«الأيام» تستطلع هموم ومعاناة طلاب القسم الداخلي في ثانوية راجح بلودر ..طلاب تركوا مناطقهم بسبب الثأر.. ونقص الغذاء أبرز مشاكلهم

> «الأيام» سالم لعور :

>
السكن الداخلي لطلاب ثانوية الشهيد راجح بلودر
السكن الداخلي لطلاب ثانوية الشهيد راجح بلودر
ثانوية الشهيد راجح تعتبر أقدم ثانوية بمديرية لودر، أسست في العام 1976 بتمويل من دولة الكويت الشقيقة، يؤمها الطلاب من مختلف الاتجاهات كالقرى النائية بالمديرية والمديريات المجاورة ومن مناطق أخرى في محافظة البيضاء، خصوصاً مناطق دمان، الصعيد، السيلة البيضاء، رحاب جيشان، الخرجة، شرجان، مروحة، المصينعة وغيرها من المناطق التي أجبرت مشاكل الثأر أهاليها على النزوح إلى مدينة لودر الآمنة.

هذه الثانوية ذات الكثافة الطلابية يوجد بها قسم داخلي يتسع للمئات من الطلاب، لكن إدارة الثانوية تخلت عنه دعماً منها ليستفاد منه كقاعات لكلية التربية لودر، وتم بناء قسم داخلي جديد مكون من 3 غرف لا تتسع لعدد الطلاب في القسم الداخلي الذين يتجاوزون 250 طالباً.

مشاكل هذا العدد الهائل من الطلاب تعددت منها الثأر، الظروف المعيشية الصعبة، والسكن الداخلي، لكن أهم تلك المشاكل انقطاع التغذية التي كانت مستمرة حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام 2003- 2004، ولم يحصل طلاب العام الدراسي 2004م - 2005م على حقهم من الغذاء لعدم اعتماد المبالغ المخصصة له من قبل الجهات ذات العلاقة، على الرغم من أن اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة هذا الأمر تأكدت أثناء نزولها من وجود القسم الداخلي وأعداد القاطنين فيه، واطلعت عن كثب على مشاكل وهموم هؤلاء الطلاب الوافدين من مناطق نائية وجبلية بعيدة، وكل منهم يحمل ما يثقل كاهله من الهموم والمشكلات وأقلها الثأر وقسوة الحياة المعيشية.

ومن بين هؤلاء الطلاب التقت «الأيام» الطالب عمر عبدالله حسين النخعي، من أبناء منطقة رحاب جيشان، الذي تحدث بنبرة حزينة: «منطقتنا رحاب جيشان منطقة جبلية تعاني الثارات، ويعيش أهلها الكر والفر بسبب الاحتراب القبلي، وهربنا من هذا الجحيم لنجد أمرّ منه في مدينة لودر (الآمنة) لعدم اتساع القسم الداخلي لنا، فأصبحت لا أحس بالطمأنينة والأمان لا في أرضي ولا في شوارع لودر خوفاً من الثارات، وأعيش أغلب وقتي متخفياً في الأماكن المعتمة، وأكتفي بوجبة واحدة (الغداء) لعدم وجود (تغذية) في القسم الداخلي، الذي لم يتسع لي ولكثيرين فنضطر للنوم في الشوارع أحياناً، أو عند زملائي الذين استأجروا سكناً في المدينة، لهذا تعثرت في دراستي ولم أذق طعم العيش بأمان بلا سكن ولا تغذية.

أما الطالب علي عبدالله القفعي، فتحدث وقال: «من يصدق أنني أتناول وجبة واحدة لا غير في اليوم الواحد لانقطاع التغذية، وقد أثر ذلك على تحصيلي العلمي حيث كنت خلال السنوات الماضية أحقق مراكز متقدمة ونتائج أفضل، أما الآن فقد تغير الحال ورسبت في أكثر من مادة ولأول مرة في حياتي، فلا مأوى مناسب ولا غذاء يفي بحاجتنا، وهكذا كانت النتيجة وصدقت الآن أن العقل السليم في الجسم السليم».

وأردف صبري محمد سالم، من دمان، قائلاً:

«مستوى تحصيلي العلمي بدأ مرحلة عد تنازلي، وأظنه لن يتحسن مطلقاً، فلا مأوى ولا طعام وقد كيّفنا أنفسنا على أكل وجبة كل يوم .. لذلك نطلب من القائمين على التغذية إعادتها مجدداً أسوة بالآلاف في مختلف محافظات الجمهورية، خصوصاً والامتحانات على الأبواب ونريد أن نظفر بالنجاح لا أن نعود إلى أهلنا ونحن نحمل نتائج الخيبة والفشل».

حسين محمد علي الريح، قال: «نتكبد خسائر مادية كبيرة أثرت على وضعنا الاقتصادي والأسري، ويحدث أحياناً أن ننقطع عن الدراسة لأيام أو أسابيع لعدم توفر النقود التي نستطيع بواسطتها الوصول إلى لودر أو كمصاريف لنا لانقطاع التغذية، مما يجعل الإدارة المدرسية تتخذ بحقنا قرارات فصل وتوقيف.. وعندما نصل المدينة لا نجد مأوى لازدحام السكن الداخلي بالطلاب، فنضطر لافتراش عتبات المحلات التجارية».

أما علي أحمد محمد، من أبناء منطقة لقفاع، فقال:

«تصوروا معاناتنا .. 250 طالباً كيف لهم أن يسكنوا في 3 غرف كل غرفة تتسع لحوالي 15 طالباً؟ يحشرون فيها حشراً.. هذا الاكتظاظ مع انقطاع التغذية أدى إلى عزوف أكثر من نصف طلاب القسم الداخلي عن إكمال دراستهم، ونأمل من المسؤولين متابعة اعتمادات التغذية، خصوصاً ونحن على أبواب الامتحانات».

وخلاصة القول .. أن طلاب القسم الداخلي بثانوية راجح لودر، الذين حكمت عليهم ظروف الثأر والبعد الجغرافي بالدراسة فيها يناشدون الأخوة وزير التربية والتعليم ومحافظ محافظة أبين ومدير عام مكتب التربية بالمحافظة، رفع معاناتهم بتوفير المأوى والغذاء، خصوصاً وأن امتحانات الصفين الأول والثاني ثانوي قد بدأ ت والسنة الثالثة الثانوي ستبدأ في 18/6/2005م.

هؤلاء هم أبناؤنا.. هم عماد المستقبل للوطن .. أليس من الأحرى بالقائمين على الأمر انطلاقاً من مسؤوليتهم، أن يوفروا تغذية هؤلاء الطلاب ليتسنى لهم رفع مستوى تحصيلهم العلمي ولو بالقليل من الدعم الممكن، بدلاً من ذهابه هدراً في أمور لا تمت للتعليم بصلة؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى