كريتر محمية تاريخية

> سعيد عولقي :

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
موضوع الكتابة عن حماية معالم عدن التاريخية والمعمارية ونمط البناء الذي تتميز به- أو كانت- وكذلك حماية البيئة فيها من بر وبحر وجو قد يبدو للقارئ مملاً ومكروراً شبع من القراية فيه كما شبعنا نحن من الكتابة فيه.. إذن.. باتقولوا لي أيش عاد بقى معانا نقوله أو كما قال الفنان محمد عبده زيدي و الاخضري موعاد بقى معانا غير الضنى اللي عمانا وصمانا.. يعني أنه الواحد بايسأل نفسه بعد كل الذي صار من تشليح وتمليح ورصيع الرصيع من البناء والبنايات العشوائية المرخصة وغير المرخصة.. بعد هذا أيش الذي بقي من عدن؟ (ملاحظة هامة أرجو أن يضعها القارئ العزيز في باله وهي أنني عندما أقول عدن فأنا هنا أقصد المدينة القديمة «كريتر» وليس عدن المحافظة كلها بما حمل حملها وزملها وإن كان يتوجب وضع بعض المناطق والمعالم والآثار خارج كريتر في الحسبان).

أيوه .. قلنا أيش عاد بقى وا الاخضري معانا؟ فأقول: إن الكتابة اليوم في مسألة حماية معالم عدن التاريخية والمعمارية والبيئية مش جديد ويذكر القراء أنه كلما جرت المحاولة للبسط على موقع أو تدمير معلم أو العدوان على البيئة أو أو إلخ .. كانت الصحافة بالمرصاد تكتب عن كل شيء في حينه وفي وقته.. وبالمثل كانت السلطة جاهزة في حينه بوضع العجين في أذن والطين في الأذن الأخرى وحجتهم في ذلك يقول لك: ذلحين هاذونا اللي فاعلين نفوسهم مدافعين عن عدن وحماة لها هم حق بقبقة- أو بجبجة-فقط... مايشتوش المدينة تتقدم إلى الأمام قدام قدام كما قال نشيد الأخدام حق أول: «سالمين قدام قدام .. سالمين ما احناش أخدام..» وكلما أجا واحد مستثمر أو مستعمر يحفر ساس أو يطرح حجر فوق حجر صاحوا ولاحوا وربقوا وشبقوا .. مع أنه هدفنا تطوير المدينة قال لك بيئة وآثار ومعالم وجدتي.

ومن حجتهم وتعاون السلطة معهم على مر السنين السابقة هو أن الزلط كان - وأظنه سيبقى - سيد الموقف! لكن لعل وعسى .. فأنا أرى هذه المرة أن المسألة جد على الأقل لإنقاذ ما يمكن انقاذه فالتجاوب إلى الاجتماع الذي رعته ودعت إليه «الأيام» وكان على رأس الحاضرين إليه الأخ عبدالكريم شائف رئيس المجلس المحلي وممثلا للاخ المحافظ كذلك ولفيف من المسئولين في مديرية صيرة وتصدرت الاجتماع السيدة اسمهان العلس أمين عام جمعية حماية الآثار والمعالم التاريخية والطبيعية في عدن والتي كان بمعيتها سيدتان فاضلتان حضرتا الاجتماع وهما مهتمتان بنفس الشأن ولهما نفس التخصص العلمي الذي تتبناه الجمعية.

طيب يا ناس الله مادام ماعاد نقدرش نصلح حاجة فاللي قد راح راح وخذ ألبي وأملي وراح .. فبيت الاقل نحافظ على الباقي .. ومادام الحماس الآن موجود في مجتمعنا المدني والاعلان أو القرار الذي صدر بتسمية الاخ د. يحيى الشيعبي محافظ عدن رئيسا فخريا للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار فلابد من تفعيل اعلان الاخ المحافظ باعتبار عدن محمية أثرية .. وكذا اعلانه باعتبار عدن مدينة متعددة الثقافات .. أقول لكم الصراحة ان الاخ المحافظ ما يقدرش يسوي كل شيء لوحده فلابد كذلك مع جهود المجلس المحلي والجمعية بقياداتها وقواعدها - وللعلم فإن للجمعية قيادة مركزها في العاصمة صنعاء - والآن لابد ان يلعب الإعلام الدور اللائق المطلوب منه والمناط به .. وكزميل أناشد جميع الغيورين من حملة الاقلام الشريفة من على هذا المنبر أن يخوضوا حملة من أجل انقاذ ما تبقى من معالم ذات صلة بالطابع الاثاري والتاريخي لعدن والمطالبة بالكف عن العبث بها.

وفي الختام يكفيني أن أقدم لكم نموذجا واحدا يحز في النفس ولابد أن يكون قد أثر في نفس كل من رآه .. إنه مسجد الخوجة الكائن على طريق العيدروس أمام فندق المتروبول المحروق .. ألا يبدو لكم منظر هذا المسجد الذي كان من أجمل المساجد في المدينة .. ألا يبدو بعد اقتطاع الجانب الايسر منه وهدمه وبناء طوابق اسفلتية لأغراض الاستثمار التجاري .. ألا يبدو لكم وكأنه جسم آدمي اقتطعت يده من عند الرقبة وإلى الأسفل؟ وا أسفاه كانت صورة هذا المسجد تزين بطاقات البوست كارد كمعلم حي نابض بالحيوية والتألق والبريق من معالم «كريتر».

سألت صاحبي «يوسف مرفاتي» وهو على علاقة مودة مع جماعة الخوجة أصحاب هذا المسجد العريق ورعاته وأتباع المذهب الذي يتبعونه .. قلت له: ودلحين لافين عاد وصلوا الجماعة يا يوسف ؟ قال أيش من جماعة ؟ قلت جماعة مسجد طريق العيدروس حق الخوجة ؟ قال وكأنه يشتي يهرب من الموضوع : وأنا أيش عليا منهم .. موقال لك أنا الإمام حق المسجد؟ أنا الا «لالجي» صاحب مطبعة الحظ صديقي وأعزه كثير .. أما الباقين ينزلوا خل وإلا كتشب .. قلت له : قصدك خل وإلا خردل، مش كذه؟ قال : والله ماعاد أناش داري .. المهم قده كله لحواس. ويمضي يوسف في الشرح قائلا انه سمع ان القضية طالت واتطاولت وان هناك متنفذ يحاول ابتزاز جزء من المبنى الجديد الذي اقتطع من حرم المسجد وخليها على الله يبان لي كله بايقع خل مع الكتشب مع الخردل على قولتك خاصة واننا سمعت انه المسألة وصلت إلى السفارة الايرانية !

قلت ليوسف : سهل مالاقده إلا خل .. والا خردل والا كتشب على قولتك .

والله حرام يا جماعة .. أنا افدا لك ياعدن .. والله مافيبكش سخاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى