العنف المسلح والمخدرات يشعلان المخاوف في جنوب أفغانستان

> قندهار «الأيام» رويترز :

>
العنف المسلح والمخدرات يشعلان المخاوف في جنوب أفغانستان
العنف المسلح والمخدرات يشعلان المخاوف في جنوب أفغانستان
العمليات المسلحة التي يشنها مقاتلو طالبان وانتاج المخدرات المنتشر على نطاق واسع وقطاع الطرق امور يغذي بعضها بعضا مما يجعل جنوب أفغانستان مرجلا للمخاطر بعد مرور ما يقرب من أربعة أعوام على وصول القوات الأمريكية,ولا يتمكن عمال المعونة من الوصول لمناطق كثيرة في جنوب البلاد فيما علقت الأمم المتحدة هذا الشهر إزالة الألغام بعد مقتل خمسة من العاملين التابعين لها على مدى أسبوعين سقط آخرهم في انفجار قنبلة زرعت على طريق.

وتقول الحكومة إن حدة القتال اشتدت في الأسبوع الماضي مع مقتل أكثر من 150 من مقاتلي طالبان.

ويقول سكان إنه يجري تفجير قنابل في البلدات وتنتشر الجرائم إلى جانب المعارك. كما تشيع في البلاد كمائن تنصبها عصابات نهب من المسلحين والتفجيرات على الطرق.

ويتوقع الجميع أن العنف سيزداد سوءا مع الاستعداد للانتخابات البرلمانية التي ستجرى في 18 سبتمبر أيلول.

سأل عبد العليم ويعمل سائق سيارة نقل في مدينة قندهار الرئيسية في جنوب البلاد "أين الأمن." ومضى الرجل الملتحي يقول "هناك عصابات تقطع الطرق والأطفال يخطغون وعمال المعونة مستهدفون."

ومع هذا قال عبد العليم إن العمل جيد لكنه يشكو من نقاط التفتيش العديدة الرسمية وغير الرسمية التي يتعين عليه أن يدفع للمرور عند كل واحد منها.

وقال "إنها تعرقل التجار وتعيقنا."

تقع قندهار منذ فترة طويلة على تقاطع لطرق التجارة التي تربط بين وسط وجنوب آسيا وإيران والشرق الأوسط.

وتتطلع دول المنطقة إلى خط أنابيب سيمتد قريبا عبر الصحاري في جنوب أفغانستان وعبر جبالها الوعرة لتوصيل إمدادات الغاز الطبيعي من تركمانستان إلى الهند وباكستان المتعطشتين للطاقة.

وكان قادة الأمن في الجنوب متفائلين للأوضاع على نحو يثير الدهشة.

ويقولون إنه رغم تزايد العنف في الآونة الأخيرة إلا أن مقاتلي طالبان يخوضون معركتهم الأخيرة وان فلول الميليشيات الإسلامية وقطاع الطرق هم الذين يثيرون الاضطراب.

لكن كثيرا من السكان قانطون ويرون طائفة من الأسباب التي تدعو للعنف من مهربي المخدرات إلى قوات فصائل نزعت أسلحتها إلى مسؤولين رغبتهم في الحفاظ على سلطتهم.

ويقول بعض ممن لديهم خبرة بالمنطقة إن المستفيدين من استمرار عدم الاستقرار لا يقتصرون على المتمردين المناهضين للحكومة فقط.

قال أحد العاملين الغربيين في مجال التنمية يعرف المنطقة بشكل جيد "اعتقد أن عناصر لا تنتمي لطالبان ولا القاعدة متورطة في معظم أعمال العنف. تلك هي الصورة التي توصلت إليها."

الشرطة الافغانية منتشرة في جميع الاماكن
الشرطة الافغانية منتشرة في جميع الاماكن
وتابع قائلا "هناك عناصر لا تنتمي لطالبان لا يجبون الأمريكيين ويلعبون دورا في العنف. وإلى جانب ذلك هناك مهربو المخدرات المتورطين أيضا."

وتقود الولايات المتحدة قوة دولية تضم أكثر من 18 ألف فرد تخوض حربا ضد المسلحين في جنوب وشرق البلاد أساسا. وتوجد واحدة من قاعدتين عسكريتين أمريكيتين رئيسيتين في قندهار.

وتشير بيانات أمريكية وحكومية أفغانية إلى أن أكثر من 250 متمردا قتلوا في الأشهر الثلاثة الأخيرة. كما قتل في الاشتباكات أيضا عشرات من رجال القوات الحكومية و13 جنديا أمريكيا.

كما لقي عشرات المدنيين من بينهم عمال معونة حتفهم في كمائن وتفجيرات. وقتل مهاجم انتحاري أكثر من 20 شخصا عندما فجر نفسه في مسجد في قندهار في الأول من الشهر الجاري كما أصيب عدد من الجنود الأمريكيين في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة في يوم 13 من الشهر نفسه.

وتلقى مسؤولية معظم الهجمات على طالبان التي أطاحت بها قوات تقودها الولايات المتحدة في أواخر عام 2001.

وقال عامل المعونة الغربي "الوضع صعب ومعقد. طالبان هي الاسم الذي يظهر عندما يقع اضطراب."

وسواء كان الطالبان مسؤولين عن كل أعمال العنف أم لا ينظر إليهم ولحلفائهم من القاعدة باعتبارهم مستفيدين من الفوضى.

ويقول مسؤولو الأمن إن مهربي المخدرات يمدون طالبان بالأموال أملا في أنه كلما تزايدت الاضطرابات التي يحدثها المتمردون كلما ازدادت السلطات انصرافا عن جهودهم لمحاربة المخدرات.

وفي الوقت نفسه كلما زادت الفوضى زادت الفرص التي يسعى طالبان لاستغلالها.

قال صحفي أفغاني في الجنوب يغطي أحداث الاضطرابات "انعدام الأمن يساعد العمل المسلح لطالبان حيث يمكنهم العمل بحرية في هذا الوضع المضطرب."

وسأل رجل أعمال من قندهار "لماذا يخاطر قائد بحياته ويثير العداوة بمحاربة شخص ما قد ينضم للحكومة في اليوم التالي في إطار العفو."

ومضى يقول "العفو يزيد الأمور تعقيدا."

وقال أحمد والي كرزاي شقيق الرئيس حامد كرزاي ومبعوثه السياسي للجنوب إن قوات الأمن تشكو بشدة من نقص الأموال التي تحتاجها بشدة لاداء وظيفتها.

وأضاف أن الأمن صعب في بعض المناطق النائية وما لم يحصل الجيش والشرطة على الدعم الذي يحتاجانه فإن الاضطرابات ستسود البلدات والمدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى