دوفيلبان يسعى لتشكيل حكومة "تلم شمل" البلاد بعد رفض الدستور الاوروبي

> باريس «الأيام» ا.ف.ب :

>
رئيس الوزراء الفرنسي الجديد دومينيك دوفيلبان
رئيس الوزراء الفرنسي الجديد دومينيك دوفيلبان
سعى رئيس الوزراء الفرنسي الجديد دومينيك دوفيلبان امس الاربعاء لتشكيل حكومة قادرة على "لم شمل" البلاد المنقسمة تنفيذا لرغبة الرئيس جاك شيراك الذي اعتبر رفض الفرنسيين للدستور الاوروبي في الاستفتاء الذي نظم الاحد الماضي بمثابة صفعة حقيقية له.

وفي موازاة هذه الجهود، بعث شيراك رسائل الى نظرائه الاوروبيين يطلب منهم فيها ان "ياخذوا ما يلزمهم من الوقت ليحللوا مليا عواقب" الاستفتاء الفرنسي، في وقت سابق جرى يوم امس الاربعاء في هولندا استفتاء استشاري يتوقع ان يسفر هو ايضا عن رفض الدستور الاوروبي.

وبعد تعيينه امس الاول الثلاثاء محل جان بيار رافاران الذي لم تكن لديه اي شعبية، اجتمع دوفيلبان الذي بدأ منذ الان يواجه انتقادات حادة، مع جاك شيراك صباحا فيما افادت مصادر حكومية ان تشكيلة الحكومة الجديدة ستعلن بحلول نهاية الاسبوع.

والقى رئيس الوزراء كلمة خلال نشرة الساعة20,00 (18,00 تغ) على شبكة تي اف 1 الخاصة.

غير ان ما استوقف امس الاربعاء الاوساط السياسية والصحف الفرنسية كان اعلان شيراك عودة خصمه الاكبر نيكولا ساركوزي رئيس الاتحاد من اجل حركة شعبية، حزب الغالبية الحاكمة، الى الحكومة.

وقال شيراك في كلمة تلفزيونية مساء امس الاول الثلاثاء "طلبت من نيكولا ساركوزي الانضمام الى الحكومة ووافق على ذلك"، داعيا الى "الالتفاف حول المصلحة الوطنية",وقد عين ساركوزي وزيرا للداخلية ووزير دولة ونائبا لرئيس الحكومة.

ونيكولا ساركوزي (50 عاما) الديناميكي والواسع الشعبية في الاوساط اليمينية، لم يخف يوما رغبته في الترشح للرئاسة عام 2007 ولا عداءه لدوفيلبان المعاون الوفي لجاك شيراك.

غير ان ساركوزي الذي سبق ان تولى وزارتي الداخلية والاقتصاد، وافق على الانضمام الى الفريق الحكومي انما مع البقاء على رأس حزبه. وردا على منتقديه من نواب حزبه على قبوله الانضمام الى الحكومة قال ساركوزي "ما قولكم لو قررت ان اقف متفرجا والسفينة تغرق؟"

وبتوليه وزارة الداخالة يستعيد ساركوزي المنصب الذي اتاح له في السابق تحقيق شعبية كبيرة.

وعلقت الصحافة الفرنسية بكثير من التحفظ على هذا الفريق الحكومي فشككت في احتمالات قيام تعاون مثمر بين دوفيلبان، الارستقراطي شديد الدبلوماسية، وساركوزي،الهجومي المتعنت. ووصفت صحيفة "لو باريزيان" الشعبية الثنائي بانه "متفجر".

ووجه ساركوزي في الآونة الاخيرة انتقادات ضمنية حادة الى دوفيلبان معتبرا ان "الذين يملكون الحق في التكلم باسم فرنسا هم الذين واجهوا مرة في حياتهم الاقتراع العام"، في حين ان دوفيلبان لم ينتخب او يترشح يوما لانتخابات.

وكتبت صحيفة "لا تريبون" الاقتصادية "علينا بالتالي ان نتوقع في افضل الظروف شرارات وفي اسوءها حريقا يلتهم عمل الحكومة".

وكتبت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية "لن يراهن احد على النهاية السعيدة لهذا التزاوج بين سمكة القرش وطائر النورس"، في اشارة ساخرة الى دوفيلبان الذي استخدم هذه الصورة عنوانا لدراسة نشرت له اخيرا.

ووعد جاك شيراك بوضع مسألة مكافحة البطالة في مقدم اولوياته، بعد ان رفض الناخبون بكثافة الدستور الاوروبي معبرين عن قلقهم ازاء تزايد البطالة.

وقال شيراك مساء امس الاول الثلاثاء "ان اولوية العمل الحكومي هي بالطبع التوظيف. هذه المسألة تتطلب تعبئة وطنية. وانا مصمم على ادراج هذه التعبئة في اطار احترام خصوصيتنا الفرنسية"، مشيرا الى ان "هذه الخصوصية ليست من الطراز الانكلوساكسوني" وليست "مرادفة للجمود".

وفي معسكر اليسار، صرح زعيم الحزب الاشتراكي فرنسوا اولاند ان جاك شيراك "رئيس في نهاية ولايته" عهد بالحكومة الى "رئيسي وزراء يتبعان سياستين مختلفتين"، فيما وصف ماري جورج بوفيه رئيس الحزب الشيوعي اختيار دوفيلبان بانه "استفزاز".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى