محمد محمود السلامي.. عميد المخرجين متى نهب لنجدته؟

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> «إخراج محمد محمود سلامي».. آخر كلمات الأغنية التي انشدها الكورال في المقدمة الموسيقية لبرنامجه مسابقة «رسوم على الهواء» كتب كلماتها الإعلامي والمذيع الراحل عبدالرحمن بلجون ولحنها الموسيقار الراحل أحمد قاسم.

من هنا عرفته، كما عرفه كل مستعمي اذاعة عدن في نهاية الستينات مخرجا للبرنامج الجماهيري مسابقة «رسوم على الهواء»، وذلك عقب عودته من قاهرة المعز بعد ان حصل على دبلوم في الإخراج التلفزيوني من التلفزيون المصري.

جاء شابا وفنانا طموحا يحمل آمالا وافكارا أراد بها أن يضع ويحقق رؤية جديدة في مفهوم الإخراج التلفزيوني تواصلا مع من سبقه ممن كان لهم الفضل الأول في إطلالة الشاشة الصغيرة في بيوتنا بخبراتهم المتواضعة ومجهوداتهم الإعجازية، فكان بالفعل خير أمين في حمل راية الإبداع بعدهم، وقد فعل فأجاد وأبدع، عند عودته من مصر ورغم تخصصه في الإخراج التلفزيوني .. كان للبرنامج المصري الإذاعي الشهير «كاريكاتور على الهواء»، الذي استهواه أثناء دراسته قد اوجد عنده حالة من التحدي الذاتي في إيجاد برنامج لإذاعة عدن تحاكي فكرته البرنامج الاذاعي المصري ولكن بمضامين اخرى .. فكان ذلك هو الامتحان الحقيقي له في أن يخرج مسابقة إذاعية طوال شهر رمضان وعلى الهواء مباشرة ينقل الى المستمع وعبر الأثير أرقاما تتحول الى متعة سياحية في أقطار العالم العربي برسوماتها، فحقق نجاحا فاق كل التصورات.

فكانت بدايته في الاذاعة موفقة بغير حدود، أما في التلفزيون فلا غرابة انه منذ اخراجه لاول برنامج له قد طبعه ببصمته التي تميزت بإنقلاب نحو ابداع حقيقي لم نكن قد ألفناه في اسلوب الاخراج التلفزيوني رغم التقنيات المتواضعة جدا التي كانت متوفرة آنذاك، فأخرج برامج المنوعات والدراما والبرامج الاجتماعية وللأطفال، فكان بحق مدرسة استمرت عقود من سنين عمره، لم ولن ينكرها عليه احد وهو رائدها، ويكفيه عزاء ان يجد المرء ان مكتبة التلفزيون يغلب عليها في محتوياتها ومقتنياتها أعماله الابداعية التي لا تنسى .. وهي كثيرة لا تحصى، فكان بحق رائد المبدعين وعميد المخرجين بشهادة أهل التلفزيون وبحجم الشهادات التقديرية التي نالها من الداخل والخارج وهي كثيرة.

اليوم..وقبل أن يمر على إحالته للمعاش اقل من شهر واحد يتعرض مبدعنا السلامي لذبحة صدرية حادة وهي الثانية كما قدرها الطبيب الاختصاصي بمستشفى الجمهورية التعليمي ألزمته العناية الطبية المركزة العاجلة لإنقاذ حياته .. وكانت عناية الله جلت قدرته خير منقذ فتجاوز المحنة، ولكن تحذيرات الاستاذ الدكتور خالد قاسم وهو الطبيب المعالج من أن التهاون في عدم متابعة العلاج له تبعات اخطر وأشد على صحة السلامي وهو الذي لا يملك غير مرتبه المعاشي الذي بالكاد يكفي لإعالة أسرته.

نداء اوجهه للأخ والأب والراعي لعدن وابناء عدن د. يحيى محمد الشعيبي، وللأخ وزير الإعلام وللأخ رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون والاستاذ يسلم مطر رئيس قناة تلفزيون عدن، بأن اسباب إنقاذ حياة المبدع السلامي هي بين ايديهم وبالدرجة الاولى وزارة الاعلام ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون وقيادة تلفزيون عدن، للوفاء نحوه، ولكن إن عجزت هذه الاطراف والعياذ بالله من ان نسمع بعجزها، فان محافظ عدن وراعيها عليه تعقد الآمال .. والوقت كالسيف، ويستمر دعاؤنا له بالشفاء وطول العمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى