقق فيها الجيش تحقيقا دقيقا.

واضافت أن اثنين من محققي الجيش وبخوا وان سبعة جنود وجهت لهم الاتهامات رسميا.