الايرانيون الشباب يتطلعون الى الخارج لايجاد فرص عمل

> طهران «الأيام» ا.ف.ب :

> قد تكون الولايات المتحدة تعتبر النفط والارهاب ابرز الامور التي تصدرها الجمهورية الاسلامية لكن الشبان الايرانيين يرون بالاحرى ان الشباب هو القيمة الاساسية في السوق الاجنبية، سوق العمل.

ويعد الشباب الايراني من الاكثر تأهيلا في الشرق الاوسط. ويغادر ايران سنويا 150 الف من حملة الاجازات بعد ان يبلغوا مرحلة اليأس من ايجاد عمل مناسب.

ويحاول الشبان والشابات ان يتناولوا هذا الموضوع بسخرية، فلا يترددون في القول في حرم الجامعات في ما بينهم ان الحصول على شهادة في الدراسات العليا يعني الحصول على وظيفة لتسليم البيتزا الى المنازل في بلد اجنبي.

وتقول سمية (25 عاما) التي تحمل اجازة في الرسم الصناعي "لا يهم المستوى الجامعي ولا تهم العلاقات. العثور على وظيفة محترمة مستحيل".

وبحسب الارقام الرسمية، تبلغ نسبة البطالة بين الجامعيين حوالى 16%. الا ان الخبراء يقولون انها اكثر من ذلك بكثير. كما يؤكدون ان هذه الارقام تخفي واقعا آخر اكثر مرارة هو واقع العمل مع تجاهل مؤهلات الجامعيين.

هكذا اضطرت سمية اخيرا الى العمل كسكرتيرة.

وتقول "احصل على 800 الف ريال (90 دولارا) شهريا لكي اجيب على الاتصالات الهاتفية. كيف يمكن تحمل اعباء عائلة بمثل هذا الراتب؟".

وهي من المرشحين للوقوف في صفوف تزداد يوما بعد يوم امام السفارات الاجنبية،ومن الذين سيمتنعون حتما عن التوجه الى مراكز الاقتراع.

ويتحدث المرشحون الثمانية الى الانتخابات جميعهم عن البطالة كاحدى اولويات عملهم في حال تم انتخابهم. الا ان احدا منهم لم يقدم اجراء ملموسا. ولا يعلق عدد كبير من الشبان امالا على حصول تغيير جذري اذ ان الحكومة الحالية ايضا كانت قد وضعت البطالة على راس اولوياتها.

ويتفقد علي (25 عاما) الرسام الهندسي بانتظام عروض العمل من وزارة العمل من دون امل كبير.

وقال محبطا ان "ايجاد وظيفة جيدة براتب محترم امر شبه مستحيل".

وهو يسعى كذلك الى الانضمام الى الجالية الايرانية المؤلفة من حوالى اربعة ملايين ايراني والتي غادر افرادها ايران لاسباب سياسية او اقتصادية.

وقال علي "ابحث عن شىء في المانيا او استراليا. حتى لو كانت وظيفة لا علاقة لها بمؤهلاتي... المهم ان يكون الراتب جيدا".

كما لا يخفي الشبان ميلهم الى الحصول على مزيد من الحريات. ولا يعلق كثيرون منهم في هذا المجال ايضا آمالا على الانتخابات الرئاسية.

وتقول سمية "لا اعتقد ان الناس سيتوجهون بكثافة الى صناديق الاقتراع لا سيما بين الشباب".

وتضيف ان "افراد عائلتي سارعوا الى التصويت عندما تم انتخاب خاتمي للمرة الاولى ثم للمرة الثانية. لكن مشكلة البطالة لا تزال موجودة، فما الذي يمكن ان يفعله الرئيس المقبل؟".

ويرى الخبير الاقتصادي مهدي صحريان ان الخطط الخمسية التي وضعت في 1990 لم تنجح في زيادة فرص العمل لدى شعب ثلثا ابنائه هم دون الثلاثين. ويقول "في الخطة الحالية 2000-2005، الهدف هو ايجاد 700 الف فرصة عمل سنويا الا اننا وصلنا الى 350 الفا" فقط.

وتابع "على الحكومة ان تخلق ظروفا ينجح من خلالها القطاع الخاص في استيعاب اليد العاملة، الا ان المشكلة تكمن في ان ثمانين بالمئة من الاقتصاد ملك القطاع العام. والحكومة هي المنافس الاول للقطاع الخاص".

وتفيد الارقام الرسمية ان 13% من القوة العاملة عاطلون عن العمل، الا ان الخبراء يقولون ان النسبة اكبر من ذلك بكثير.

ويقول خبير اقتصادي آخر ريس دانا ان "الوضع يفرض على الشباب السعي الى اقتناص الفرص"، مضيفا "اننا لا نقدم لهم اي افق في السياسة او الاقتصاد او العلم، وبالتالي يرحلون لان مصلحتهم تكمن في ذلك".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى