الوطن في أعراسه .. يحتضن د . عبدالرب ادريس

> «الأيام» رياض عوض باشراحيل :

>
د . عبدالرب ادريس
د . عبدالرب ادريس
وعاد الطائر المغرد إلى العش .. عاد بعد أن حلق في السماء وجاب في الآفاق وملأ ساحة الفن العربي شدوا وغناءً وطرباً .. سكن بعد ثلاثين عاماً من التحليق والتغريد في سماء وطننا العربي كله من المحيط إلى الخليج .. استطاع البلبل خلالها أن يخترق الأسوار ويغزوا الافتدة والنفوس في كل بقعة من بلاد العرب بأنغامه العذبة وألحانه الشجيه، سواءً كان بصوته الحضرمي اليماني أو بأصوات وحناجر عربية أصيلة.

عاد د . عبدالرب ادريس إحدى عبقريات الوطن الفنية وعلم من أعلام الأغنية العربية ليحضنه الوطن في اعراسه الوحدوية .. ويبتهج بقدومه الأهل والاحباب والأصحاب.. عاد اليهم لينثروا عليه اكاليل الورود وباقات الروائح العابقة بعطر اليمن اعترافاً بقامته العملاقة ودوره المميز في خدمة اغنيته وتأصيل تراثه وفنه.. وتبتسم المكلا بخورها المتألق وجسورها الساحرة وسواحلها الجميلة بهذا اللقاء، وتمد ذراعيها لابنها البار الذي أطبق عليها قلبه طيلة غربته وكم غنى لها «انتي احلى اسم في قلبي رباعي الحروف» تمد ذراعيها لتستقبله بالاهازيج والاغاريد وتعابير الفرح وبالألعاب الشعبية المختلفة التي استقى منها ألحانة وأنغامه التي نثرها عبقاً ومرهما للنفوس في بلاد العرب.. وتحتضنه المكلا وتغرد له بتلك التي كان قد صدح بها منذ زمن قائلة :(هلا والله بمن جاء وقدني في سهونه .. هلا في حفظ مولاه يتخطى وعونه .. هلا أهلا ومرحيب بأيام التلاقي .. بها بطوي بعادي واوقات اشتياقي).

لقد زالت أيام البعاد ودنت ليالي الوصال وتم اللقاء بين العاشق الصب ومعشوقته التي نشأ في احتضانها في الدافئة وترعرع ، وتغذى من موائدها الفنية الدسمة .. فأهلاً وسهلاً بهذا الرمز الغنائي في وطنه وبين أهله واحبابه.

ويعد الموسيقار د . عبدالرب ادريس من رهط كبار الموسيقين والفنانين العرب وقد شارك في العديد من المؤتمرات الموسيقية بمصر والبلاد العربية وقدم ابحاثاً فنية فيها ونال العديد من الجوائز التكريمية والأوسمة لدوره في تطوير الموسيقى العربية. وخلال مسيرته الفنية حرص عبدالرب ادريس على خدمة وتأصيل فنه الغنائي وكانت اطروحته للدكتوراه من صميم تراثه الغنائي حيث قدم بحثاً شاملاً وتقييماً نقدياً للأغنية في اليمن عموماً والاغنية الحضرمية على وجه الخصوص من حيث تحليل المقامات المستخدمة في الغناء اليمني ومقارنتها بالمقامات العربية المتعارف عليها، وهو لا يزال يعمل في طاقة لا تنفد وجهداً لا يكل لخدمة تراثه وذلك من خلال أعماله الغنائية في اشرطته الصادرة أو من خلال توظيف مؤسسته الأنتاجية في انتاج وتوزيع الغناء اليمني، وقد أنتج وأصدر آخر أعمال الفنان الكبير محمد مرشد ناجي في شريطه المسمى «إحم إحم» كما انه دعا العديد من المطربين اليمنيين الكبار منهم والشباب كالفنان المعروف كرامة مرسال والمطرب الشاب سعيد برويشد للتسجيل لدى مؤسسته الإنتاجية ان شاءوا، وذلك خدمة لتراثه وفنه ونشرا للأغنية اليمنية في الأسواق العربية.

لقد حركت عود الفنان عبدالرب ادريس إلى الوطن قرائح الشعراء ونبشت احاسيسهم الدفينة وأظهرت تعابير الفرح ومشاعر الابتهاج في ابياتهم وسالت بها قوافيهم. وقد وصلتني أكثر من قصيدة بهذه المناسبة مما يؤكد أصالة هذا الفنان الكبير ومكانته في نفوس جمهوره ومحبيه.. بيد أن قصيدة الشاعر القدير عبدالله الجعيدي المتألق دائماً في تفاعله مع قضايا وطنه وأمته قد احتلت الصدارة من وجهة نظري فقطفت منها شذرات ترحيباً بهذا المبدع الكبير في قوله:

ما للجفا بين بو عادل وأهله وجود بالأمس قد شفناه يتقدم جميع الوفود

واستقبلته المكلا وأهلها بالورود والصوت والدان والزامل ولحن الجدود والدرب فرشوه له كاذي ونرجس وعود

والدمع من عين عشاقه جرى عالخدود حب الوطن عند عبدالرب ماله حدود

من يوم سافر ورأسه للمكلا ينود

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى