فيلم "ايثاكا" ايقاع القصيدة في تشكيل رؤية سينمائية مصرية جديدة

> القاهرة «الأيام» ا.ف.ب :

> يقدم فيلم "ايثاكا" لابراهيم بطوط رؤية جديدة غير مالوفة في السينما المصرية يستخدم فيها ايقاع قصيدة "ايثاكا" للشاعر اليوناني مصري المولد قنسطنطين كافافيس ليبدا بها الفيلم وينتهي بها.

تصف القصيدة المستوحاة من ملحمة "الاوديسا" للشاعر اليوناني القديم هوميروس المصاعب التي اعترضت عودة البطل اوليس الى مدينته ايثاكا بعد انتصار تحالف المدن اليونانية على ابناء طروادة.

ويحاول المخرج وكاتبة الحوار مريم نعوم اسقاط التجربة الصعبة التي عاشها اوليس على الواقع الحالي ومقارنتها بالمعاناة والمصاعب التي يواجهها الانسان في عصرنا هذا من خلال الحياة اليومية لاكثر من 17 شخصية مشاركة في الفيلم.

من هذه المعاناة المشاكل العادية بين الزوج وزوجته والحبيب وحبيبته واختلاف اهتمامات كل منهما.

عمل الفيلم على الاستفادة من الهندسة المعمارية لوسط مدينة القاهرة مثل ميدان طلعب حرب ليربط بين الحاضر والماضي الى جانب الاستفادة من المناطق الخضراء في الريف للايحاء بالتسامح وقبول الاخر بكل عيوبه.

يتضمن الفيلم ايضا الكثير من اللمسات الانسانية مثل مشهد لعازف كمان عجوز يقدم كمانه الذي اصبح جزء من حياته لاحد محبي الموسيقى. والجلسات الجماعية التي يتحدث كل شخص فيها عن مشكلته ويجد تعاطفا من الباقين كذلك موقف المخرج الذي يمثله في الفيلم الفنان احمد كمال والذي يعرض رؤيته من خلال عمله كمصور صحفي وحربي جاب الكثير من البلاد من خلال حوار انساني عميق عن الحروب في البوسنة والعراق وايضا عن الختان في اثيوبيا (حتى يبتعد عن مناقشة الموضوع في مصر).

والفيلم الذي صور بالكاميرا الرقمية يعتبر تجربة جديدة في السينما المصرية تقترب من سينما الدوغما التي برزت في التسعينات من القرن الماضي في الدول
الاسكندنافية وتعتمد على تتبع مجموعة من الاشخاص بشكل انتقائي لتقديم صورة واقعية عن حياتهم.

لكن البطوط يعتبر الفيلم فيلما تجريبيا اكثر منه منتميا الى سينما الدوغما لاختلاف الشروط مثل اعتماد افلام الدوغما دائما على الكاميرا المحمولة في حين
اعتمد هو في احيانا كثيرة على الكاميرا الثابتة.

ويقول لوكالة فرانس برس ان "الاسلوب المنفصل المتصل الذي قدمت فيه الفيلم هو الشكل الاكثر سلاسة في تصوير مثل هذه النوعية من الافلام التي اراها اكثر تعبيرا عن ازمات الانسان المعاصر الى جانب كونه صرخة ضد الحرب وكل ما يؤدي الى تدمير الانساني فينا مثل ختان الاناث وما يحمله من تشويه للمراة".

من جهتها ابدت الناقدة علا الشافعي اعجابها بالفيلم "لان المخرج استطاع من خلال العلاقات البسيطة ان ينسج فيلما روائيا بنظرة خاصة يظهر فيها خيط بالكاد
يكون ملموسا بين الفيلم التسجيلي والروائي الى جانب جماليات كادرات الصور التشكيلية والتي عمل على انتقائها بشكل رائع للتعبير عن رؤيته التشكيلية".

وتميزت ايضا تجربة الفيلم الذي عرض الجمعة في مركز الابداع التابع لصندوق التنمية الثقافية المصري بان جميع الممثلين عملوا فيه مجانا ولم تتجاوز كلفة
انتاجه اكثر من 50 الف جنيه مصري (8500 دولار).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى