> محافظات «الأيام» خاص:
- موجة ثانية من الكوليرا والملاريا والمكرفس
- لحج..7 وفيات و700 إصابة بالكوليرا ومراكز العزل بدون دعم
- أبين..20 إصابة بالكوليرا والحميات والمستشفيات تفتقر للأدوية
- محافظ عدن يطالب الصحة بالتحرك ويحذر من كارثة وشيكة
وسجلت المستشفيات الحكومية والأهلية في عدن خلال الأيام الماضية أعدادًا كبيرة من المواطنين المصابين بأمراض الملاريا وحمى الضنك الحادة من مختلف الفئات العمرية، فيما عبر ذوو المرضى عن استنكارهم للرفع الكبير والجنوني في أسعار الأدوية الخاصة بموجة الحميات "الملاريا - حمى الضنك - المكرفس" التي تجتاح عدن منذ نحو شهر وسط تردي الأوضاع المعيشية التي تحول دون قدرة المواطنين على توفير أبسط المتطلبات الدوائية لمرضاهم.
كشف مدير مكتب الصحة بمديرية تبن خالد الرفاعي في تصريح لـ "الأيام" تسجيل سبع حالات وفاة بالكوليرا بينهم طفلة رضيعه في مناطق الخداد والفيوش وبير ناصر بالمديرية، إضافة إلى تسجيل حوالي 700 إصابة في مختلف مناطق تبن، مشيرا إلى أن فرق الاستجابة قامت بالنزول وعمل فحوصات ومعاينة للمخالطين في عدد من المناطق التي تعرضت لإصابات مؤكدة حيث تم اكتشاف في منطقة الخداد التي سجلت وفاة رضيعة وإصابة حالتين.
وأشار الرفاعي إلى أن موجة الإصابات بمرض الكوليرا في تزايد مستمر وبشكل فضيع وهو ما يشكل اتساع انتشار وباء الكوليرا بضغط كبير على الخدمات الطبية المقدمة في المديرية، وهو ما يتطلب إجراء التثقيف الصحي وإرشاد المجتمع حول خطورة هذه الأوبئة كونها أمراض تنتقل بين أوساط المجتمع وكل الوزارات والمكاتب معنية بالحد أو منع انتشار الوباء، ولكن التركيز على الصحة الذي تقدم فيه خدمات بأصعب الظروف حيث إن مركز العزل في ابن خلدون وبقية المرافق تعمل بدون أي دعم من أي منظمة.
ولفت مدير صحة تبن إلى أن "أسباب انتشار الأوبئة قد تكون نتيجة غياب النظافة الشخصية أو مصادر الخضار والفواكه أو المياه وعدم وجود صرف صحي آمن وجميع هذه الأسباب قد تكون مسببة اذا تلوثت بالبكتيريا"، إضافة إلى تنقل اللاجئين الأفارقة بدون أي رقابة صحية.
وأوضح خالد الرفاعي عدم استهداف مديرية تبن بحملة اللقاح ضد الكوليرا في الموجة الأولى.
وقال مدير مكتب صحة تبن خالد الرفاعي "نحن بدورنا أهلنا مركز للعزل في مديرية تبن يستقبل جميع الحالات في مستشفى الوهط".
وفي محافظة أبين، ارتفعت الإصابات بالإسهالات في مركز العزل الصحي بمدينة زنجبار محافظة أبين إلى 280 حالة مصابة في ظل انتشار الإسهالات بين أوساط المواطنين والأطفال في ظل وضع صحي هش.
وبحسب مصادر محلية فان المركز الصحي بزنجبار قد تجاوز قدرته الاستيعابية في استيعاب الحالات الطارئة من الإسهالات المائية - الكوليرا - والحميات بمعدل استقبال خمسين حالة مشتبه بها يوميا، ليتم استيعاب الحالات الطارئة من الإسهالات والحميات في قسم الطوارئ بمشفى زنجبار الريفي الذي يفتقر الأدوية والمستلزمات الطبية في ظل عدم رفدة بها ليقوم بواجبة الإنساني تجاه المصابين.
وكان مدير مكتب الصحة والسكان بمديرية زنجبار عبدالقادر باجميل أكد أن هناك أربع حالات مؤكدة مصابة بالكوليرا إضافة إلى حالتان وفاة وان المشفى والمركز الصحي يفتقر الأدوية والمستلزمات الطبية لمجابهة وباء الكوليرا والإسهالات وحمى الضنك ..

إلى ذلك، أفاد مدير مركز الترصد الوبائي في عدن، بأن مركز العزل الصحي بمستشفى الصداقة التعليمي يستقبل يوميًا ما لا يقل عن 30 حالة إصابة بالكوليرا.
وقال في بيان، إلى أن بعض هذه الحالات تأتي من مديريات محافظة عدن، بينما يأتي بعضها الآخر من محافظات مجاورة مثل لحج وأبين والضالع.
وكشفت مصادر طبية أن هذا العدد يعكس مؤشرات خطيرة ومقلقة تنذر باتساع نطاق انتشار الوباء، لا سيما في ظل ضعف الإمكانات، وتدهور الخدمات الأساسية كالمياه والصرف الصحي، التي تسهم بشكل مباشر في تفشي المرض وانتقال العدوى.
وأكدت المصادر وجود حاجة ماسة إلى دعم عاجل للمرافق الصحية من حيث الأدوية والمحاليل الوريدية ووسائل الوقاية والتعقيم.
ومن جهته، وجه محافظ عدن، أحمد حامد لملس، مناشدة عاجلة إلى وزير الصحة العامة والسكان للتدخل الفوري إزاء التزايد المقلق في حالات الإصابة بالكوليرا والحميات المنتشرة في المدينة، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل سريع ينذر بكارثة صحية وشيكة.
كما لفت المحافظ في رسالته إلى أن عدن تشهد انتشارًا واسعًا للوباء، ما يتطلب تفعيل خطط الطوارئ وتنسيق الجهود مع المنظمات الصحية المحلية والدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لتقديم الدعم اللازم ووقف تفشي المرض.
في سياق متصل، أطلقت وزارة الصحة العامة والسكان، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، حملة تطعيم فموي ضد الكوليرا تستهدف 3.8 مليون شخص في ست محافظات، منها عدن وأبين والضالع، بهدف التخفيف من التفشي المستمر للمرض.
تأتي هذه الجهود في ظل تحذيرات من كارثة صحية وشيكة، تستدعي تحركًا عاجلًا لتوفير الدعم اللازم للمرافق الصحية وتعزيز الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الوباء.
وبنفس السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية، في تقرير أصدرته الخميس الماضي، أنه جرى الإبلاغ عن 12.942 إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن و10 وفيات خلال الفترة بين 1 يناير حتى 27 إبريل الماضيين. وأشار التقرير إلى أن عدد الحالات التي جرى الإبلاغ عنها في اليمن خلال شهر إبريل وحده، وصل إلى 1352، وتضمن حالة وفاة واحدة، بزيادة 6 % عن مارس الذي شهد 1278 إصابة جديدة من دون تسجيل وفيات.
وبحسب البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تعتبر اليمن خامس أكبر دولة يتفشى فيها وباء الكوليرا في العالم، بعد كل من جنوب السودان (38.719 حالة)، وأفغانستان (31.813)، والكونغو الديمقراطية (21.527)، وأنغولا (15.844). وأشار التقرير إلى أن اليمن سجّل ثاني أعلى معدل في إصابات الكوليرا في إقليم شرق المتوسط، بعد أفغانستان والسودان (9758)، وباكستان (6424)، والصومال (3035)، في حين بلغ إجمالي الحالات في الإقليم خلال الأربعة الأشهر الأولى من العام الحالي 63.972 . ولفت التقرير إلى أن اليمن حلّ في المرتبة الثالثة في عدد الوفيات بالمرض خلال الفترة نفسها، بعد كل من السودان (209 وفيات)، وأفغانستان (11) والصومال (5)، بينما بلغ إجمالي عدد الوفيات في إقليم شرق المتوسط 235.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن إجمالي الإصابات الجديدة التي جرى الإبلاغ عنها منذ مطلع العام الحالي وحتى 27 إبريل الماضي، بلغت 157.035 في 26 دولة موزعة على ثلاث مناطق حول العالم، ومن بينها 2148 وفاة.
في سياق متصل كشف إحصاء حديث تسجيل أكثر من 3406 إصابات وسبع وفيات بوباء الكوليرا والحصبة والحميات (حمى الضنك وحمى الانحناء "المكرفس" وحمى وادي النيل) في محافظة تعز، بينها 7 وفيات مرتبطة بهذه الأمراض، خلال الفترة بين 1 يناير و21 مايو الماضيين. وأوضح الإعلام الصحي أنه رصدت وفاة واحدة بحمى الضنك في مديرية موزع الساحلية، والتي اعتبرت الأولى في المحافظة منذ عام 2022.