جماعة الاخوان في مصر ماضية في طريقها رغم القمع

> القاهرة «الأيام» عن رويترز :

> أدت حملة قمع ضد جماعة الاخوان المسلمين في مصر إلى تسليط الأضواء على تلك الحركة ويقول محللون إنه في الوقت الذي تذعن فيه الحكومة لمطالب الإصلاح فليس من المرجح أن يشهد الصراع بين الدولة والإسلاميين تصعيدا.

احتجزت الشرطة أكثر من 800 من أفراد الجماعة الواسعة النفوذ منذ مارس آذار بينهم عدد من الزعماء النشطين في حملة واسعة النطاق من المظاهرات للمطالبة بمزيد من الحرية السياسية في أكبر الدول العربية سكانا.

ويقول المحللون ان الجماعة ستتحمل الضربات وستصبر حتى تحين اللحظة المناسبة لأن قاعدتها الشعبية قوية وهي تعلم أنها لا يمكنها التغلب على قوة الشرطة الهائلة في مصر وأن اللجوء إلى العنف لن يفيد أحدا سوى الحكومة.

وقال ضياء رشوان وهو محلل متخصص في الحركات الإسلامية "إنهم مستعدون لتحمل عشرة أضعاف هذه الضربات. إنهم يفهمون طبيعة هذه المرحلة ويفهمون أن أي تصعيد لن يكون في مصلحتهم."

كما أن بروز جماعة الاخوان في معارضة الرئيس حسني مبارك يثير تساؤلات عن موقف الولايات المتحدة التي تقول إنها تؤيد الحرية السياسية ولكنها لم تبدا اعتراضا على الإجراءات التي اتخذت ضد الجماعة.

وشهدت جماعة الاخوان فترات قمع أكثر قسوة مما يحدث في الوقت الحالي خلال نحو 80 عاما كمعلم أساسي في الساحة السياسية المصرية.

وقال وليد قزيحة استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة "إنهم يعلمون أنهم لا يضاهون الجهاز الأمني. لن يكثفوا أنشطتهم كما كانوا يفعلون خلال العقدين أو الثلاثة الماضية."

وقال عبد المنعم أبو الفتوح وهو زعيم في جماعة الاخوان لرويترز إن الجماعة ستواصل الضغوط باستخدام طرق سياسية فحسب.

وقال في مقابلة أجريت معه إن جماعة الاخوان ستستمر وإنه ليس ثمة ما يخيف من الجماعة. وأضاف "ما زالوا ملتزمين بالطرق السلمية مهما كلفهم الأمر من أجل أهداف الإصلاح."

ولكن كفة الإخوان تحولت الان في ميزان القوى لصالح الاخوان لأن الحكومة تواجه حاليا جبهة عريضة من القوى المعارضة المطالبة بانتخابات حرة ونزيهة وإنهاء قانون الطواريء الذي يمنح الحكومة سلطات كبيرة لاحتجاز المعارضين والحد من العمل السياسي.

كما أن الولايات المتحدة ربما تكون قد ساعدت في تقوية شوكة الاخوان من خلال التلميح بتخليها عن تفضيلها المعتاد للأنظمة العلمانية القمعية في الشرق الأوسط لصالح البديل الإسلامي.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في مارس آذار إن واشنطن ستدعو إلى "الحرية" في الشرق الاوسط ولكن دون أن تعرض نموذجا أو تعلم ماذا ستكون النتيجة.

وفسر ذلك على نطاق واسع على أنه إعطاء الضوء الأخضر للحركات الإسلامية للتنافس على السلطة ولكن محللين يقولون إن تصريحاتها تنطبق أساسا على العراق الذي فاز فيه الشيعة من ذوي الجذور الإسلامية في الانتخابات التي أجريت في يناير كانون الثاني.

أسس حسن البنا جماعة الاخوان عام 1928 واغتاله عملاء للنظام الملكي في مصر عام 1949. وترفض الحكومة الحالية الاعتراف بالجماعة أو السماح لها بتشكيل حزب سياسي ولكنها تسمح للحركة بالعمل في العلن وإن كان ذلك في ظل قيود صارمة.

وتدعو الجماعة إلى إقامة دولة تطبق الشريعة الإسلامية ولكنها تقول إن أولوياتها هي الديمقراطية والتعددية والتنمية الاقتصادية.

كما تقول إنها تخلت عن العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية قبل عشرات السنين ولكن باعتبارها الحركة الإسلامية الرئيسية في البلاد فإنها عرضة للاتهامات في كل مرة تشن فيها جماعات متطرفة هجمات.

ويقول محللون إن استراتيجية الحكومة المصرية هذا العام كانت محاولة بين جماعة الاخوان والجماعات المعارضة الأخرى مثل الليبراليين واليساريين ومناصري القومية العربية الذين لا توجد قواسم مشتركة بينهم وبين الإسلاميين.

ولكن هذه الخطة فشلت فيما يبدو حتى الآن. وتقول جماعة الاخوان إنها تعتبر نفسها جزءا من معارضة وطنية أوسع نطاقا لنظام الحكم الاستبدادي لمبارك.

وقال أبو الفتوح "في هذه المرحلة لا نسعى للسلطة لا لأنها ممنوعة علينا. نحن نعمل من أجل تحقيق الإصلاح ومناخ ديمقراطي حر في مصر."

وربطت السلطات أحدث اعتقالات لأفراد الجماعة بدعوة الاخوان للمصريين لمقاطعة الاستفتاء على تعديل مادة في الدستور من شأنه وضع شروط صارمة

على المستقلين لترشيح أنفسهم للرئاسة.

ولكن الاعتقالات أيضا تلت مباشرة عودة رئيس الوزراء أحمد نظيف من واشنطن بعد زيارة واجه فيها تدقيقا شديدا حول التغيير السياسي في مصر.

وقال قزيحة إن الحكومة قالت فيما يبدو للولايات المتحدة إن مصر ما زالت تواجه خطرا من الإسلاميين ومن العنف مع التعلل بحادثي تفجير هذا العام.

وأضاف "الفكرة هي إعطاء صورة للعالم الخارجي أننا تحت ضغط... فلا تضغطوا علينا كثيرا."

ويرى محللون آخرون أن الحديث الذي دار في واشنطن حول الديمقراطية في الشرق الأوسط كان مجرد كلام أجوف لا ينطبق على الإسلاميين.

وقال رشوان "إنه وهم كبير ذائع الانتشار. لم تطالب الولايات المتحدة أبدا أي شيء لصالح الاخوان طوال تاريخها."

ووافقه أبو الفتوح الرأي قائلا "يحاول الأمريكيون ابتزاز الأنظمة (العربية) باستخدام الديمقراطية كفزاعة. ولأن الأنظمة مستبدة فإن الديمقراطية تعني أنها لن تستمر. أنا لا أثق بما تقوله الإدارة الأمريكية."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى