> عدن «الأيام» خاص:

الأهالي يحتشدون عند الجولة الواقعة أمام وحدة الرياض السكنية
وأبلغ «الأيام» عدد من المواطنين في ساعة متأخرة من مساء أمس، عن قيام قوة أمنية بإطلاق النار من رشاشات (الدوشكا) واطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وفتح الطريق بعد أن نصب المواطنون البراميل ووضعوا الحجارة في محاولة لقطعه.
وكانت تظاهرة سلمية قد قامت منذ الصباح واستمرت حتى ساعة متأخرة من الليل للغرض نفسه. وشهدت التظاهرة السلمية لأهالي المعلا، الذين أعلنوا سخطهم ورفضهم لتردي الخدمات وفي مقدمتها المياه، قطع الشارع العام المعروف بالخط الدائري، فحضرت قوة أمنية معززة بأطقم عسكرية وسيارات للنجدة وعربات اطفاء وقامت بتفريق المتظاهرين.

المتظاهرون محتشدون في الجولة المقابلة لوحدة الرياض السكنية
خرجت صباح أمس جموع من المواطنين الساكنين في أحياء ردفان والطبقة العاملة وجبل القوارير وكاسترو بمديرية المعلا محافظة عدن في تظاهرة سلمية احتجاجا على الانقطاع المتواصل للمياه وعلى مدى أيام متعاقبة، حيث قاموا بقطع الطريق الدائري الواصل ما بين مديريات صيرة والمعلا والتواهي.
«الأيام» التقت المواطنين ورصدت معاناتهم، وكانت منهم المواطنة أم مراد ماهر، من حي ردفان، التي قالت: «لا يصل الماء إلى منزلي ونعاني الكثير من أجل الماء، وما يثير غضبي هو ارتفاع فاتورة الماء حيث تصل لـ 3000 ريال، فمن أين جاءت هذه الـ 3000 والماء أساسا لا يصلنا إلا لساعة أو ساعتين عند الفجر ويعود لينقطع.. اقول للمسئولين اتقوا الله وارحمونا».
أما الوالدة أم محمد عيدروس، من سكان الحي نفسه فتقول: «نحن لا نطلب غير توفير الماء للمواطن فهل هذا مطلب غير مشروع؟ والغريب الفاتورة قد جاءت هذا الشهر 3300 ريال رغم أن حنفية الماء تضخ هواء بدل الماء وأصبحنا على يقين ان الفواتير التي تصلنا غير صحيحة والا من أين يأتون بهذه المبالغ والماء أصلا غير موجود، واحكموا بأنفسكم هذا هو اليوم الثالث على التوالي لم يصل الماء إلى منطقتنا». وأضافت: «حياتنا أصبحت عبارة عن أزمة معيشية نتيجة تردي الخدمات، وأنادي عبر صحيفتكم المسئولين وأقول لهم اعتقونا».

الطريق الدائري مقطوعا في ساعة متأخرة من الليل
نادتني احدى النساء قائلة: «أنا أم محمد مبروك وأقول للمسئولين ألا يكفيهم ما نعانيه من فقر في المعيشة بسبب الفساد وعدم توفر الوظائف لابنائنا فراحوا يزيدون همنا على هم بقطع الماء علينا.. أكيد هذه حرب تشن على المواطن والا ماذا نسمي ان يقتلونا؟».
وبدوره الشاب أحمد عبدالله علي، بادرنا بقوله: «المشاريع التي يعكف عليها المسئولون بالمحافظة هي اما سفلتة رديئة للطرقات أو غرس شجر أو نافورات بينما الخدمات الاساسية متردية، وها نحن محرومون من الماء منذ أيام وليست ساعات، فما فائدة تزيين الشوارع والمواطن يعيش هذه المعاناة.. دبة ماء الكوثر وصلت لـ 50 ريالا وعند عودتنا من العمل لا نجد ماء وكما تعلمون نحن في فصل الصيف والتجار استغلونا، الى جانب أصحاب المحلات، وأنتم يا مسئولين ما رحمتونا.. ارحمونا يامسئولين يرحمكم الله».

الطريق الدائري ظل مقطوعا حتى ساعات الليل
والمواطن عيدروس محمد يقول: «ينبغي أن يعلم الآخرون أن البشر أهم من الشجر فنحن نجد الاهتمام بالاشجار أكثر من الاهتمام بالبشر، وهذه التظاهرة هي تعبير عن معاناتنا التي أصبح السكوت عليها مستحيلا، فنحن نعيش معاناة يومية بسبب انقطاع الماء والخوف كل الخوف أن يسيس هذا الأمر وتضرب التظاهرة البسيطة بقوى الأمن التي انتشرت في المكان.
نحن نناشد الجهات المختصة بأن تعالج هذا الأمر بسرعة والعجيب أن الناس قاموا بتظاهرة قبل فترة وبعد نصف ساعة تم فتح الماء وهذا دليل انه ليست هناك أزمة ماء ونتمى أن الناس تتفهم وضعنا خاصة ونحن في الصيف».
فؤاد ابراهيم عبده يقول: «الماء لا يصل إلينا لكن في أعياد الثورة والمناسبات الوطنية تجد الماء وفي عيد الفطر والاضحى لا تجده، أصبحنا نحن والجيران في مشاكل دائمة بسبب الماء منهم من يعمل مضخات أمام منزله ويسبب مشاكل والمتسبب هم المسئولين ووقت الانتخابات يتم فتح الماء ولا ينقطع ونحن نريد ماء ولا نريد وعودا كاذبة فارحمونا يكفينا جوع وفقر».

الأطفال يحملون العبوات البلاستيكية لجلب الماء من المساجد
وفي وقت لاحق قامت قوة من الأمن معززة بالأطقم العسكرية بمحاولة فتح الطريق الدائري وتفريق المتظاهرين بالقوة، إلا أن أهالي المعلا أصروا على الاستمرار في مظاهرتهم تعبيرا عن سخطهم ورفضهم لهذا التدهور الخدمي والمعيشي، حيث ظلوا حتى ساعات الليل المتأخرة بنسائهم وأطفالهم ورجالهم وحتى كبار السن منهم خارج منازلهم.