مزارعو القطن في غرب افريقيا يواجهون خيارا صعبا

> كوتونو/بنين «الأيام» رويترز :

> عبد الله صالح من ضحايا الصعوبات المالية التي يعاني منها صغار مزارعي القطن في غرب افريقيا وهو من الرواد الذين يحاولون الوصول إلى المفتاح الرئيسي للبقاء.. ألا وهو التنوع.

يزرع صالح القطن في مزرعة في باراكو بشمال بنين.. ذلك البلد الصغير الواقع في غرب افريقيا والذي يشتهر بأنه أرض السحر والسحرة لكنه أيضا واحد من أكبر منتجي القطن في هذه المنطقة المضطربة.

والآن قرر صالح أن يخفض إنتاج القطن ويزرع حبوب الكاجو.

قال "أمضيت شبابي في زراعة القطن لأن آبائي فعلوا ذلك أيضا. لكنني ظللت لفترة دون مورد رزق وازددت فقرا يوما بعد يوم ولدي زوجتان وستة أطفال أريد إطعامهم."

صالح واحد من بين ملايين من مزارعي القطن في غرب افريقيا يكافحون للحصول على لقمة العيش في وقت انخفضت فيه الأسعار العالمية.

ومن بين المشكلات التي تدفع مزارعي القطن في غرب افريقيا إلى حافة الهاوية الدعم الحكومي الأمريكي الذي يقدر بنحو أربعة مليارات دولا وانخفاض الأسعار العالمية للقطن بنسبة 30 في المئة وضعف الدولار والمنافسة من دول نامية أخرى مثل البرازيل والصين والهند.

وفي تلك المنطقة من العالم كل تلك المشكلات تعني الجوع لا الإفلاس.

قال كبير المسؤولين التجاريين في الاتحاد الأوروبي في ابريل نيسان إن الدمار سيكون مصير مزارعي القطن ما لم تنفذ الدول الغنية فورا وعودها بإصلاح القوانين التجارية وإنهاء الدعم الحكومي.

والمسألة بالنسبة للكثيرين من المنتجين الافارقة مسألة حياة أو موت في قطاع يمثل مصدر الرزق لنحو عشرة ملايين نسمة في الدول الرئيسية المنتجة للقطن وهي بوركينا فاسو وبنين وتشاد ومالي وساحل العاج وتوجو.

قال مدينا سيفو المستشار بوزارة الزراعة في بنين "إذا لم نفعل شيئا فقد نختفي. لابد أن نتخلص من الدعم الحكومي (في الدول الغنية) إذا كنا نبغي البقاء."

وهزت الصعوبات التي تواجه مزارعي القطن اقتصاديات الدول المنتجة لهذه السلعة في غرب افريقيا والتي تفتقر بشدة للسيولة النقدية.

قال هنري اسوما وهو مستشار لجماعات ريفية بوزارة الزراعة "ندفع ما بين 10 و20 مليار فرنك افريقي (بين 19 و39 مليون دولار) لتدعيم صناعة القطن."

وهذا بالضبط ما يقول صندوق النقد الدولي إن على حكومات غرب افريقيا القيام به وهو ترك المسؤولية للمزارعين بدلا من تقديم دعم حكومي لقطاع القطن المتداعي مما يضر بقطاعات أخرى في هذه المجتمعات الفقيرة.

ويقول صندوق النقد أيضا إن الدول الافريقية لابد أن تنوع من مصادر دخلها للحد من الاعتماد على القطن الذي يمكن أن يمثل ما يصل إلى 60 في المئة من دخل التصدير. وهذا حل يدرسه بالفعل بعض المزارعين الذين أحبطهم الوضع الحالي.

قال بياو باكو عبده وهو مزارع للقطن ورئيس اتحاد منتجي تشاوورو في شمال غرب بنين "إذا استمر الحال على هذا المنوال فسنتوقف عن الإنتاج لعامين ونرى ما إذا كان الاقتصاد الوطني سيصمد. سنزرع الذرة والبطاطا الحلوة."

وقال اسوما "في إدارات منطقة زو كولينز (بوسط بنين) انخفض الإنتاج من مئة ألف طن عام 2001 إلى 15 ألف طن وأقل عام 2005."

ويشكو المنتجون في بنين من ارتفاع تكلفة الأسمدة وتأخر محالج القطن في دفع الأموال المستحقة للمزارعين.

ولم يتلق صالح أجره لأن المحالج تنتظر بيع ألياف القطن أولا قبل أن تدفع للمزارعين أسعارا تزيد عن تلك التي حددتها الحكومة.

وقال صالح "كنت أزرع 150 طنا (من القطن) سنويا ولكني زرعت هذا العام مئة هكتار بالكاجو ولدي مشترون بالفعل. لست متأكدا إن كنت سأعود لزرع القطن."

وفي مالي يقول بعض المنتجين إن السمسم قد يكون البديل.

قال ميني ديالو رئيس اتحاد سيفاك "إنتاج السمسم مربح للغاية. تسهل زراعته ولا يحتاج إلى الكثير من الماء." ولكنه يقر بأنه ليس متأكدا من حجم الطلب على السمسم.

وقال سيدو ويدراوجو الأمين العام المساعد في اتحاد منتجي القطن في بوركينا فاسو إن الأسعار هناك ستنخفض من 210 فرنكات افريقية (0.41 دولار) للكيلوجرام إلى 175 فرنكا في 2005-2006 ولكنه غير مستعد لبحث فكرة التغيير.

قال "القطن يتيح لنا الوفاء باحتياجات أسرنا وسنكافح من أجل الحفاظ على إنتاجنا."

ومن المرجح أن تنشب المعركة المقبلة في هذه الحرب خلال اجتماع منظمة التجارة العالمية الذي يعقد في هونج كونج في ديسمبر كانون الأول.

وحققت البرازيل انتصارا كبيرا في مواجهة الدعم الحكومي الأمريكي في مارس آذار عندما قررت منظمة التجارة أن هذا الدعم غير مشروع ولكن لم يتضح متى سيلغى.

ويقول ديالو إن طلب التخلص من الدعم الحكومي بالدول الغنية يشبه توقع أن يعيش رجل ثري وفقا لميزانية رجل فقير.

ويرى البعض أن مشكلة افريقيا مشكلة دبلوماسية.

قال ثيوبورس كوتون وهو مسؤول في اتحاد نقابات المنتجين في بنين "المنتجون الافارقة لا حول لهم ولا قوة... منظمة التجارة العالمية تشبه الأمم المتحدة,الأفارقة غائبون عن أنشطتها."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى