المشاركون في المؤتمر الطبي السنوي الرابع لأمراض النساء والولادة والأطفال:المؤتمر فرصة للقاء والتعرف على مشاكلنا الصحية لأن الأبحاث المقدمة معمولة على الواقع اليمني

> عدن «الأيام» غازي الماس:

> تختتم اليوم الأربعاء بقاعة ابن سينا بكلية الطب والعلوم الصحية أعمال المؤتمر الطبي السنوي الرابع لامراض النساء والولادة والاطفال، الذي ينظمه قسم النساء والولادة والأطفال بكلية الطب، والمنعقد تحت شعار: من أجل تطوير الرعاية الصحية للأم والطفل.

المشاركون في أعمال هذا المؤتمر، الذين بلغ عدهم أكثر من 55 طبيبا وطبيبة من المختصين بأمراض النساء والولادة وعلاج العقم والصحة الإنجابية، وقفوا على مدى ثلاثة أيام هي فترة انعقاد المؤتمر أمام أكثر من 50 ورقة بحثية، عالجت هذه البحوث والأوراق عدداً من الحالات المرضية والمشاكل الصحية التي تتعلق بمشاكل سن اليأس والعلاج الهرموني البديل، مشاكل العمليات القيصرية، الأورام الحميدة والخبيثة، اضطرابات الغدد لدى النساء، شلل الاطفال الرخوي الحاد لدى الأطفال، مشاكل الربو الصدرية، شلل الاطفال وتأثيراته الدماغية، والوفيات عند الأمهات والأطفال أثناء الولادة.

«الأيام» التقت على هامش أعمال المؤتمر عددا من الاطباء المشاركين الذين تحدثوا حول مشاركتهم العلمية في المؤتمر، وكذا حول أهمية هذا المؤتمر بالنسبة لهم كأطباء وباحثين.

أخلاقيات البحث الطبي
أ.د. عبدالله سعيد الحطاب، عميد كلية الطب والعلوم الصحية- جامعة عدن. تحدث قائلا: «موضوع البحث الذي قدمته للمؤتمر يتعلق بأخلاقيات إجراء البحوث الطبية، حيث يتحدث البحث حول الالتزامات والواجبات الاخلاقية التي يجب أن تكون ملازمة لأي باحث يعمل في الحقل الطبي، وهذه المسألة تحظى باهتمام غير عادي في الأوساط الطبية المحلية والاقليمية والدولية، وذلك نتيجة للتطور الهائل والمتسارع في تقنيات العلوم والبحوث الطبية، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من الالتزامات الأخلاقية العالية، من قبل أعضاء الفريق البحثي».

ويضيف: «وهذه الالتزامات أصبحت اليوم مقرة في قواعد ومدونات دولية، يتم مراجعتها بصورة دورية، لضمان صيانة كرامة الناس المشاركين في البحث أو الخاضعين للبحث، والحفاظ على سلامتهم البدنية والنفسية، وصيانة حقوقهم». وعن أهمية المؤتمر قال: «إن هذا المؤتمر وأي مؤتمر علمي يعقد، هي فرصة لتبادل الخبرات بين الباحثين لكل ما يتصل بالمهارات الطبية ونوعية الخدمات الصحية، وكذا تطوير التعليم الطبي، والمؤتمر بحد ذاته هو عبارة عن عملية إثراء وإغناء للخبرات».

المشاكل الناجمة عن انقطاع الطمث عند المرأة
د. أحمد الدويل، أخصائي أمراض النساء والتوليد، رئيس قسم النساء والولادة بكلية الطب جامعة عدن، قال: «قدمت ورقة علمية للمؤتمر حول المشاكل الناجمة بعد فترة انقطاع الطمث عند المرأة، وكان ما تضمنته الورقة التأثيرات على الجهاز الدوري ، الهبات الساخنة لارتفاع درجة الحرارة عند الصدر والرقبة والوجه، وكذلك التأثير على الجهاز التناسلي مثل جفاف المهبل وعدم التحكم في البول والجهاز العصبي النفسي، مثل النسيان وفقدان الذاكرة والصداع، والتغيير في المزاج والشعور بالاكتئاب، لكن الأهم هو هشاشة العظام والمضاعفات الناجمة، مثل الكسور وخاصة في عظمة الحوض والفخذ والعمود الفقري»، ويضيف: «وقد توصل البحث الى كيفية الوقاية من هذه المضاعفات والتشخيص المبكر لها، وكذلك تعزيز الصحة الجسدية والنفسية في هذه المرحلة من العمر والاستمتاع».

إخراج برنامج وطني
بروفيسور أرماندو لوسان، اختصاصي أمراض نساء وتوليد/ كوبا تحدث قائلا: «مشاركتي في هذا المؤتمر الطبي، تضمنت تقديمي بحثا علميا يتحدث حول الوفيات لدى الامهات الحوامل، حيث وهي كمشكلة على مستوى العالم، فإن نسبة الوفيات بين الامهات الحوامل تصل 400 حالة من 100 ألف حالة ولادة، أما في دول العالم الثالث، الذي يعتبر اليمن واحدا من هذه الدول، فإن معدل نسبة الوفيات بين الامهات الحوامل يرتفع الى ثلاثة أضعاف، لهذا فإن من المهم بمكان وضع برنامج وطني لتقليل نسبة معدل الوفيات لدى الامهات الحوامل، وهذا البرنامج ليس طبيا فقط ، ولكن ثقافي وعلمي يشمل تغيير بعض العادات والتقليد وطريقة التغذية. ويضيف: «نحن نعلم أن وزارة الصحة الآن تعمل جاهدة لاخراج برنامج شامل لهذا الغرض، وهي تبذل جهوداً كبيرة في هذا الجانب».

وحول الاسباب المؤدية للوفاة أجاب قائلاً: «إن النزيف هو السبب الاول والرئيسي، حيث تصل نسبة الوفاة في هذه الحالة الى 52%، أما السبب الثاني هو الالتهابات، فهي تؤدي الى الوفاة بنسبة تصل الى 15%، ثم يليه ارتفاع ضغط الدم»، ويرى الباحث: »إن خدمات رعاية الحوامل ومراكز الامومة والطفولة ومراكز الإرشاد الطبي لازالت تعاني من شحة الكادر البشري، وكذا من شحة الامكانيات المادية، على الرغم من الجهود التي تبذل».

المؤتمر عبارة عن محطة لتبادل المعرفة واكتساب الخبرة
د.خضر عبد عون الجنابي عميد كلية الطب الجامعة الوطنية، عميد كلية الطب جامعة بغداد سابقاً قال: «شاركت في هذا المؤتمر ببحث حول الحالات الطارئة في الجهاز الهضمي أثناء فترة الحمل. البحث يتناول 34 حالة طارئة عولجت أثناء فترة الحمل شكلت حالة التهاب الزائدة الدودية نسبة تقدر بحوالي 65% منها، تلتها حالات التهاب المرارة أثناء الحمل، وحالات أخرى كسرطان المعدة والتواء المعدة والتواء القولون، وبعض الحالات الاخرى التي شكلت ما تبقى من الحالات». وأضاف: «إن اهمية هذا البحث تتركز على دراسة ضرورة التدخل الجراحي المبكر من قبل هذه الحالات، لتلافي الاختلاطات التي قد تحصل للأم والجنين معاً، حيث أن هنالك تشابها كبيرا بين أعراض مثل هذه الحالات وأعراض الحمل، خاصة في مراحله الاولية». وعن أهمية هذا المؤتمر قال: «إن المؤتمرات العلمية هي علامات مضيئة في المسيرة العلمية، وهي محطات للتبادل، حيث إنها ملتقى لذوي الاختصاصات لاستعراض خبراتهم في حقول المعرفة، وبما يلامس حافات العلوم».

أتمنى أن تحذو الاقسام الاخرى حذو قسم النساء والولادة والأطفال
د. محمد عبدالرحمن شرف، رئيس قسم النساء والولادة بمستشفى السعيد التخصصي بتعز، مستشار أمراض النساء والولادة جمهورية مصر، قال: «قدمت في هذا المؤتمر بحثين الأول بعنوان (العلاج الهرموني البديل للمرأة بعد انقطاع الطمث، والاتجاهات الحديثة في هذا المجال)، أما البحث الآخر فهو عن نزيف الرحم الأول بعد الولادة، وكيفية تشخيصه قبل وقوعه واستخدام أدوات التشخيص الحديثة، مثل الرنين المغناطيسي وجهاز الدوبلر للموجات الصوتية لتوقع ذلك النزيف والتعامل معه مبكراً، ويرجع أهمية هذا البحث إلى أن نسبة 25% من وفيات الامهات أثناء الحمل والولادة هي بسبب النزيف المهبلي بعد الولادة». ويضيف: «البحث يعطي خطة للأطباء لتقليل معدل الوفيات لدى الامهات أثناء الولادة».

وحول أهمية هذا المؤتمر قال : «بالنسبة لمؤتمر كلية الطب قسم النساء والولادة هذه هي المرة الرابعة التي اشارك فيها في هذا المؤتمر الرابع لكلية الطب عدن وألاحظ ارتفاع المستوى العلمي ومستوى البحوث المقدمة في هذا المؤتمر وإنني أرجو أن تحذو الاقسام المختلفة في كليات الطب المختلفة في اليمن بعمل مثل هذا المؤتمر، الذي هو وجه حضاري لليمن، إذ انني ألاحظ أن قسم النساء والولادة في كلية الطب عدن، هو الوحيد الذي يعقد هذه المؤتمرات بانتظام منذ أربع سنوات ولا يوجد غيره في اليمن، ولذلك نخص بالشكر والاحترام القائمين على استمرارية هذا المؤتمر، وفي مقدمتهم السيد رئيس جامعة عدن والسيد عميد كلية الطب عدن والعقل المدبر للمؤتمر أ. د. أحمد الدويل».

تقديم الدعم للبحوث العلمية
د. ماهر خالد السقاف، أ. م. كلية الطب جامعة حضرموت قسم النساء والولادة، مدير مستشفى المكلا للأمومة والطفولة تحدث قائلاً: «مشاركتي في هذا المؤتمر كانت من خلال تقديمي بحثا حول الولادة الطبيعية بعد ولادة قيصرية بمستشفى المكلا للامومة والطفولة، ومعروف أن العمليات القيصرية كثيرة ومنتشرة، وهناك اعتقاد خاطئ عند الناس أن الاطباء يلجأون الى العمليات القيصرية من دون أن تكون هناك عوامل تستدعي ذلك، في هذا البحث أثبتنا أن هناك عدة حالات سمح لها بالولادة الطبيعية، وهي بعض حالات بنسبة 67% تمت الولادة بشكل طبيعي، وهذا يقلل من العمليات القيصرية ومضاعفاتها على الأم والطفل معاً».

وأضاف: «وقد تم إجراء هذه العمليات في مستشفى المكلا، فرغم امكانيات المستشفى المتواضعة، إلا أن هذه النسبة هي ضمن النسبة العالية وننصح الاطباء بإعطاء فرصة للولادة الطبيعية ولو بعد إجراء العمليات القيصرية».

وحول أهمية المؤتمر قال: «إن البحوث التي تقدم لهذه المؤتمرات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وأن يقدم لها الدعم اللازم حتى يتم الاستفادة منها في الجوانب العملية بما ينعكس ايجابياً على صحة الأم والطفل».

المؤتمر يماثل المؤتمرات التي نحضرها في الخارج
د. عبدالباري مقبل، أستاذ مساعد أمراض النساء والتوليد جامعة تعز أوضح قائلاً: «شاركت في هذه المؤتمر ببحث عنوانه استخدام الموجات فوق الصوتية لتقييم النزيف المصاحب للوالب منع الحمل. البحث عبارة عن محاولة استخدام الموجات الصوتية، خاصة المهبلية في تحديد سبب النزف الناتج عن اللوالب فقط، لا في غيره، وقد بين من خلال البحث أن وضعية اللالب ومكانه داخل الرحم يلعب دوراً أساسياً في ازدياد النزيف وعدم انتظام الطمث، فكلما كان اللولب بعيدا عن قاع الرحم وزاد المسافة بينه وبين قمة الرحم زاد النزف». ويقترح الباحث: استخدام أو الكشف بالموجات الصوتية قبل وضع التركيب وبعده مباشرة بالموجات الصوتية المهبلية إن توفرت، وكذا الكشف بالموجات الصوتية على اللولب داخل الرحم بعد شهر وثلاثة وستة أشهر في عملية التركيب، ويفضل الباحث أن من يركب اللولب أن يكون أخصائيا في أمراض النساء والتوليد.

وعن أهمية هذا المؤتمر قال: « إن جامعة عدن عودتنا أن تعمل مؤتمرات طبية سنوية ومشهود لها بهذا الجانب والأخ رئيس قسم النساء والولادة د. أحمد الدويل، كانوا موفقين في اختيار الوقت، وكذا موضوعات التداول، كما نشكر الاخوة في جامعة عدن على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، ويعتبر هذا المؤتمر مساوياً لبقية المؤتمرات التي نحضرها خارج الوطن اليمني».

د، سهى عبدالملك أغبري، أ.م. مساعد طب الأطفال كلية الطب جامعة عدن تحدثت قائلة: «استهدف البحث الذي قدمته للمؤتمر قياس مستويات الليكوترين في البلازما في الأطفال المصابين بالربو الشعبي التأبثي وغير التأبثي وعلاقتها بشدة المرض.

أجري هذا البحث على 90 طفلاً أثناء الأزمات الربوية الحادة، وعلى حسب اختبار جلدي بالوخز لمجموعة من مولدات الحساسية وتقسيم المرضى إلى مرضى مصابين بربو شعبي تأبثي وغير تأبثي، كل منها 45 طفلاً، وكان بكل مجموعة نفس العدد من الأطفال المصابين بأزمة ربوية خفيفة ومتوسطة وشديدة الدرجة (15 طفل لكل منهما)، مستندة على اساس العلاقات الإكلنينكية». وتضيف: «أظهرت النتائج أن متوسط مستوى الليكوترين في البلازمات في كل الأطفال المصابين بالربو تقريبا ثلاثة أضعاف مستواه في الأطفال الأصحاء».

وحول أهمية المؤتمر أوضحت قائلة: «ينعقد المؤتمر السنوي الرابع لأمراض النساء والتوليد لأجل تحسين وتطوير الرعاية الصحية للأم والطفل، وحيث إن اليمن يعتبر من دول العالم الثالث التي تتسم بارتفاع نسبة وفيات الأمهات والأطفال، ولأجل خفض هذه النسبة، فإن ذلك يحتاج إلى تكاتف الجهود من خلال ربط الجانب النظري بالواقع العملي، نتمنى من هذا المؤتمر أن يكون خطوة هامة في سبيل خفض الوفيات من خلال البحوث المقدمة، وما تتضمنه من توصيات».

الشلل الدماغي
د. آسيا ملهي، أ. مساعد كلية الطب - قسم الأطفال - جامعة عدن، أوضحت قائلة: «يتعلق البحث بمشكلة الصرع عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، لأن مرض الشلل الدماغي مشكلة تترك عبئا نفسيا وماديا على عائلة الطفل المصاب، فكيف يكون الحال إذا صاحب الصرع هذا الطفل المعاق حركيا وذهنياً، إذ يشكل عبئا جديداً إضافياً، ويحاول البحث دراسة العوامل وراء مصاحبة الصرع وظهوره في البعض الآخر، رغم وجود نفس الإعاقة.

يحاول البحث تسليط الضوء على خصائص هذا الصرع عند هذه الحالات وسن ظهوره ومدى استجابته للعلاج ونوعية التشنجات ومقارنته بحالات الصرع في الأطفال الذين لا يعانون من شلل دماغي».

وعن أهمية المؤتمر قالت: «المؤتمرات ظاهرة علمية صحية توفر وتحفز من يود ومن يحب أن يكون على اطلاع ومعرفة دائمة بالجديد في عالم الطب».

مرض الكزاز مرض خطير وقاتل للطفل
د. قائمة عبدالله فراص ، استشارية أمراض نساء وولادة - جامعة صنعاء تحدثت قائلة: «قدمت للمؤتمر بحثا بعنوان الزمن الملائم لتمنيع الأم الحامل ضد داء الكزاز الوليدي، البحث عومل في مسشتفى الثورة العام بصنعاء على (100) امرأة في حالة ولادة لفترة تراوحت بين يونيو 2000- 2001م، وقد أخذت عينات من دم هؤلاء النساء الحوامل وتم قياس الأجسام المضادة للكزاز في دم هؤلاء النسوة، مع العلم أنهن أخذن التحصين أثناء فترة الحمل على جرعتين لكل امرأة في أوقات مختلفة في فترة من فترات الحمل، وقد تم تقسيم عينات البحث إلي أربع مجموعات حسب وقت التحصين، ووجد أن أعلى نسبة من الأجسام المضادة في دم المجموعة الأولى، وهن اللواتي أخذن اللقاح الجرعة الأولى والثانية في الأشهر الثلاثة الأولى والأشهر الثلاثة الوسط، وهذا هو الوقت الملائم لأخذ التحصين حسب نتيجة أهمية البحث. ويتم التوصية بهذا».

وتضيف: «أهمية البحث تكمن في أنه من خلال التوصل لهذه النتيجة تم تعميم هذا الوقت للقاح كوقت مثالي في مراكز التحصين للوقاية من مرض خطير وقاتل بالنسبة للطفل وأحيانا للأم، لأن نسبة الوفيات لدى الأطفال حديثي الولادة قد تصل من 90% إلى 100%».

وحول أهمية المؤتمر قالت: «المؤتمر مهم جداً لأن يعتبر من التعليم المستمر، وهو يشكل فرصة للأطباء للقاء والتعرف على مشاكلنا الصحية، لأن الأبحاث المقدمة معمولة على الواقع اليمني».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى