مصير حزب الله قد يتحدد بعد الانتخابات اللبنانية

> بيروت «الأيام» عن رويترز :

>
مصير حزب الله قد يتحدد بعد الانتخابات اللبنانية
مصير حزب الله قد يتحدد بعد الانتخابات اللبنانية
مع رحيل القوات السورية من لبنان فان مطلب الامم المتحدة الخاص بنزع سلاح جماعة حزب الله اللبنانية بات يمثل تحديا لاي حكومة تتمخض عنها الانتخابات القادمة في البلاد,جاء اتمام انسحاب القوات السورية من لبنان الشهر الماضي تنفيذا للشق الاول من قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 أما الشق الثاني فيطالب بان يلقي مقاتلو الجماعة الشيعية الاشداء اسلحتهم. وكان حزب الله قد تمكن من طرد القوات الاسرائيلية من لبنان قبل خمس سنوات بالضبط.

وقال دبلوماسي غربي "إن حزب الله مسألة لبنانية ونحن نتفهم ذلك حتى الان لكن على السلطة اللبنانية الجديدة ان تنزع سلاح المجموعة."

واضاف قائلا "لم يعد يوجد مكان لجيش خاص في المنطقة. حزب الله ولبنان يعرفان ذلك."

وكان حزب الله قد حظي بشعبية ومكانة مشهودة في لبنان والعالم العربي عندما أسهمت الهجمات المستميتة لمقاتليه في طرد القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان في مايو ايار عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاما.

بيد ان هذا الانجاز الذي أشيد به بإعتباره نصرا عربيا فريدا على اسرائيل يبدد أي ذريعة رئيسية كي يبقي حزب الله على أسلحته في الوقت الذي نزع فيه سلاح مختلف الفصائل الاخرى التي خاضت الحرب الاهلية في لبنان.

وربما يؤدى الانسحاب السوري الى تكثيف الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة القادمة في لبنان كي تعالج هذه القضية بعد الانتخابات البرلمانية التي تبدأ في لبنان في 29 مايو ايار القادم لشغل مقاعد البرلمان البالغ مجموعها 128 مقعدا.

وقالت الحكومة اللبنانية المؤيدة لسوريا والتي انهارت في اعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في 14 فبراير شباط الماضي إن القرار 1559 لا يسري على حزب الله لانه جماعة مقاومة وليس ميليشيا.

وردد رئيس الوزراء اللبناني الحالي نفس الموقف الا انه قال إنه يتعين مناقشة هذه المسألة عقب الانتخابات. وطالب بعض الزعماء المسيحيين حزب الله بإلقاء السلاح.

ويقول حزب الله الذي حظى بمساندة من ايران وسوريا انه لا ينوي نزع سلاح مقاتليه ما دامت اسرائيل تشكل خطرا على لبنان فيما لاتزال تحتل شريط مزارع شبعا الحدودي المتنازع عليه.

وقال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لرويترز "لا يستطيع أحد ان يحسم الان وضع سلاح حزب الله في المستقبل. لنكن واضحين هناك ضغوطات دولية كبيرة لمصلحة المشروع الاسرائيلي في ابطال قوة وقدرة حزب الله كي ترتاح اسرائيل في مشاريعها.

"هناك ايضا رغبة عند اطراف داخلية تعتبر ان الاجواء الدولية مواتية وبالتالي لا تريد لهذا السلاح ان يكون موجودا ظنا منها بانه يؤثر على توازن الطوائف.

"الى اي نتيجة يمكن ان نصل من خلال هذا الحوار لا استطيع ان استبق النتائج الان اذ ان هناك اسئلة كثيرة مطروحة هل يمكن ان يكون هناك خيارات توليفية لحالة السلاح مع الدفاع او هل يمكن ان يكون هناك اقتراحات تؤدي فكرة الدفاع عن لبنان بوجه الاخطار الاسرائيلية ويصبح السلاح محل نقاش ام ان السلاح سيبقى هو الحل الوحيد الممكن والمتاح... في عملية الدفاع امام هذا المأزق الاسرائيلي الموجود. هذه اسئلة تحتاج الى نقاش كبير ووضع كل الاوراق على الطاولة بين اللبنانيين للوصول الى نتيجة."

واضاف "لذا نحن كحزب الله نعتبر ان بقاء السلاح المقاوم ضرورة الان وفي المستقبل ما دام الخطر الاسرائيلي موجودا وجاثما على قلوب الجميع في هذه المنطقة الحساسة وخاصة على بلدنا."

وتقول الامم المتحدة إن مزارع شبعا جزء من هضبة الجولان السورية وهو ما تعترض عليه دمشق وبيروت.

وفي الاونة الاخيرة لم تثر الولايات المتحدة التي تصف حزب الله بانه جماعة ارهابية موضوع نزع سلاح الجماعة اذ تتفق على ما يبدو مع الامم المتحدة
والاوروبيين على ان الانتخابات تكتسب اولوية.

وقال ماجنوس رانستورب وهو خبير في شؤون حزب الله في جامعة سان اندرو باسكتلندا "من المثير ان نرى الى اي مدى سوف تعالج الولايات المتحدة هذا الامر." واضاف "قد تتبدد وحدة المجتمع الدولي بعد الانتخابات."

واتسع تدريجيا نفوذ حزب الله.. الذي برز الى حيز الوجود في اعقاب الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 .. ليصير حركة سياسية واجتماعية قوية فضلا عن قوة مقاتليه التي لا يستهان بها.

ولحزب الله 12 نائبا في البرلمان السابق في لبنان كما يدير شبكة من المدارس والعيادات الطبية ومؤسسات الرعاية الاخرى في مناطق شيعية محرومة منذ زمن بعيد في جنوب لبنان وشرقه.

وكانت جماعة الازمة الدولية وهي مؤسسة بحثية قد طرحت مقترحات في ابريل نيسان الماضي تطالب بان تسلم سوريا مزارع شبعا رسميا للبنان وان تنسحب اسرائيل من المنطقة وان ينسحب مقاتلو حزب الله ويسلموا صواريخهم للجيش اللبناني الذي سيتحرك انئذ لينتشر في منطقة الحدود.

وتدعو هذه المطالب ايضا الى ضم مقاتلي حزب الله الى الجيش اللبناني ربما كوحدة منفصلة والى ان تبلغ الولايات المتحدة اسرائيل بضرورة عدم انتهاك المجال الجوي اللبناني ومياهه الاقليمية.

إلا ان حزب الله لم يبد اي اهتمام علني بحزمة المقترحات هذه قائلا بانها لن تكفل الحماية لحدود لبنان مع اسرائيل إلا ان دبلوماسيين غربيين يقولون ان بالامكان ايجاد حل آخر.

وقال دبلوماسي "ان كل ما يعنينا في الامر هو ان ينزع سلاح حزب الله.

كيف.. هذا الامر متروك للدولة اللبنانية. قد تقوم بدمج حزب الله في الجيش اللبناني او تحت عناوين اخرى لكن اذا حزب الله لم يسلم سلاحه عندها فان لبنان والحزب سيواجهان المزيد من الضغوط."

ويقول محللون إن مما يضيف تعقيدات جديدة على الامر الروابط التي تجمع بين حزب الله وكل من ايران وسوريا اللتين تخضعان لضغوط امريكية.

وقال المحلل السياسي نزار حمزة "إنها مسالة معقدة يجب ان ينظر اليها ليس فقط محليا لكن ايضا بما يجري بين ايران وواشنطن وسوريا."

وقال رانستورب إن حزب الله قد يرفض أي محاولة لاجباره على نزع سلاحه او اي خطوة تهدف الى اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل.

وقال "حزب الله عمل جاهدا لبناء مجتمع مقاوم. وان نتوقع منه ان يقوم بالتخلي عن كل ذلك بين عشية وضحاها لصالج اجندة مدنية امر غير منطقي."

وقال السفير السوري لدى بريطانيا انه لا يتوقع اي تغير رئيسي في علاقات بلاده مع حزب الله الا انه قال إن دمشق لن تفضل حزب الله سياسيا على فصائل لبنانية اخرى.

وقال السفير سامي خيامي لرويترز "لدى سوريا كل المنطق لتعتقد ان حزب الله هو لاعب سياسي جدي جدا في لبنان."

واضاف قائلا "انه واحد من الاحزاب الاقل فسادا ويمثل المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى