الملعب الرياضي..تزوير رغم أنف الحكومة

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم :

> تبدو وزارة الشباب والرياضة بلجنتها الانتخابية، مثل ذلك الطفل الأبله الذي يعور عينه بيده، ولاسيما في تعاملها مع اللائحة الجديدة للانتخابات الرياضية، النظام الأساسي والدليل الإرشادي.

الوزارة ولجنتها الانتخابية أتحفتنا يوم الأربعاء الماضي بتعميم نشرته الصحافة في اليوم التالي الخميس، حول تصحيح أحد شروط الترشيح لانتخابات الاتحادات العامة، حيث اكتفت لجنة الانتخابات في تعميمها الجديد بأحد شرطين، ممارسة اللعبة أو قيادتها كشرط ضمن شروط أخرى لأي مرشح لانتخابات الاتحادات الرياضية.

ياه .. أخيراً تذكرت اللجنة وأصدرت هذا التعميم، الذي يحمل في هذا التوقيت بالذات، دلالات وتجاوزات وخرقاً واضحاً يضاف للخروقات المستمرة للجنة العليا للانتخابات، فقد بدأت الدورة الانتخابية في الأندية وفروع الاتحادات.

أولاً: صدور التعميم في هذا التوقيت، يمنحه بامتياز صفة (تعميم الغفلة) ولاحظوا أن توقيت يوم الأربعاء 1/6/2005م، وهو اليوم الذي أعلنته لجنة الانتخابات كآخر يوم لاستلام ملفات المرشحين لانتخابات الاتحادات، مما يعني ان اللجنة حرمت كثيرين من حق الترشيح بناء على شروط التعميم الجديد.

ثانياً: لجنة الانتخابات قبل صدور التعميم، قبلت ملفات مرشحين ممن لم يمارسوا اللعبة، خاصة من اولئك الذين يترددون على الوزارة والمرغوبين لدى لجنتها الانتخابية، لكنها لم تقبل ملفات آخرين، أو أن مكاتب الوزارة رفضت تعميدها بحجة انهم لم يمارسوا اللعبة، وهذا يعني أن اللجنة لم تكن محايدة، بل انحازت مع مرشحين ضد آخرين، أبعدتهم عن قصد وتعمد لأنها لم تمنح فرصاً متساوية لجميع الراغبين في الترشيح.

ثالثاً: تعميم (الغفلة) أصبح مثل قلته بلاجدوى او فائدة ولايحقق هدفاً انتخابياً عاماً، لأن توقيته الضيق المدروس، سد الطريق أمام اولئك الراغبين في الترشيح على أساس التعديل الجديد، مما يعني أنه جاء لخدمة مرشحين مرغوب فيهم، وليس لصالح جميع الراغبين في الترشح أو لخدمة العملية الانتخابية وتصحيح اللوائح والانظمة، والمضحك المبكي أن التعميم الجديد حمل عبارة تثير السخرية، وفيها استخفاف سافر بالعقول وهي: «يرجى اعتماد التصحيح، حرصاً على حقوق الرياضيين التي كفلتها لهم اللائحة «الدليل الانتخابي والنظام الأساسي».

رابعاً: تردد في الوسط الرياضي أن اللائحة التي أتبعتها الوزارة ووزعتها، قد تم تحريفها بمعرفة بعض القائمين عليها وإنها تختلف في بعض بنودها عن تلك اللائحة الصحيحة التي صادق عليها مجلس الوزراء، وجاء هذا التعميم ليثبت صحة ماتردد ويؤكد أن هناك اشخاصاً في الوزارة واللجنة الانتخابية العليا، يمارسون اللعب باللائحة. واقرأوا معنا آخر عبارة عن التعميم: «وتنفيذاً لتوجيهات معالي الأخ وزير الشباب والرياضة، الذي وجه باعتماد ما جاء في النسخة التي صادق عليها وأقرها مجلس الوزراء» كل هذا يعني أن التعميم أساساً ليس جديداً، ولا تصحيحاً وإنما عودة الى أصل اللائحة التي تم تحريفها بعد اعتمادها من قبل مجلس الوزراء فمن هو المحرف وما هدفه؟ ومن سيحاسبه؟ ومن سينصف المتضررين من تحريفه؟ وكيف صرفت كل تلك الأموال في طباعة كتيبات محرفة، للنظام الأساسي والدليل الأرشادي؟

خامساً: ليس هذا التعميم الغفلة وحده، هو التجاوز الصريح للجنة الانتخابات، بل أنه آخر تجاوزاتها والتي ولن يكون الاخير، وسبق للجنة أن ارتكبت تجاوزاً سافراً، عندما طلبت منذ حوالي اسبوعين من مكاتب الوزارة في المحافظات سرعة إرسال أسماء المرشحين، وذلك قبل أن تعلن موعد إجراء الانتخابات، وهذه مخالفة صريحة للدليل الارشادي الذي ينص أولاً على إعلان موعد انعقاد الاجتماع الانتخابي، ثم تقديم الترشيحات قبل 15 يوماً من موعد انعقاد الاجتماع بالنسبة لمرشحي الاتحاد العام، لكن لجنة الانتخابات لم تعمل بهذا الترتيب، بل طلبت اسماء المرشحين وبعدها الاسبوع الماضي أعلنت موعد الانتخابات.

وهكذا يصبح واضحاً أن خراب الرياضة اليمنية سببه الأساسي، ومنبعه الأول وزارة الشباب والرياضة، وليس أي مصدر آخر، لا الشخصيات السياسية والاعتبارية، ولا الوجاهات الاجتماعية والتجارية .

هذه ليست قناعتي وحدي، ولكنها قناعة كثير من الرياضيين، فالخراب اساساً في الوزارة ولايمكن أن ينصلح حال الرياضة، إذا لم تنصلح الوزارة نفسها أولاً.

قلنا سابقاً وفي هذا المكان أن الوزير عبدالرحمن الأكوع لديه نوايا طيبة للعمل والاصلاح والتغيير، وقلنا إن النوايا الطيبة وحدها لاتكفي، لكن الآن وبعد أن أمضى الوزيرالاكوع اكثر من اربع سنوات على كرسي الوزارة، يبدو أن تلك النوايا ظلت طيبة تراوح مكانها، ولم تتحرك خطوة الى الأمام أو تنتقل الى مرحلة النوايا الجادة.

وربما أن نوايا الوزير الطيبة، طغت عليها وبددتها نوايا خبيثة أقوى منها، من رجال حول الوزير، وتحولت تلك النوايا الطيبة الى وهم بعد أن كانت أملاً يراود الرياضيين ويدغدغ أحلامهم.

ولايمكن أن تجتمع النوايا الطيبة مع أخرى خبيثة، تتعمد التحريف والتزوير في لوائح رسمية، رغم أنف الحكومة والبلاد كلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى