رسالة مفتوحة إلى الأستاذ عبدالله سلام الحكيمي

> «الأيام» عبدالوهاب نعمان

> إلى الأخ العزيز / الأستاذ عبدالله سلام الحكيمي المحترم بعد التحية،،،حاولت مهاتفتكم ولكن يبدو أن الرقم الذي وافاني به الأخ الأستاذ سلطان العتواني لم يكن صحيحاً فكان الرد عبر «الأيام» بنفس المضمون.لقد طالعت صحيفة «الأيام» العدد (4514) وكل ما حز في نفسي أنكم كشخص أعرف عنه وحدويته ووطنيته قد ضعفت إرادته أمام أفكار رواد الانفصال وبدا يردد مطالبهم القديمة التي نفذوها عام 1994م ولم تتحقق تلك المطالب عسكرياً فانهزموا.

السؤال يا سيدي هو لماذا تتبنون مواقف تتناقض تماماً مع قناعاتكم ومع ما تبنيتموه في تاريخكم السياسي الناصري المعروف وهي وحدة الوطن والشعب اليمني بل ووحدة العرب جميعاً!!

لا أتصور أن خلافاً بينكم وبين الرئيس أو تجاهلا من الرئيس لكم وكما هي عادة البعض بعدم تمكينكم من عمل كبير أو تقليدكم منصباً كبيراً قد أدى بكم إلى الانزلاق في الإدلاء بآراء عن الوحدة كتلك الآراء التي أبديتموها لموقع إيلاف ومست بوحدة اليمن ووحدة الشعب اليمني وبدأنا معها نحس بأن الدعوات إلى خيانة الوطن ووحدة الأمة صارت بنظركم من الحريات الأساسية التي يجب حمايتها وصونها بقولكم بأنكم «مع حق كل فرد أو جماعة في أن تتخذ ما تشاء من آراء وأفكار ومواقف ... ومن حقهم الانفصال» وفي الوقت الذي تقدمت فيه في حوارك مع إيلاف بمشروع يعطي لأي إقليم من أقاليمك الأربعة حق الانفصال بعد مقدمة قلت فيها لإيلاف إن هذا المشروع «هو مشروع لإنقاذ وطنك قبل فوات الأوان»!!.. فهل إنقاذ اليمن يا عزيزي يتم بفدرلة تعطي لأي إقليم حق الانفصال .. وهل سكان هذه الأقاليم هم من أعراق متعددة ولهم لغاتهم القومية ودياناتهم المختلفة؟

أعرف شجاعتك الأدبية ولكن هل أصبحت يا صديقي عبدالله تفكر بتلك الطريقة المرتبكة وتنظر إلى موضوع وحدة البلاد وكأنها حق لك وحدك تضع لها مشاريع للإجهاز عليها متى ما هاتفك حيدر العطاس وأحمد الحسني أو غيرهما.

اتركهم فطريقك وعقلك ووطنيتك غير طرقهم وغير عقلياتهم وغير وطنيتهم، هم يبحثون عن مناصب وعن مكانة وعن سلطة واقتسام نفوذ فلا تحشر نفسك في زواياهم فأنت قد نلت تربية حسية وربيت تربية قومية .. فعودتك إلى صنعاء لأشرف لك ولكل الناس المحبين لك من البقاء بينهم فهم سيعودون سيعودون إلى صنعاء وعلى استعداد لأن يتخلوا عنك في أقرب الأسواق السياسية ولن يتحالفوا معك بعد استغلالهم لحاجتك فقضيتهم السلطة والسطوة والنفوذ وتوابعها، بينما أنت تدعي بأنك تسعى إلى تحقيق الديمقراطية وهو مطلب لا علاقة له بالوحدة .. إني لا أصدق ولن أصدق، رغم معرفتي بعنادك، بأنك بدأت تنزلق لأن تبدأ في الوقوع في شرك خيانة لماضيك واليمن، فالخيانة تبدأ أفكاراً وتنتهي مشاريع وتسيّل دماء وسينتصر الوحدويون تحت أي لواء يتمسك بقدسية الوحدة كما حدث في صيف 1994م وكنا كلنا يمنيين .. وما جرى وما يجري من إسالة لدماء أبناء العراق بدأ بنفس الأفكار وبنفس المشاريع ومن خارج العراق لم ينته بعد .. أدعوك أن تتفهم تماماً بأن كل عاقل يفضل أن تبقى الوحدة تحت أي قائد في ظل أي عهد من أن تتفدرل اليمن توطئة لأن يطلب أحد الأقاليم من محكمة فيدرالية الانفصال بقرار من ثلاثة أرباع أعضاء البرلمان المحلي في ذاك الإقليم. فهذا الحق الذي منحته أنت لإقليم واحد بدون موافقة الشعب اليمني لم يمنحه بريمر لأكراد العراق بل هناك حبكة تشريعية تجهلها وأجهلها ويجهلها الكل وعلينا الابتعاد عن العبث بصياغات تشريعية ويجب أن تكون لك ولكل معارض ثوابت ومقدسات لا يسمح لك ولا لأحد غيرك أن يمسها أو ينفرد بالمجادلة بشأنها كما فعلت أنت بالاعتداء على تلك القدسية ومناقشة أهم الثوابت بتلك السذاجة بل قل الحماقة، وأولى تلك المقدسات اليمن ووحدتها، فبدون مقدسات وثوابت وطنية يفقد المعارض مصداقية معارضته وأفعاله وهمومه إن وجدت. هنا عليك أن لا تكرر ما وقع فيه قبلك من دعاة الانفصال علماً أنك لا تملك شيئاً من إمكاينات بالنسبة لما كان عليه الداعي للانفصال عام 1994م وأنت لا تمثل إقليماً ولا محافظة ولا قرية.. إنك وقعت في مأزق المثقف العربي فإما «خبز للجميع أو الطوفان» وسنظل جميعاً في مأزق طالما استمر وجود مثل ذلك المثقف الذي لا يحقق وحدة بل يسعى لانفصال وكراهية للوطن والتاريخ وهو ما حدث في صيف 1994م فعلينا أن نراجع قيمنا وتراثنا الثقافي والديني والوطني والقومي بهدوء وأن تتذكر المناضلين الكبار من أبناء قريتك على الأقل.

عموماً لن تتفدرل اليمن فقلوبنا معها.. ومصير تلك الأفكار الفيدرالية الزوال.. ولقد انتهت أفكار 1991-1994م فالوحدة لا علاقة لها بأوضاع سياسية تعارضها فالمعارضة شيء والخيانة للوحدة وللماضي الوحدوي شيء آخر.

وحتى لو تفدرلت اليمن «لا قدر الله» فسيتقاتل صاحب الزمرة مع صاحب الطغمة وسيقاتل الشرفاء من أجل الوحدة من نافذة إلى نافذة ومن بيت إلى بيت إلا إذا كنت تستبعد وأنت سيد العارفين .. راجع حساباتك بدقة فلا تركن على مثل هؤلاء الذين شاركوا في أحداث جسيمة لاهثين وراء السطوة والنفوذ ومنه إلى المال كغيرهم من بني البشر «فعد يا أستاذ إلى وطنك غير المفدرل فعز الخيل صبولها ولو قلت الفدرلة فأنت (وحسب أقاليمك الأربعة المقتبسة عن مشروع المخاليف الستة لسالم صالح محمد حفظه الله ) من إقليم شارك في النضال من أجل الثورة والجمهورية والدفاع عنهما وشارك رجاله في تحرير الجنوب ونظّروا لوحدته مع الشمال وقاتل أهل ردفان والصبيحة واستشهدوا في حرب السبعين يوماً من أجل فك الحصار عن صنعاء، وسيقاتل إقليمك من أجل الوحدة التي لم نعد عليها خائفين وستبقى أقاليمك الأربعة في ملفات موقع إيلاف فقط فاتركها هناك وعد إلينا ولن يمسك سوء كما هي العادة وستعود إلى صنعاء كما عاد صاحب المخاليف الستة».

تحياتي واحترامي ،،،

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى