> إنها زيارة تاريخية غاية في الأهمية، وهي أول زيارة لنادٍ رياضي عماني لمحافظة المهرة والجمهورية اليمنية، زيارة لها دلالات ومعان عظيمة في نسيج علاقات التواصل والتعارف بين الشباب اليمني والعماني، وقد سعدنا بها كثيراً في قيادة نادي الهلال ودائرة الشؤون الرياضية بمحافظة ظفار.

هذه الكلمات قالها الشيخ أحمد بن سعيد الكثيري، رئيس نادي الهلال العماني، أثناء زيارة بعثة نادي الهلال العماني لمحافظة المهرة، خلال الفترة من 11- 15/6/2005م، برئاسة الشيخ عوض بن محمد الصيعري، مدير دائرة الشؤون الرياضية بمحافظة ظفار - سلطنة عمان الشقيقة.

«الأيام الرياضي» استضافت رئيس نادي هلال ظفار أحمد بن سعيد الكثيري، الذي تحدث إلينا بشكل واضح رغم مشاغله الكثيرة قائلاً:

- لقد سعدنا كثيراً بهذه الزيارة التي جاءت بدعوة من وزارة الشباب والرياضة بالجمهورية اليمنية الشقيقة، وبمتابعة حثيثة من الأخ سعيد مبخوت العوبثاني، مدير عام الشباب والرياضة بالمهرة، على اعتبار أنها أول زيارة لنادٍ رياضي عماني لمحافظة المهرة ولليمن عموماً، ومثل هذه الزيارات المتبادلة لا شك ستخدم الشباب بين البلدين الشقيقين، وتعمق علاقات التواصل والتعارف الشبابي. وبالمناسبة المهرة أقرب محافظة يمنية لمحافظة ظفار أقل من 100 كم، وهذا يساعد على تبادل الزيارات الرياضية والشبابية والثقافية والفنية بين المحافظتين.

وعن كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال من قبل مكتب الشباب والسلطة المحلية، قال رئيس نادي الهلال:

- بالطبع الكل في المهرة، مسؤولون ومواطنون، كانوا كرماء معنا وأوفياء لنا ولم يقصروا في أي شيء وشالونا على كفوف الراحة طوال أيام الزيارة، ووجدنا ترحيبا واستقبالا رائعا جداً وكرما لا يوصف، وهذا شيء ليس بغريب على أهل اليمن، فأهل اليمن هم أهل الكرم والجود، ونحن نفتخر باليمن لأنها مهد الحضارة والتاريخ، وهي أصل العروبة والذي ليس له أصل باليمن ليس له أصل في العروبة، فكلنا منبعنا من اليمن.

لقد قضينا أياماً جميلة خلال زيارتنا المهرة، وكانت الفرحة أعمق ونحن نلتقي بالمسؤولين والقيادات الرياضية بها، نتبادل الأحاديث ومجالات التعاون الأخوية، ويلتقي شباب نادينا الهلال مع أشقائهم شباب أندية المهرة في لقاءات رياضية ثقافية ودية تعارفية، لها دلالات ومعان عظيمة لا شك، وهذه العلاقات والزيارات ومجالات التعاون المتبادلة بين السلطنة واليمن على مختلف الصعد في طريقها للتطور والتوسع، في ظل رعاية القيادة الرشيدة للبلدين ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح وأخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد.

ورداً على سؤال حول إعطاء فكرة للقراء عن نادي الهلال، أجاب الشيخ أحمد بن سعيد الكثيري:

- حقيقةً نادي الهلال أحد خمسة أندية رياضية في محافظة ظفار وهي النصر وظفار والاتحاد ومرباط والهلال، وقد تأسس نادينا عام 1982م، ويعتبر حديث التكوين، ولكن بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة أنشئ لهذا النادي أكبر مقر بالمحافظة بتكلفة تقارب نصف مليون ريال عماني، ويضم المقر ملاعب كرة القدم، والطائرة وبقية الألعاب الرياضية ومقومات البنية التحتية من منشآت وتجمعات رياضية، ويركز النادي على كرة القدم والطائرة والهوكي والشطرنج، ونادينا مشهور بالهوكي أكثر من القدم، ولنا إنجازات وبطولات في لعبة الهوكي على مستوى السلطنة، وقد أتقن الشباب اللعبة تماماً وصاروا أبطالاً لدوري الهوكي بالسلطنة، وينافسون بقوة على كأس صاحب الجلالة، مع أن لعبة الهوكي تعتبر جديدة على محافظة ظفار.

وحول تقييمه لمستوى رياضة المهرة قال:

- من خلال هذه الزيارة وبحسب ما لدي من معلومات سمعتها، رياضة المهرة بدأت تظهر ويتحسن مستواها إلى الأفضل في ظل اهتمامات الحكومة اليمنية بقطاع الشباب، وقد لاحظت أن شباب المهرة لديهم عزيمة ومواهب رياضية متوفرة قابلة للإبداع والتطور بوجود المزيد من الاهتمام والرعاية وتوفر المنشآت الرياضية، وقد أبهرنا المستوى الفني والبدني للاعبي فريق نادي فرتك الكروي، الذي لعبنا معه مباراة ودية يوم 12/6، والحقيقة هناك خامات شبابية ومواهب كروية رائعة في هذا الفريق الريفي، الذي هو من خارج الغيظة العاصمة والقادم من مديرية حصوين، أنا أدعو للاهتمام بهذا الفريق ورعاية لاعبيه المبدعين، وكذلك هناك عناصر شابة موهوبة في الأندية الأخرى في مختلف المجالات تحتاج إلى التشجيع والدعم لتفجير طاقاتها، وبالمناسبة زيارتنا هذه ليست من أجل الفوز أو الخسارة في هذه المباراة أو تلك، الزيارة تعارفية ودية استطلاعية، وقد سعد جميع أعضاء البعثة باللقاءات الرياضية وجلسات التعارف وأمسيات الشعر والفن والرحلات الترفيهية للعديد من المناطق، ومنها منطقة حصوين معقل نادي فرتك.

وعن مستوى الرياضة اليمنية خصوصاً في ظل انضمام اليمن إلى مسابقات كأس الخليج، أوضح رئيس نادي الهلال العماني:

- الرياضة اليمنية عريقة ومستواها جيد، وخليجياً اليمن بادئ مثلما نحن بدأنا في السبعينات، حيث كان منتخبنا يحصل على المركز الأخير، وكنا استراحة الفرق في دورات الخليج، غير أنه بتعاون المسؤولين واهتمام القيادة الرياضية العمانية أصبحنا اليوم ننافس على مراكز متقدمة وعلى البطولة، وكما شاهدتم في كأس الخليج الـ 17 بالدوحة، كدنا نتوج أبطالاً لولا أننا خسرنا من قطر البلد المنظم واحتللنا المركز الثاني، وهذا إنجاز كبير وكنا أفضل منتخب بالدورة.

واليمن بلد 22 مليون نسمة لا شك أنه قادر على إنجاب 22 لاعب كرة جيداً يشرف سمعة البلد.

ولكن هذا يحتاج إلى وقت وصبر وإعداد وتخطيط واهتمام بالقاعدة الشبابية.

وعن مستوى مستقبل علاقات التعاون بين مكتبي الشباب والرياضة في المحافظتين الجارتين المهرة وظفار، تحدث بالقول:

- هذا السؤال كان ينبغي أن يوجه للشيخ عوض بن محمد الصيعري، مدير دائرة الشؤون الرياضية، رئيس البعثة والأخ سعيد العوبثاني، مدير مكتب الشباب بالمهرة، فهما الأقرب للإجابة الشافية، ولكن أقول لك: إن هذه الزيارة للمهرة والالتقاء بين شباب محافظة ظفار ممثلين بنادي الهلال وشباب والمهرة وأنديتها الرياضية، هي أولى الثمار الطيبة لشجرة علاقات التعاون الشبابية بين المحافظتين والبلدين، وخلال هذه الزيارة وكما تابعتم جرى بحث مجالات التعاون وإمكانية الدعم الممكن أن تقدمه حكومة السلطنة للأشقاء في محافظة المهرة في مجال الشباب والرياضة، وتعزيز قدرات الأندية وتكثيف مثل هذه الزيارات المتبادلة، هذه القضايا ناقشها رئيس البعثة ومدير الشؤون الرياضية بمحافظة ظفار الشيخ عوض بن محمد الصيعري مع الإخوة سالم نيمر، نائب محافظ المهرة وسعيد العوبثاني وعدد من المسؤولين في لقاء تشاوري بقيادة المحافظة، ولا شك أن المستقبل واعد بالكثير من التطور والدعم والتنسيق.

وأضاف: عبر «الأيام الرياضي» أنقل شكري وتقديري نيابة عن أعضاء البعثة إلى معالي الأخ عبدالرحمن الأكوع، وزير الشباب والرياضة، والوكيل المساعد بالوزارة والأمين العام، والشكر موصول للأخ سعيد مبخوت العوبثاني، مدير عام مكتب الشباب والرياضة بالمهرة على هذه الدعوة الكريمة بالزيارة، وحسن الاستقبال وكرم الضيافة.

والشكر كذلك للسلطة المحلية بالمهرة والأهالي والشيوخ على ما لاقيناه من ترحيب.

ونأمل أن تكون الزيارة القادمة عندنا ونحن نرحب بالوفد اليمني في أي وقت، فنحن في الانتظار.

وفي سؤال عن رأيه بصحيفة «الأيام» ومستوى متابعتها بالسلطنة، قال رئيس نادي هلال ظفار العماني الشيخ سعيد الكثيري:

- بصراحة أنا من متابعيها باستمرار، صحيح لا تصل إلى عمان، لكني أطالعها يومياً عبر الانترنت وأعتبرها صحيفة حرة ناطقة بلسان المواطن، تلامس هموم الناس وتتبنى قضاياهم..

وهي الأقرب إلى المواطن دون غيرها، وأشكر هيئة تحريرها وكل العاملين، وأشكرك أنت مندوب «الأيام» في المهرة.