وتلك الأيــام...الفضائية اليمنية في كرنفال المكلا

> علي سالم اليزيدي :

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
بتلك الهيبة النابعة من العمل الكرنفالي الرائع في مدينة المكلا يوم الأحد 22 مايو الجاري وكل ما حمل من رسالة فنية وأداء طار إلى النجوم، وتابعه الملايين عبر شاشة الفضائية ، ومع تقديرنا للجهد المبذول من الفنيين والمخرجين في الفضائية الذين قدموا ما يستطيعون إلا أن هذا لم يرض الشارع ولا المتابعين ورجال المهنة فقد امتزج الإعجاب بالكرنفال واللوحة بالتبرم من هبوط مستوى التقديم والإخراج والتقنية غير المواكبة للعمل في الميدان ، ولنقل إنها خيبة أمل أخرى أصبنا بها ورمتها في وجوهنا الفضائية، وهي مثل سابقاتها من لقاء الفنان الكبير عادل إمام وضعف التقديم والإخراج يومئذ، إلى لقاء الفنان أبوبكر سالم بلفقيه وما رافقه من تقديم متخلف وظلام في الاستديو، مروراً بحفله المباشر من صنعاء وضياع الصوت، ونحن لا نرغب في التقليل من جهد الزملاء في الفضائية ولكن ربما هم واقعون تحت طائلة الإهمال وضعف التأهيل وعدم الاهتمام بقضايا المهنة من قبل قيادتهم على المستوى الشخصي والعملي.

ومنذ أيام قرأنا ما قاله مدير التصوير السوري سمير الجبري الذي استضافته الفضائية اليمنية في محاضرات مهنية لمصوريها(مصورو الفضائية اليمنية تنقصهم المهنية) وأن : (الكاميرا وحدها لا تصنع ولكن ضرورة الحس الإبداعي)، و(وجدت في مصوري الفضائية أخلاقا عالية وحبا للمعرفة ولقصر المدة نصحتهم بالمتابعة الدائمة). هذا هو رأي خبير ومصور مسلسل (الجوارح) ورأينا نحن بعد كل ما شاهدناه أننا أمام فجيعة حقيقية، إذ أن ما نقله لنا التلفزيون من المكلا ومن وجهة نظر عامة في معظم حضرموت والخارج والمدن اليمنية الاخرى ورأي الفنيين أنه دون المستوى المطلوب ولم يلب التقنيات الحديثة التي أدخلت في عالم التصوير من فضاءات ابداعية، والمصور الموهوب يستطيع أن يحس مكامن الإبداع وفنية اللقطة من لحظتها، العمل الكرنفالي ظهر بعيدا ولم يتوضح في معظمه وملامح الشباب لم نعرفها حتى أن البعض سألني هل صحيح هؤلاء أبناء المكلا مثلما تقولون؟ لماذا، لأن بإمكان أي واحد أن يقول أننا استأجرنا أناسا من الفلبين أو الهند فالوجوه لم تكن واضحة وكذلك السحنات والملامح الحضرمية ولا هذا الولد من مدرسة الشرج ولا ذاك من فوه أو حي السلام إذ أن تحريك الكاميرا بطريقة معبرة يخدم الفكرة المطلوبة ويوصلها إلى بعيد، وايضا التصوير خارج الاستديو يعطي واقعية فهل ظهرت الواقعية والزوايا والملامح والمزج بين تعابير الوجوه والأداء، شاهدنا المنصة والمسئولين فرداً فرداً بعضهم يضحكون، لكن من يقنع واحداً من ستة الف شاب بأنه كان في الصورة ليلتئذ وعلى الفضاء مباشرة.

صادفت أحد الشباب الموهوبين في المكلا فاستوقفني وطلب مني الذهاب إلى محل انترنت وهناك أطلعني على لمحات اخراجية للعمل نفذها هو من بعض اللقطات أصابتني بالذهول، وما العمل في وسط خيبات الأمل هذه، إنهاء أخطاء لا حسيب لها ومن خلالها نجني تكرار الأخطاء ولا مؤذن حتى في مالطا التلفزيون. وإذا وجهنا اللوم للفضائية وكنا نعلم ما سبق، فهل كان لدى إخوتنا في المكلا التوقع لحدوث مثل هذا؟ ايضاً لا نعفي القائمين المعنيين وضعف مستوى الانتباه والحس لديهم لمثل هذه الخيبات ومع هذا تحية لكل المشاركين من أبنائنا والمدربين ولا ينتقص هذا من تاريخية وروعة ومقام اللوحة الكرنفالية التراثية والشبابية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى