د. عبدالله محمد باوزير رئيس الهيئة العامة للآثار لـ «الأيام» :يجب على السلطة المحلية والهيئة العامة للآثار والمنظمات الدولية حماية المعالم الأثرية بعدن

> «الأيام» محمد فارع الشيباني :

> أثنى الأخ د. عبدالله محمد باوزير، رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف على مبادرة «الأيام» والجمعية اليمنية لحماية التاريخ والآثار في تدشين حملة تحت شعار «عدن محمية أثرية» في مائدة مستديرة، دعي إليها عدد من المسؤولين في قيادة المحافظة والسلطة المحلية والمهتمين، وتدارس التحضيرات والتدابير لإنجاح هذه الحملة.

وفي هذا السياق التقت «الأيام» الأخ رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف، ووضعت على طاولته جملة من التساؤلات ذات الصلة بحماية الأثار في عدن .. فإلى إجاباته:

بصفتكم عالما في الآثار كيف تقيمون المعالم التاريخية في عدن ؟

- طبعاً عدن مدينة تاريخية عريقة ومعروفة منذ القدم وذكرها اليونان والأخباريون العرب وحتى الكتب السماوية أشارت الى مدينة عدن، وعدن تتميز بالعديد من المعالم التاريخية الهامة، والتي يجب على المسؤولين سواء في السلطة المحلية أو الهيئة العامة للآثار والمنظمات الدولية أن تهتم بحماية هذه المعالم الأثرية والتاريخية التي تتميز بها عدن عبر العصور. طبعاً من أهم هذه المعالم قلعة صيرة وصهاريج الطويلة وبوابة عدن وساعة عدن أو بيج بن عدن الموجودة في التواهي والعديد من المناطق الدفاعية الموجودة، إضافة إلى منارة عدن والأسواق القديمة التي تتميز بها عدن وخزانات المياه التي يطلق عليها (الصهاريج) التي تتوزع في مناطق مختلفة من المحافظة، طبعاً هذه المعالم التاريخية والأثرية، هي في أمس الحاجة للحفاظ عليها، ولقد أسعدني كثيراً الأخ المحافظ د. يحيى الشعيبي عندما أخبرني بأن المحافظة الآن بصدد تنفيذ مشروع كبير يتعلق بحماية هذه المعالم التاريخية، وهذه المعالم التاريخية سوف تتولى المحافظة تمويل الحفاظ عليها عدى صهاريج الطويلة، التي قام أمير قطر أو أحد أمراء قطر بإبداء رغبته في الحفاظ على هذا المعلم التاريخي والسياحي والثقافي لمدينة عدن، وسيقوم بإعادة تأهيلها من جديد، طبعاً قد تم من قبل السلطات المحلية في المحافظة إرسال الدراسة الخاصة لمنطقة صهاريج الطويلة بناء على رغبة الأمير القطري، وهناك أيضاً الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي يقوم بجهود كبيرة في الحفاظ على المباني التاريخية والمعالم التاريخية لمدينة عدن، وهناك مشروع هام وهو إعادة تأهيل قصر 14 أكتوبر في منطقة صيرة، وسيقوم الصندوق الاجتماعي بترميم القصر بالكامل وإعادة تأهيله من جديد، إضافة الى المملاح فقد أخبرني المحافظ بأن لديه مشروعا لإحياء المراوح الهوائية الضخمة، التي كانت موجودة في المملاح بخورمكسر، طبعاً كل هذه الاشياء إذا ما تمت سوف تضفي على مدينة عدن جمالاً أخاذاً وسوف تعيد الى مدينة عدن عبق تاريخها القديم والحديث، وستثري الحياة الثقافية والسياحية لمحافظة عدن.

د. عبدالله هل توجد هناك آثار في عدن لم تستكشف بعد وخاصة أن هناك رسومات قديمة لعدن، تظهر قلاعا وصهاريج صغيرة في أحضان جبل شمسان؟

- بالنسبة لمدينة كريتر لا توجد، ولكن هناك مواقع أثرية تعود الى ما قبل الإسلام، وهي قليلة ولكن توجد في ضواحي مدينة عدن في البريقة وفي بئر فضل وبئر أحمد. هناك مواقع لمدن قديمة بعضها يعود الى ما قبل التاريخ، وبعضها يعود الى عهود ما قبل الإسلام وهناك شواهد كثيرة تدل على وجود هذه المدن. وفرع الهيئة العامة للآثار في عدن يقوم منذ سنوات بمسوحات أثرية لمختلف المديريات في محافظة عدن، ومن خلال هذا المسح الأثري سيتم حصر ومعرفة العدد أو الأماكن التي تتوفر فيها مواقع أثرية من مختلف هذه العصور التي ذكرتها، بالإضافة إلى قيام حفريات في بعض المناطق مثل منطقة بئر النعامة، والذي بدأت المرحلة الثالثة للحفريات فيها ويعتقد أن هناك كانت مدينة قديمة جداً.

وماذا عن الخطر الذي يهدد مباني عدن القديمة؟

- تتميز عدن في الوقت نفسه بالتنوع الثقافي في العمارة، وهي تشكل مختلف العصور والثقافات الموجودة والتي مرت على محافظة عدن، فنرى في العمارة التأثير الأوروبي والتأثير الهندي والتأثير العربي الكلاسيكي، فكل هذه المباني الموجودة خاصة في منطقة كريتر في حاجة الى الحماية والحفاظ عليها، لأنها تمثل جزءا من تاريخ المدينة الثقافي، ونرجو من سلطات المحافظة عدم إزالة هذه المباني التاريخية بدعوى الحداثة أو بدعوى التطوير، بالإضافة الى تميز عدن بالعديد من المساجد التاريخية والتي يمثل بعضها ليس فقط المذاهب الإسلامية المختلفة، ولكن أيضا المعابد والكنائس سواء كانت أديانا سماوية أو غير ذلك، توجد لكل هذه الديانات معابد وتوجد مقابر وتوجد آثار. وعلى السلطات المحلية أيضاً الحفاظ عليها وحمايتها من أي إزالة أو عبث لأن هذه الاشياء هي جزء من تاريخ المدينة العام، ولا بد من إبرازه وحمايته والحفاظ عليه.

هناك مشروع لبناء مدينة فوق هضبة شمسان، وكما تعلمون إن الدروب السبعة تقع هناك ؟ ما تأثير هذا المشروع عليها؟

- بالنسبة للدروب السبعة في هضبة شمسان، بالتأكيد فما زالت تقوم بالدور الذي بنيت من أجله، والواجب الحفاظ على هذه الدروب لأنه إذا تم إزالة هذه الدروب فسوف تحصل كارثة لا تحمد عقباها، لأن هذه الدروب هي التي تضعف اندفاع تدفق السيول ومياه الأمطار الهابطة من جبال شمسان من ناحية، وتحمي المدينة من سقوط الصخور التي تتدحرج من أعالي الجبال والتي تقذفها هذه الامطار وهذه السيول، وتمنعها من النزول إلى المدينة، ولذا فهي تحمي المدينة من هذه الأخطار.

هل إذا تم بناء مدينة في الهضبة سوف يؤثر على الدروب السبعة ؟

- لا أرى حقيقة وليس عندي أي فكرة حول موضوع المدينة التي تشير إليها، وهذه مسألة فنية تتعلق بالمهندسين الذين، يمكن أن يعطوا الرأي الفني في إذا ما كانت هذه المنطقة صالحة أو ستتعرض لمخاطر من جراء هطول الأمطار والسيول من الجبال المطلة عليها.

إذن د. عبدالله ما العمل لجعل عدن مدينة أثرية وتاريخية محمية؟ وما هي الخطوات، وما دور الهيئة التي تترأسونها في هذا المجال ؟

- أنا سعدت جداً عندما عرفت أن الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار فرع عدن وصحيفة «الأيام»، وبعض المسؤولين في المحافظة التقوا وتدارسوا هذا الموضوع، واتفقوا أن من المهم ومن الضروري حماية هذه المعالم الاثرية من الاندثار، هذا الشيء في الحقيقة يسر الخاطر، وهو دليل على أن الناس يشعرون بمسؤولياتهم تجاه تاريخ المدينة وتجاه هذه المعالم الرئيسة، التي تميز مدينة عدن عن غيرها من المدن اليمنية، وحرصهم على أن تكون عدن مركزا ثقافيا وحضاريا من مراكز اليمن الحديث، طبعاً نحن نؤيد وندعم أي توجه في هذا المضمار.

ومن ناحيتنا نحن على استعداد لتقديم أية مساعدة قد يطلبها الأخوة الذين يتابعون هذا الموضوع، كما صدرعن لقاء المائدة المستديرة في «الأيام» والقرارات التي صدرت تدعم توجهنا وتحقق أيضاً أهدافنا بأن نحافظ على مدينة من مدن اليمن، على معالمها الأثرية والتاريخية، ليس فقط لهذا الجيل بل أيضاً للأجيال القادمة.

في نهاية اللقاء قلت للدكتور العالم في الآثار: شكراً على قبولكم للحوار مع «الأيام»، وبنفس الترحاب والتواضع ودعنا، كما كان قد استقبلنا بهما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى