المحطـة الاخيـرة...وللرفاهية وزيرها

> محمد سالم قطن :

> عندما نشرت «الأيام» بأحد أعدادها في الاسبوع الماضي خبراً عن الزيارة السريعة التي قام بها معالي وزير الرفاهية الأندونيسي السيد علوي بن شهاب، لمسقط رأس أجداده في تريم حضرموت، ذُهل الكثيرون عندنا، ليس بسبب الجذور الحضرمية لهذا الوزير أو ذاك، فهذه المعلومة غدت إحدى المعلومات الأولية التي يعرفها الجميع، باعتبار أن حضرموت كانت منبع هجرات رواد نشر الحضارة العربية الإسلامية في أصقاع آسيا الجنوبية منذ قرون، على الرغم من أن هذه المعلومة الأولية تدفعنا للتساؤل عن أسباب نبوغ وتفوق الحضارمة في مهاجرهم قديماً وحديثاً، بينما هم عرضة للنكوص والخمول في مستقر أرضهم، قديماً وحديثاً أيضاً. الأمثلة متنوعة وفي مهاجر شتى، ظاهرة احتار في تفسيرها أهل السوسيولوجيا والسيكولوجيا في مدارسهما المختلفة، ولله في خلقه شؤون.

بالأحرى، فإن الشيء الذي ذُهل له أولئك من ذلك الخبر، هو استغرابهم أن يكون للرفاهية وزير ووزارة، وهم قد اعتادوا منذ سالف الأزمان على ألا يعرفوا من الوزراء إلا وزير الدفاع ووزير الداخلية، وربما عرفوا اسم وزير الخارجية من خلال استماعهم لنشرات الأخبار، اليوم ومع هذا الخبر الجديد، عرف هؤلاء أن الحكومة، أية حكومة، تتحمل ضمن مهامها تحقيق الرفاهية لشعبها، والرفاهية لن تتحقق بمجرد تسمية وزير أو استئجار مقر لوزارته. فمن المعلوم من قواعد المنطق وعلم الأصول، أن النقيضين لا يجتمعان، وأن الأمر إذا ضاق اتسع.

لذا فالأولى قبل التسمية والتعيين إلغاء منظومة الجرعات، الجلي منها والخفي. فالجرعات لم تذكر في السجلات المكتوبة منها والمنطوقة، إلا في وزارة الصحة فقط لتغيير الأدوية والأمصال، وفي حملات التطعيم والتحصين الصحي ضد الحصبة وشلل الأطفال، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى