> قال الجيش الامريكي وشهود عيان من مدينة حديثة في غرب العراق ان نحو 1000 جندي امريكي وعراقي احتلوا البلدة امس الاربعاء وقاموا بتفتيش المنازل واعتقال المشتبه بهم في حملة ضد المسلحين.

وكانت البلدة التي تقع على نهر الفرات على بعد نحو 200 كيلومتر شمال غربي بغداد مركزا لنشاط المتشددين في الاشهر الاخيرة ومسرحا لهجمات متعددة على القوات الامريكية.

وتعتقد القوات الامريكية ان مقاتلين مثل أبو مصعب الزرقاوي أكثر المطلوبين لدى الولايات المتحدة في العراق يعملون في المنطقة التي تعد طريق امداد رئيسيا بين سوريا والرمادي معقل المتمردين.

وزادت هجمات المسلحين في الشهر الماضي منذ تشكيل حكومة يقودها الشيعة حيث قتل أكثر من 600 عراقي وعشرات الجنود العراقيين.

وقال الجيش لامريكي ان العملية التي تجري امس الاربعاء والتي اطلق عليها السوق الجديد "تركزت على تعطيل نشاط المسلحين" واعقبت عملية اخرى في وقت سابق هذا الشهر اطلق عليها مصارع الثيران.

وجاءت العملية بعد ان نقل موقع على شبكة الانترنت عن تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين قوله يوم امس الاول الثلاثاء ان الزرقاوي زعيم الجماعة أصيب وأهاب التنظيم بالمسلمين الدعاء له بالشفاء.

وأعقبت هذه الانباء تقارير في الاسابيع الاخيرة بأن القوات الامريكية تطبق على الزرقاوي بعد ان اعتقلت سائقه ومساعدا له وضبطت جهاز كمبيوتر شخصي في مداهمة في فبراير شباط.

وقال الجيش الامريكي في بيان "تزايد وجود ونشاط المسلحين في الاونة الاخيرة في المنطقة" مضيفا ان العملية شملت مشاة البحرية الامريكية وبحارة وجنود عراقيين.

وقال "على مدى ثلاثة اشهر من وجود مشاة البحرية تم اكتشاف العديد من القنابل التي وضعت على جوانب طرق في محيط بلدة حديثة وتم توجيه العديد من الهجمات غير المباشرة ضد قوات التحالف."

وقال سكان في حديثة ان القوات الامريكية بدأت العملية في حوالي الساعة الخامسة صباحا (01,00 بتوقيت جرينتش) وانها كانت تتحرك من منزل لاخر في شوارع مهجورة الى حد بعيد فيما حلقت طائرات الهليكوبتر فوق البلدة.

وقال الدكتور ماهر دلي عميد كلية الاداب في جامعة الانبار والذي يسكن في حديثة لمراسل رويترز في المدينة في اتصال هاتفي "حوالي خمسة عشر من افراد القوات الامريكية داهمت منزلي في الساعة الخامسة من صباح امس." واضاف دلي ان الجنود الامريكيين "سألوه ان كان يمتلك اسلحة او يأوي مسلحين.. وفتشوا كل ارجاء المنزل ورحلوا بعد ان لم يجدوا اي شيء."

من جانب اخر قال الدكتور وليد الحديثي مدير مستشفى أن "شخصان قتلا واصيب اخر بجروح بنيران القوات الامريكية في وقت مبكر من صباح امس." واضاف ان "الضحايا جلبوا الى المستشفى في الساعات الاولى من صباح امس."

وقال "ذوي الضحايا اكدوا انهم كانوا يريدون الذهاب الى مسجد المدينة لاداء صلاة الفجر عندما اطلقت القوات الامريكية التي كانت قد دخلت المدينة للتو النار عليهم وقتلتهم."

وقال سكان ان القوات اعتقلت العديد من المشتبه بهم. ولم ترد انباء بشأن المعتقلين من الجيش.

وقال آخرون ان البلدة محتلة تماما وان الشوارع خالية ومعظم الناس يخشون مغادرة منازلهم.

وقال سكان اخرون ان القوات الامريكية انتشرت بكثافة حول المدينة وداخلها منذ الساعات الاولى للصباح مدعومة بطيران مروحي وانها تستخدم قنابل الصوت في عمليات المداهمة والتفتيش لارعاب المواطنين.

ومع استمرار العملية وقعت احداث عنف جديدة في بغداد التي شهدت سلسلة تفجيرات سيارات ملغومة في الايام الثلاثة الماضية. وفجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة قرب دورية شرطة في منطقة الدورة مما ادى الى مقتل شخصين واصابة 11 بجروح.

وقتل مسلحون امس الاول الثلاثاء أربعة جنود امريكيين وعراقيين اثنين في هجمات بالعاصمة بعد يوم من موجة تفجيرات انتحارية واكمنة قتل فيها 65 عراقيا على الاقل وخمسة جنود امريكيين في انحاء البلاد.

وهذا الشهر قتل 60 جنديا امريكيا بينهم عشرة في الايام الثلاثة الماضية ليصبح شهر مايو ايار أكثر الشهور دموية للجيش الامريكي منذ يناير كانون الثاني. ومنذ ان بدأت الحرب في مارس اذار عام 2003 قتل أكثر من 1255 جنديا امريكيا في القتال في العراق بينما اصيب أكثر من 12000 .