متمردون شرقيون يهددون بمشكلات جديدة في السودان

> السودان «الأيام» رويترز :

> جلست مجموعة من الرجال غير حليقي الذقون يرتدون زيا عسكريا على الارض يحتسون القهوة ويتحدثون بهدوء وسط ضجيج جوقة الفجر التي يتخللها بين الحين والآخر نهيق حمار,فقد عاد الرجال منذ فترة وجيزة من عملية خطف ستة مسؤولين سودانيين وهم الآن يستريحون في حمش قريب التي تضم مجموعة من المباني الطينية غير المتناسقة في شرق السودان وهي أكبر بلدة في المنطقة التي تسيطر عليها جماعة جيش مؤتمر البجا المتمردة.

وقال علي حامد قائد سرية من قوات المتمردين "هاجمنا الطريق لاحتجاز جنود الحكومة ولنظهر لهم اننا قوة."

وأضاف "نحن مستعدون لقتال الحكومة حتى نصل إلى العدالة والمساواة في السودان."

والبجا مثل جماعات المتمردين المعروفة في دارفور بغرب السودان تشكو من الافتقار للتنمية في أراضيها وتتهم الحكومة المركزية في الخرطوم بتهميشهم.

ويسيطر متمردو البجا على منطقة صغيرة تبلغ مساحتها نحو 40 ألف كيلومتر مربع منذ عام 1997. وهم الآن يهددون بتصعيد هجماتهم بعد فترة هدوء في الأنشطة الكبيرة منذ عام 2002.

وأثار ذلك المخاوف من أن تصبح منطقة البجا بؤرة الصراع التالية في أكبر دول افريقيا من حيث المساحة وحيث اثارت الصراعات الدائرة في الجنوب والغرب إدانات دولية.

وحذر خبراء في الصراعات في بروكسل والمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات من أن الموقف "يتطلب جهودا نشطة للتعامل مع الوضع المتفجر في القطاع الشرقي من البلاد قبل أن يتحول إلى حرب أهلية أخرى."

وتحرص الخرطوم على منع تصعيد القتال في الشرق خاصة بعد تسوية حرب اهلية استمرت نحو 20 عاما في الجنوب في يناير كانون الثاني الماضي ولأن الحكومة مازالت تتعرض لضغوط دولية مكثفة لحل الصراع الدائر في دارفور.

وتعهدت الحكومة السودانية في الفترة الأخيرة بالمزيد من المساعدات وإعادة بناء البنية الأساسية في الشرق.

لكن قبائل البجا وهم بدو يبلغ تعدادهم بضعة ملايين يسكنون مصر والسودان واريتريا يقولون إن الخرطوم لا تفهم شيئا سوى القوة.

وتصاعد غضبهم بسبب الأحداث التي شهدها ميناء بور سودان الشرقي المطل على البحر الأحمر. فقد قتلت القوات السودانية 20 شخصا على الأقل هناك في يناير كانون الثاني في إطار حملة على مظاهرات نظمها البجا مطالبين بإجراء محادثات والمشاركة في السلطة والثروة.

ويمر خط انابيب النفط السوداني الرئيسي من مناطق الانتاج في وسط البلاد إلى بور سودان مما يجعل هذه المنطقة حيوية لقطاع الطاقة المزدهر في البلاد.

وقال موسى محمد رئيس الجبهة الشرقية من على مرتفع صخري غير بعيد عن بلدة روبدة على الحدود مع اريتريا "لا يمكنك القول إننا طموحون. هذه حقوقنا."

تشكلت الجبهة الشرقية في فبراير شباط عندما اتحدت جماعتان متمردتان من قبائل البجا هما مؤتمر البجا وحركة أسود الرشايدة الحرة.

وأضاف محمد مشيرا إلى المصاعب اليومية التي تواجه سكان المنطقة "في دولة استقلت منذ أكثر من 50 عاما يعتبر هذا الوضع عار."

وتابع "في السابق كان الناس في شرق السودان يستجدون حقوقهم ولهذا السبب حملنا السلاح."

وحصل السودان على استقلاله رسميا من بريطانيا عام 1956.

والجبهة الشرقية التي شاركت من قبل تحت مظلة تحالف معارض في محادثات في القاهرة مع حكومة الخرطوم ترفض الآن المشاركة الكاملة في المفاوضات.

ورفض موسى الافصاح عن عدد قواته.

لكن ميزان القوة في المنطقة يتغير ببطء.

فقد لجأت قوات المتمردين الجنوبيين إلى هناك ودعمت البجا لكن بمقتضى اتفاق سلام مبرم حديثا يتعين على الجيش الشعبي لتحرير السودان أن يغادر المنطقة بحلول منتصف يناير كانون الثاني.

وبدأوا بالتدريج يتركون أكواخهم المبنية من القش في تجمعات تصفر فيها الريح.

وفي مساء حار في روبدة حيث يغلف الغبار الشمس الغاربة عرض ضابط بارز في الجيش الشعبي لتحرير السودان ابريقا من الماء على زواره العطشى وأبدى تفاؤله بشأن البجا.

وحتى استكمال الانسحاب فإن للجيش الشعبي حضورا ظاهرا في المنطقة. لكن موسى يؤكد أن البجا مستعدون لصراع طويل وحدهم وأشاد بالجيش الشعبي كقدوة لهم.

وقال "إنهم مؤمنون بحقوقهم"

ولكن في حين يبدو متمردو الجنوب سعداء بالعودة لديارهم بعد سنوات طويلة قضوها في الشرق وقف متمردون حديثو الوصول للمنطقة من حركة العدل والمساواة في دارفور لالتقاط صور لهم في روبدا مظهرين التضامن مع المتمردين.

وقال موسى "الوضع مشتعل."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى