مع الأيــام...حتى لا يكون الظلم أشد وطأة على التربويين

> عبدالجبار سلام سعيد:

>
عبدالجبار سلام سعيد
عبدالجبار سلام سعيد
كنا ومازلنا نسعى ونطالب الحكومة بالتروي في مسألة تطبيق الهيكلية الجديدة (استراتيجية الأجور والمرتبات)، التي كان مقرراً لها أن تبدأ في يوليو القادم، لأنها سوف تقضي على مستقبل وأمل الكثير ممن قدموا للوطن والأجيال خدمات جعلت منهم رجالاً أكفاء يشهد لهم اليوم بما وصلوا إليه من مكانة وسلطة.

التأجيل لهذه الاستراتيجية مطلوب فوراً، لأنه قد تأكد لنا أن آلافاً من التربويين، على مستوى عدن فقط سيحالون إلى المعاش برواتب ضئيلة وسوف يحرمون من استحقاقات الهيكلية، وهكذا على مستوى محافظات الوطن سيحرم عشرات الآلاف، والسبب نابع من مواقف لا تراعي هؤلاء التربويين وخدماتهم التي جعلت البلد تعترف لهم بالريادة وحسن أداء الواجب، وتقدير العطاء هنا يكون في مقدمة المطالب التي نسعى إليها ومعنا كل الطيبين الذين يودون للمعلم والمربي أن يصل إلى أكمل درجات التقدير والاحترام والمعيشة الطيبة النظيفة.

ونحن كإطار نقابي له بصماته في حقل التربية والتعليم، وبمسعانا الآن لتوحيد الكيانات في كيان نقابي واحد، إنما نهدف إلى القوة والمنعة في تمثيل حق هذا المعلم والمربي المسلوبين، في حين نرى آخرين يعيشون رغد العيش بأربعة أو خمسة أضعاف راتب المربي، والسبب عدم تقدير الجهات الرسمية للمعلم والمربي ورسالتهما الوطنية النبيلة التي بها يصان الوطن ويعمر ويشمخ أبداً، وهذا جوهر ما نسعى إليه اليوم لتصحيح مسار هذه الاستراتيجية، التي تضر بآلاف ومئات الآلاف الذين سيرمون إلى التقاعد رمياً وسيلحق بصندوق الخدمة من لا يرغب فيه، وكأن هذه الاستراتيجية إنما أتت بقصد الالتفاف على حقوق هؤلاء الرسل الكرام، الذين نحني جباهنا لهم احتراماً وتقديراً لدورهم الوطني الكبير.

إن نظرة إلى بعض بنود الاستراتيجية هذه تكفي للتوضيح بأن الأمور فيها (حرافة) وطمس للحقوق، فمثلاً: هناك فقرات واضحة تقول: «كل من تم رفع أسمائهم بقوائم إلى هيئة المعاشات أو تم ترشيحهم إلى مرافقهم لكي يحالوا للمعاش ومن لم يمارس وظائف فعلية، ومن هم في البيت ومن لم يشملهم التوصيف الهيكلي الوظيفي .. وغيرهم كل هؤلاء لن ينظر إليهم حال تطبيق الاستراتيجية»، أي أنه حتى لو تم اتخاذ قرار بتأجيل تقاعد هؤلاء المرشحين هذا الشهر أو الذي يليه، فإن النية مبيتة من الآن لعدم إعطائهم حقوقهم أو اعتبار بقائهم وعدم بقائهم سواء. أليس هذا ضحكاً على كفاءات وطنية خدمت البلد، ثم ما ذنبهم لكي يحرموا من حقوق مكتسبة، ولماذا تم التعجيل بهذه الكشوفات قبل تطبيق الهيكلية، أليس ذلك نكراناً وجحوداً لهذه الكوادر الوطنية الغالية؟ نحن فقط ننبه إلى أن تجاوز مثل هذه الأمور واعتبار الاستراتيجية هذه في حالة مراجعة وإحقاق الحق لأصحابه ومنهم تربويو عدن، سيكون له بالغ الأثر وسيعطي الحكومة دفعة ومصداقية في مكافأة قيادتها التي لا غنى عنها أبداً .

لذلك ومن منطق وطني حريص، ومن على منبر «الأىام» الشامخ، وباسم السكرتارية العامة لنقابة المهن التعليمية، وباسم التربويين والوطنيين كافة في الوطن اليمني الحبيب، ندعو إلى تجميد العمل بالاستراتيجية الوطنية للمرتبات إلى فترة معينة، وإعطاء فرصة للحكومة لمراجعة بنودها وما سيترتب عليها إيجاباً وسلباً .. حتى لا يكون التجني مبيتاً، والظلم من ذوي القربى هو الأشد والأنكى !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى