خدام يفسح الطريق امام دماء جديدة

> دمشق «الأيام» رويترز :

> قال محللون واعضاء في حزب البعث السوري امس الثلاثاء ان قرار عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري ترك منصبه يمثل خروج مساعد قديم للرئيس السوري السابق الراحل حافظ الاسد من الساحة السياسية وياتي في اطار جهود الحزب لضخ دماء جديدة في المناصب العليا.

وقال خدام وهو احد نائبين للرئيس السوري يوم امس الاول الاثنين انه يرغب في التنحي عن منصبه بعد ما وصفته مصادر سياسية بنقاش حام مع وزير الخارجية فاروق الشرع في اول ايام المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الذي يحكم سوريا منذ عام 1963 .

 بثينة شعبان وزيرة شؤون المغتربين للصحفيين
بثينة شعبان وزيرة شؤون المغتربين للصحفيين
وردا على سؤال حول التقارير الخاصة بتنحي خدام قالت بثينة شعبان وزيرة شؤون المغتربين للصحفيين ان اي استقالة يجب ان تقدم الى الرئيس لا تعلن خلال مؤتمر لحزب البعث.

واضافت وهي ايضا المتحدثة باسم المؤتمر القطري للحزب "يجب ان يقدم استقالته الى الرئيس وليس لنا." ولم تتوافر اي معلومات حول ما اذا كان
خدام قدم بالفعل استقالته الى الرئيس السوري بشار الاسد.

ومن غير المتوقع ان تسفر استقالة خدام عن تغيير سياسي كبير,وقالت وسائل الاعلام العربية ان النقاش الذي دار مع الشرع تركز على لبنان وانسحاب القوات السورية تحت ضغوط دولية بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري في 14 فبراير شباط.

وساهم خدام في وضع السياسات السورية في لبنان ابان حكم الرئيس السوري السابق الراحل حافظ الاسد الذي اصدر الاوامر بالتدخل العسكري السوري عام 1976 ابان الحرب الاهلية اللبنانية. وظلت القوات السورية في لبنان حتى ابريل نيسان الماضي.

وفي اول تجاوز منذ سنوات لنائب رئيس الجمهورية جرى اختيار الشرع بدلا من خدام وهو من مواليد عام 1933 لرئاسة اللجنة السياسية خلال اعمال مؤتمر حزب البعث.

وقال المحلل السياسي السوري ثابت سالم "يدور حديث منذ فترة عن تغييرات في المناصب العليا. خدام رجل محنك.. انه يعلم ذلك وهذا هو السبب الرئيسي وراء تحركه."

وقال المحللون ان صعود الشرع ليرأس اللجنة السياسية خلال أعمال المؤتمر القطري العاشر وهو اول مؤتمر كبير لحزب البعث منذ خمس سنوات يشير الى احتمال ان الشرع يوشك على ان يحل محل خدام بوصفه الرجل الثاني في البلاد.

وقال النائب غير البعثي محمد حبش"لا اعتقد ان المسالة مسالة صراع قوى.. خروج الفريق الذي عمل لثلاثة عقود مع الرئيس حافظ الاسد هو امر منطقي."

وقال المعارض ميشيل كيلو "انا اريد ان احيي خدام واتمنى ان يكون هذا الذي فعله مثالا يحتذيه الاخرون." ويتوقع ان تتم خلال المؤتمر اعادة هيكلة قيادة حزب البعث لكن دون تقليص سيطرته السياسية او تدشين اصلاحات ديمقراطية من شانها ان تفي بجميع مطالب نشطاء المعارضة الذين يواصلون حديثهم رغم الاحتجازات التي جرت في الاونة الاخيرة.

ويقول أعضاء حزب البعث ان اعادة الهيكلة ستلغي على الارجح القيادة القومية التي يفترض انها تمثل كل العرب وتقلص حجم القيادة القطرية او السورية.

واستقال العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السابق وموضع ثقة الرئيس الراحل حافظ الاسد من منصبه في العام الماضي لكنه احتفظ بمنصبه في قيادة الحزب.

وقال المحللون ان قدامى كبار المسؤولين الذين قد يتركون مناصبهم قريبا يشملون زهير مشارقة نائب رئيس الجمهورية وعبدالله الاحمر مساعد سكرتير عام حزب البعث.

وفي اغسطس اب الماضي حدد الرئيس السوري سنا صارما للتقاعد لجميع افراد القوات المسلحة.وادى ذلك بعد ستة اشهر ضمن امور اخرى الى تغيير رئيس المخابرات العسكرية السورية ليشغل المنصب عاصف شوكت صهر الرئيس السوري.

وكان ينظر الى خدام الذي شغل منصب وزير الخارجية لمدة 14 عاما قبل أن يصبح نائبا للرئيس في عام 1984 باعتباره خليفة محتملا للرئيس الراحل حافظ الأسد لكن خدام وهو من أقدم القادة السياسيين في سوريا استمر في مساندة بشار الأسد بعد وفاة والده وساعده على تعزيز قبضته على السلطة.


وهرع خدام وهو صديق للحريري إلى لبنان لتقديم واجب العزاء لأسرة الحريري فيما وصفه بعض المحللين السياسيين بأنه محاولة لتبرئة ساحة سوريا,والقت المعارضة البلنانية باللوم على دمشق ومؤيديها في لبنان في اغتيال الحريري. ونفت سوريا اي دور لها.

وفي أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق والذي عارضته دمشق بشدة اجتمع خدام مع جماعات قبلية عراقية في محاولة لتقوية الروابط مع الجار الشرقي لسوريا فور مغادرة القوات التي تقودها الولايات المتحدة.

لكن مساعيه قوضها بدرجة كبيرة اتهام واشنطن لسوريا بالسماح لمقاتلين بعبور الحدود إلى العراق لمقاتلة القوات الأمريكية هناك.

وبدأ خدام وهو محام حياته السياسية كمحافظ للقنيطرة ثم حماة ثم دمشق بعد وصول حزب البعث العربي الاشتراكي الى السلطة عام 1963.

وكان هذا صعودا سريعا لرجل انضم للحزب في سن 17 عاما وفي غضون بضع سنوات انتخب امينا لمكتب الحزب في دمشق ثم عضوا في القيادة القطرية.

وخدام مسلم سني من أسرة من الطبقة المتوسطة من بلدة بانياس وتولى أول منصب وزاري كوزير للاقتصاد والتجارة في حكومة شكلها رئيس الدولة نور الدين الاتاسي عام 1969.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى