سمير قصير.. رائد الحداثة

> عبدالرحمن خبارة :

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
تتحمل كل النظم العربية العقيمة، الدكتاتورية، المتخلفة، مسؤولية استشهاد سمير قصير، الكاتب الرائد في صحيفة «النهار» اللبنانية، لأن سمير قصير لم يكتب عن لبنان رغم التركة الكبيرة، وإنما كان قلمه ناراً ونوراً.. ناراً على الاستبداد والظلم والتخلف، ونوراً للحداثة والتقدم والديمقراطية والمستقبل الزاهر للشعوب العربية.

جعل الكاتب والصحفي سمير قصير من «أعمدته» ومقالاته النيرة رسولاً للحداثة .. رسولاً للتغيير.. رسولاً لاجتثات نظم تسود وعليها أن تباد لأنها مربط التخلف ومربط الانشداد إلى الماضي .. نظم لا تحترم شعوبها.. ولا تقدس مواطنيها.. وتنظر إلى الشعوب على أنها مجرد «قطيع» من الرعاع عليهم الانصياع والتذلل أبداً لمغامراتها وطموحاتها غير الشرعية.

استشهد سمير قصير، المواطن اللبناني الأصل والعروبي المنشأ والجذور، وهو يعيش بالأمل والتفاؤل بأن الشعوب العربية لا يمكن لها السكوت عن هذه المظالم والدكتاتوريات ونظم القرون الوسطى.. وكانت دعوته استمراراً للتحلي بالشجاعة والإقدام ضد «اللصوص» الحاكمة الجبانة.. التي تهزها أبسط مظاهرة.. وأبسط حركة شعبية، لأنها لا تملك إلا الإفلاس .. والإفلاس وحده.

كان نصيراً للحرية والديمقراطية، وكان يرى فيهما النجاة والخروج من طوق الفساد والإفساد.. ومن طوق التخلف والفقر والمسغبة.. وعندما تصبح هذه الحرية والديمقراطية قوة مادية لا يمكن لأي كائن كان أن يقتلع جذورها من الأرض، وتصبح قوة لا تقهر!

ورغم التضحيات الكبيرة التي يخسرها الشعب اللبناني، والقافلة الطويلة من الشهداء وآخرهم رفيق الحريري وسمير قصير.. لكنها ستعبد الطريق نحو لبنان حر ومستقل، وديمقراطية خالية من أجهزة العفانة والتخلف والدكتاتورية والهيمنة.

السلام لك يا سمير ولمن قبلك ولمن بعدك من الشهداء، لأنك كنت على يقين أنه بدون التضحيات لا يمكن بناء لبنان الجديد الحديث .. لبنان الشعب.

والشئ المؤسف أننا لم نسمع من نقابات واتحادات الصحفيين العرب، ومنهم نقابة الصحافة في اليمن، شجبا واستنكارا لهذه الجريمة النكراء.. ولم نسمع عملية الإدانة والسخط من الأحزاب السياسية، سواء أكانت في الحكم أو المعارضة في عالمنا العربي، ومن ضمنها اليمن.. وكأن القضية تخص لبنان والشعب اللبناني وحده.. ويبدو أن قلم الشهيد سمير قصير قد جرح النظم الحاكمة التي ترفض الإصلاحات السياسية وترفض التغيير وترى أنه ليس في الإمكان أحسن مما كان!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى