حكايات الخواجة «بس» كما رواها الخبير الإداري عبدالله فقيرة

> نجيب محمد يابلي :

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
عبدالله فقيرة من الخبرات العالية والنادرة التي عرفتها عدن عندما كان من كبار الموظفين في «شركة البس»، وعندما كان من كبار الموظفين في شركة الغانم بالكويت وارتقى سلمها الوظيفي ليصبح مديراً إقليمياً، وعندما كان من كبار الموظفين في مجموعة شركات هائل سعيد أنعم.

هذا الرجل أو هذه العملة النادرة في زمن العملة الرديئة المغفور له بإذن الله الريال اليمني، روى لي حكايات الخواجة البس في أيام العملة النادرة وسأكتفي بثلاث منها:

1) الحلم الذي أزعج الخواجة البس:

استدعى الخواجة بس ثلاثة من موظفيه في أحد الأيام. وقف الموظفون أمامه: - خيراً يا خواجة؟

- ماذا عملت بكم؟ هل أسأت إلى أحدكم؟ - حاشا لله يا خواجة!

- لقد حلمت بأنكم قد أجهزتم على زمارة حنجرتي. ما الذي يمكنني تقديمه لكم؟ هل معكم منازل؟

أجاب الثلاثة (حسن زوقري ونعمان البصيلي وعلي محمد ناصر) :

- لا .. يا خواجة.

قال الخواجة: - ليختر كل واحد منكم منزلاً وسأقوم بدفع القيمة لمالكه.

تمت العملية وأصبح لكل واحد منهم بيت يسكنه ورثته حالياً.

2- الخواجة بس وعماله في ليلة المخبازة:

حكى لي عبدالله فقيرة وهو في حالة نوستاجيا مشروعة وعنده الحق كل الحق: في إحدى الليالي قام الخواجة بس بزيارة مفاجئة كعادته لورشة أحواض السفن. كان أمام خلية نحل، لأن ميناء عدن كان لا يعرف النوم، لأن حركة الملاحة دائبة، العمال منهمكون في الورشة، ومن أبرز فنانيها الحاج محمد عبدالعزيز أغبري.

أرسل الخواجة بس سائقه (والد حسين بيضاني) لشراء وجبة شعبية شهية وهي المخبازة، التي شملت كمية كبيرة من السمك المشوي والخبز والحلبة ومسحوق الفلفل الأخضر (شتني).

أمر الخواجة بفرش المائدة العباسية على الأرض، ودعا كل العمال والفنيين إلى مأدبته الشهية، وتصبب العرق من جبين كل واحد منهم، وحمدوا الله على تلك النعمة واستبشر الخواجة خيراً فيهم، ولذلك كانت شركة أحواض السفن من المعالم الاقتصادية ليس في عدن وحسب، بل وفي عموم الجزيرة. الله يا زمان!

3- الخواجة بس يتراجع عن قرار الفصل:

وصلت شحنة نبيذ معتق للخواجة بس من فرنسا، عبدالله فقيرة يشعر الخواجة بوصول الشحن. الخواجة يأمر المدير فقيرة بشحن كمية حددها كماً ونوعا إلى شقيقه أندريه في جيبوتي، على أن يكون الشحن جواً.

فقيرة يوجه أحد موظفيه بالتنفيذ، وينسى عبارة «الشحن جواً».

أندريه يبلغ شقيقه بوصول الشحنة بحراً، الخواجة يصدر أمراً شفوياً للمدير فقيرة بفصل الموظف المكلف بالعملية. المدير فقيرة يبلغ الخواجة بأسفه عن تنفيذ الأمر. هل تكسر أمري يا عبدالله؟ عبدالله يجيب الخواجه: أنا الذي استحق قرار الفصل لأنني لم أوجهه بالشحن جواً. ينهي الخواجة مكالمته الهاتفية: إذن شرفني في مكتبي.

يصل عبدالله فقيرة إلى مكتب الخواجة. تستقبله السكرتيرة الإنجليزية المسنة: - ما الذي عملته يا عبدالله. الخواجة زعلان؟

-لم أعمل شيئاً كل ما في الأمر أنني لم أوجه الموظف بالشحن جواً.

- هائل يا عبدالله! شرّف الخواجة! يدخل عبدالله فقيرة مكتب الخواجة، ويدور الحوار التالي:

- تعترف يا عبدالله أنك أنت الذي ارتكبت الخطأ؟

- نعم ياسيدي!

- تعترف يا عبدالله أنك أنت الذي ارتكبت الخطأ؟

- نعم ياسيدي!

- إذن أنا سعيد ومحظوظ أنني قد وفقت في اختيارك مديراً. صدقني لو أن مديراً آخر في محلك لأنهى خدمات موظفه، ونجّى نفسه من قرار الفصل، أبشرك بأن مستقبلك كبير في هذه الشركة يا عبدالله.

صدق الخواجة وصدق عبدالله فقيرة، وكلاهما على قيد الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى