خلّوه يحك رأسه!

> سعيد عولقي :

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
يا جماعة العفو منكم سامحونا اتأخرت عليكم قليل.. أصلي لاقيت بالتريق وأنا رايح إلى دار «الأيام» الأخ سعيد البيضاني، وهو زيما تقول كذا سديق قديم من أيام باشنفر صاحب دكان عطورات محمود سعيد الدبعي الأصل السعودي الفصل.. وسديقي هذا حيثما يحصلك، فيبه طبع مش بطال.. تلاقيهه مكانه ينكت ويضحك على نكته.. وقّفنا بالتريق بحماس فنزلت وسلم علي وسلمت عليه لما جابلني وسلم علي.. ها خير يا سعيد إيش في؟ معك أخبار جديدة؟ قال: في واحدة حرمة كبيرة في السن صلّحت عطر رزين وبعدين ماعد قدرتش تمشي من الرزن حق العطر.. وسكت هو فسألته: أيوه وبعدين.. قال وهو يضحك: أيش وبعدين خلاص كمل الكلام مو هي محزاية دي نكتة والمفروض إنه الواحد يضحك لما تكمل. قلت: ها.. افتهملي.. نكتة .. يعني دلحين أنا مفروض أضحك مش كده، طيب عشان خاطرك بس كاع كيع كوع كع كع .. مبسوط؟ شيء معك خبر ثاني غير ذي النكتة البايخة؟ والله والسديق سعيد مش من العاجزين.. قال أيوه في.. قلت له هات، فقال في واحد هندي راح السيلة حق الكباش يشتي يشتري كبش لأنه في معه قليل مناسبة وقليل فلوس.. قال للبائع بعدما دخل الزريبة ينقي وفحسس الكباش ودحسسهم وفصفصهم فصفاص لما أجا على كبش ما شاء الله سمين وصحته كويسة.. بكم هذا الكبش؟ لفت البائع منشان يشوف إيش من كبش ويقدر للمشتري قيمته المادية والمعنوية، وبعدما تأمله تماماً قال: هذا عندك بخمستعشر ألف ريال يمني ولا ينقصوا حتى ريال واحد وانته شوف خراجك.. صاحبنا المشتري شافه شولا وكلام البياع قاطع وحاسم وماعاد فيبوش مراجعة فجلس يحكّ رأسه ويفسر.. أهل الخير قالوا لبياع الكباش: الرجال مسكين يحك رأسه ويفسر.. باتنقص له قليل في السعر؟ قال: خمستعشر ألف ريال ولا تنقص ريال واحد أنا قلتها كلمة.. قالوا له: الرجال مسكين مكانه يحك رأسه ..ها؟ قال: خلّوه يحك راسه لما تغيب الشمس، كل واحد حرّ في راسه.. أما أنا فقد قلتها كلمة ماشي فيها تراجع ولا انهزام .. وفي هذه اللحظة الكباشية العصيبة من تاريخ السيلة الكباشية العتيقية السكاريبية العريقة.. تقدم المسكين المشتري إلى البائع غير المسكين وقال له عبارة خالدة ينبغي أن تسجل على مدخل السيلة بماء الذهب.. قال له: طيب مافيش معك كبش «سكند هاند؟» - يعني مستعمل؟! وخلاص إلى هنا انتهت النكتة ويتوقع الأخ سعيد البيضاني أن تجلجل الضحكات بعدها إلى عنان السماء.

ومن طبع الأخ سعيد المش مليح انه بعدما يلاقيك ويحييك وينكت معك.. انه يعني بعد النكت يقترب منك ويتلفت يمين وشمال ويخفض صوته ويبدأ الكلام البطال.. يعني يقطّع للحكومة من بيستين ويشقدف للسلطة من شق ومن طرف.. وبصراحة لا أخفي على جنابكم أن الشطر الثاني من كلامه أحلى ألف مرة من الشطر الأول لأنه يبرد على القلب، وبعدين أجمل شيء في بلادنا انه معانا سلطة يحلى به (بكسر الباء وتسكين الهاء.. يعني «بها») الشقا.. أي بمعنى انه الحشوش عليها يكون حالي كما العسل نوب جردان شابان دالماس.. وقليلاً ما يخلو كلام الأخ سعيد من العرعار بين الجملة والأخرى.. وأرجو من صحيفة «الأيام» أن تتجمل معي ولا تشطب هذه الكلمة لأنها من بهارات وتوابل كلامنا العدني الدارجي وحادرجي بادرجي من كل عين شاردي.

على العموم بعدما استهل الأخ سعيد بيضاني كلامه بباقة من العرعرة والفرفرة والزرزرة طرح علي سؤالا مهما أنا نفسي قد نسيت وسئمت الكلام فيه وهو: «ايش عاد قالوا«....» «.....» على موضوع الزيادة؟ مش كان في مشروع زيادة في مرتبات الموظفين في الشهر الواجي .. قلت له: أيوه والله سمعنا كلام زي كده.. لكن يا سعيد يا أخي أحسن كثير انه ماتمش هذا المشروع.. تدري ليش؟ لأنه إذا في أي بيستين زيادة في المشاهرات فشوفهم بايخرجوها من أشقاقنا مثني ومثلوث ومربوع من الزيادات اللي بايرفعوها في أسعار كل شيء.. فأحسن لنا يا أخي وما أخوك إلاّ أنا نصبر هكذا على ذا الحال لا نشتي من «....» زيادة ولا ميادة.. وشوف ها.. باتذكر كلامي إذا وقعت أي زيادة لأنك باتقول آح.. نحنا هكذا حامدين شاكرين وكثر الله خير حكومتنا وسلطتنا المجيدة بنت المجيدة.. والسلام ختام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى