12 بئر ماء تتوقف عن الضخ بسبب الحفر العشوائى للآبار

> «الأيام» محمد فضل مرشد:

> في خضم أزمة المياه العامة التي تشهدها مناطق في عدن التقت «الأيام» الأخ م. حسن سعيد قاسم، نائب مدير المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن، لاستيضاح جوانب القصور والمعالجات المتعلقة بهذه الأزمة، لا سيما اثر ما شهدته مناطق في مديرية المعلا بمحافظة عدن أمس الأول.

مهندس حسن سعيد قاسم، نائب مدير المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن، ما تقديركم لما حصل يوم أمس الأول؟

- الجميع يعرف أزمة المياه التي تعيشها اليمن بشكل عام وعدن على وجه الخصوص، وما حدث بالأمس في مدينة المعلا نعتبره شيئا مؤسفا كنا نتمنى الا يحصل فنحن نتواصل بشكل مستمر مع الأخوة المسئولين والمواطنين في هذه المناطق لمعالجة أية مشكلة في حينها، وقد اعطينا اهتماما خاصا لمديرية المعلا منذ بداية فصل الصيف الذي شهد أزمة خانقة واستطعنا تخفيف جزء كبير منها، وحقيقة نشعر اننا قدمنا حلولا وجهودا لا بأس بها ومشهود من قبل الجميع تحسن الوضعية في مديرية المعلا بشكل عام خاصة في الشوارع الخلفية من مديرية المعلا ومنطقة حافون، وبالذات حل الأزمة التي كانت تؤرقنا كثيرا في منطقتي الشيخ اسحاق والقلوعة.

هلا أطلعتمونا على هذه الحلول؟

- طبعا الحلول هذه ليست بالمستوى الذي يرضينا ويرضي طموحنا في تقديم خدمات جيدة للمواطنين، ولكننا نشعر بتحسن هذه الخدمات عن الاعوام السابقة، وفي اطار هذه المعالجات بدأنا في وضع تصورات وخطط لمعالجة أزمة المياه في مناطق المرتفعات بمديرية المعلا ممثله بأحياء جبل القوارير وكاسترو والعمال وردفان وغيرها.. حقيقة نشعر ان المشكلة الاساسية لهذه المنطقة تكمن في ان هذه كانت في السابق عبارة عن عدد محدود من المنازل والاحياء وكانت الخدمات تصل اليها بشكل ممتاز وطبيعي ونحن ابناء المنطقة نعرف ذلك وعلى المام بطبيعة التكونات السكانية في هذه المرتفعات لكن ماحدث في السنوات الاخيرة أن هذه المناطق توسعت سكانيا بشكل كبير جدا لم يراع أبسط قواعد التخطيط والنظام حتى لم يلتزم بالعشوائية كعشوائية فيها شيء من العقل.

ما هي المشكلة الاساسية لمواطني هذه المناطق؟

- مشكلة المواطنين في هذه المناطق المرتفعة انهم تجاوزوا كل ما يتيح تخطيط وتنظيم اوضاعهم ولو بأبسط القواعد حيث إنهم لم يدعوا مجالا لشق شوارع وأقاموا مساكنهم العشوائية فوق خطوط المياه، ايضا التسارع غير الطبيعي في هذه المناطق لم يدع لنا مجالا لتطوير خدماتنا.

على سبيل المثال؟

- على سبيل المثال مؤسسة المياه قامت قبل أربع سنوات بمد خطوط مياه جديدة في منطقة جبل القوارير بمديرية المعلا والمواطنون يشهدون بذلك، وقمنا بتنفيذ هذا العمل بنوعية حديثة من الانابيب مصنوعة من مادة البولوايثلين التي لم تستخدم الا في هذه المنطقة لضمان خدمة مياه جيدة، وفعلا حققنا انجازا كبيرا بعد ان ألغينا الخطوط التي اقيمت عليها منازل وأقمنا عوضا عنها شبكة جديدة غطت هذه المنطقة ولكن صدمنا بعد عام واحد فقط بأن المنطقة توسعت بشكل خيالي وبدأت بالتمدد السكاني صوب أعلى الجبل وكلما قمنا بتوسعة الشبكة لمجاراة هذا التوسع سبقنا المواطنون بتوسيع نطاق الأبنية العشوائية بأشواط كبيرة مما أدى الى تفاقم الأزمة جراء هذه العشوائية.

ايضا في منطقة حي كاسترو بمديرية المعلا قمنا بإقامة خط اضافي لتلبية احتياجات المواطنين من المياه لكن مشكلة التوسع العشوائي ايضا تقف لأعمالنا وجهودنا التطويرية بالمرصاد، فبعد ستة أشهر من اقامة الخط الاضافي فوجئنا بتوسع عشوائي ذهب بجهودنا ادراج الرياح، ونجد ان المواطن اصبح يسهم في خلق هذه الأزمة الى حد كبير، بل وكلما بحثنا عن مواقع لاقامة مشروعات تطويرية لتمديدات المياه لا نجدها بسبب التوسع الرهيب في البناء العشوائي.

تحدث مواطنون عن فواتير مياه تصلهم بمبالغ تفوق استهلاكهم.. هلا أوضحتم لنا هذه المسألة؟

- هذه النقطة التي أثيرت من قبل مواطنين، واعتقد أنها أثيرت برد فعل انفعالي، ونحن في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن نقدر ذلك، ونحن نتحمل فوق طاقتنا حبا في هذا المواطن، ولشعورنا بأن نعمة المياه أمر أساسي للحياة لذا يتوجب الحفاظ عليها من قبل الجميع وعدم اهدار المياه.

اما بالنسبة لما ورد حول هذه المسألة فقد قمنا بعمل احصائية للمناطق التي وردت منها الشكوى وبإمكانكم الاطلاع عليها وتبين ان من كانت فاتورته فوق ثلاثة ألف ريال هم 1% وممن يمتلكون مضخات شفط، وما بين ألفين وألف ريال 3% وما بين ألف ريال وخمسمائة ريال 10% والبقية ممن تأتي فواتيرهم بأقل من خمسمائة ريال يشكلون الأغلبية بنسبة 86%، ولكن هذه ردة فعل ونحن نقدرها لآبائنا وأمهاتنا واخواننا وأبنائنا الصغار ايضا فنحن وجدنا في هذه المسئولية ويجب ان نتحملها، ونؤكد اننا لسنا فقط المسئولين عن هذه الأزمة بل هي أزمة عامة يجب ان يسهم الجميع في حلها وبدورنا نبذل أقصى جهودنا في تنفيذ مشاريع تطويرية لحلها ومعالجتها.

تحدثتم عن مشكلة مضخات الشفط، هلا أوضحتم هذه المشكلة؟

- اضافة الى تفاقم أزمة شحة المياه وهي النقطة الاساسية التي نعاني منها، هنالك مشاكل مسببة لتفاقم هذه الأزمة بمرتفعات مديرية المعلا وابرزها استخدام عدد كبير من المواطنين لمضخات شفط المياه، الذي نجد فيه نوعا من الانانية لدى البعض، حيث يتسبب هذا الأمر في حرمان الأغلبية من المياه، ايضا يؤدي الى تأخر أو عدم وصول الماء الى من لا يستخدمون المضخات أو من يقطنون في المناطق الأعلى من هذه المرتفعات.

لماذا لا يتم منع استخدام المضخات خاصة وانها تتسبب في حرمان الاغلبية من المياه؟

- هذه المسألة حساسة جدا، واذا كان يصعب علينا لوحدنا معالجتها فإننا من منطلق كوننا الجهة المختصة في الدرجة الأولى نطالب المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية ليس على مستوى المناطق التي تشهد أزمة مياه وحسب بل على صعيد مختلف مديريات محافظة عدن باتخاذ قرارات ملزمة بمنع استخدام مضخات الشفط، التي أدت الى تفاقم أزمة المياه وحرمان شريحة واسعة من المياه.

هل أخذتم بالاعتبار قبل ادخال خدمة المياه الى المساكن العشوائية في المناطق المرتفعة تبعات صعوبة ايصال المياه اليها؟

- نعم.. فمؤسسة المياه تتبع مع سكان المناطق العشوائية المرتفعة نظام أخذ تعهد رسمي من قبل الساكن في منطقة عشوائية مرتفعة عند ادخال خدمة المياه اليه بأنه في حالة لم تصل المياه الى منزله الواقع في منطقة مرتفعة يصعب وصول المياه اليها يتعهد بأن لا يقوم بأي مضايقة للمؤسسة بتوصيل المياه لمسكنه، وهذا النظام لم تبتدعه المؤسسة بل هو نظام متعارف عليه ومطبق منذ عهد الاستعمار البريطاني، الذي كان يأخذ هذه التعهدات من قبل سكان الضواحي، وهذا الاجراء نتخذه لعلمنا بأن هذه المناطق عشوائية وغير مخططة ويصعب فيها ايجاد شبكة منظمة متساوية الضغوط، وكان يفترض بنا رفض اية توصيلات ولكن تقديرا منا للمواطنين وظروفهم الصعبة وعدم وجود مخططات للشباب قدرنا هذه الوضعية وقمنا بإيصال المياه اليهم، اضافة الى المحافظة على مدخول المؤسسة فإذا رفضنا ادخال عدادات المياه سيحدث سرقة المياه.

ونود أن نقول للمواطن إن ادخال عدادات المياه الى المساكن العشوائية كان يجب ان نرفضه، لكن ضميرنا حال دون أن نكون بهذا الاجراء عبئا اضافيا على المواطن، الذي أجبرته الظروف على السكن في هذه الجبال والمرتفعات، لذا قمنا بالتعاون معهم في ادخال العدادات وتقسيط الفواتير وما الى ذلك، وكل ذلك عمل انساني من قبلنا يصب في مصلحة المواطن الذي تطحنه ظروف مختلفة في الحياة، ولكن لمعرفتنا بوضعنا المائي من جانب والوضع العشوائي لهذه الاحياء من جانب آخر قمنا بأخذ التعهدات والالتزامات من هؤلاء المواطنين بأن المؤسسة غير مسئولة حال عدم وصول المياه الى مساكنهم المرتفعة والعشوائية، ولكن لم نبرز ذلك منذ سنوات ولكن اذا استغلت هذه القضية بهذا الشكل الذي لم نكن نتمناه نبرزها اليوم لايضاح الحقيقة امام الناس وبأن هذا الوضع الذي كنا نتوقعه، وقد كانت هنالك اساليب اخرى للتواصل معنا وايصال معاناتهم بغير ما حدث.

ومع ذلك يبقى الموضوع انسانيا أليس كذلك؟

- بالتأكيد وحقيقة نحن نقدر معاناة المواطنين ونحن لسنا مقتنعين بمستوى خدمة المياه التي تصل اليهم، لكننا نعمل على ايصال المياه اليهم في فترات متفاوتة، ونحن نؤكد أن المياه لم تكن مقطوعة عن مرتفات المعلا أكثر من يوم واحد، نحن نؤكد بأن المياه وصلت يوم الجمعة الماضي ولكن لم تصل بالشكل الطبيعي وعوضا عن ذلك قمنا يوم السبت بضخ المياه بشكل متكامل وكنا مقتنعين بأن المياه وصلت الى اغلبية الاحياء، يوم الأحد هو اليوم الوحيد الذي نقر ونعترف بأن المياه لم تصل لهم كون هذا اليوم من نصيب منطقتي الشيخ اسحاق والقلوعة، ويوم الاثنين الذي شهد المشكلة كان من نصيب هذه المنطقة والمواطنون على علم بذلك ودراية بالمواعيد التي تصلهم فيها المياه وكيفية التوزيع العادل بين المواطنين، لذا كانت مطالبتهم ظهر ذلك اليوم مجحفة وغير شرعية ونعتقد أن وراءها أشياء أخرى لا نريد الخوض فيها والابتعاد عن مجالنا، فإذا قمنا بضخ المياه ظهرا الى المرتفعات سيتم استهلاك كافة المياه المعتمدة لمديرية المعلا نتيجة لارتفاع مناطقهم العشوائية التي شارفت على بلوغ قمة جبل شمسان، لذا نعمل على التوزيع العادل للمياه بين مختلف المناطق ونضخ المياه الى المرتفعات ابتداء من السابعة مساء وبما يمكنهم من الحصول على كامل احتياجاتهم من المياه.

نبهتم كثيرا الى خطر الحفر العشوائي للآبار فأين بلغ هذه الموضوع ونحن الآن نعيش أزمة في المياه؟

- المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن ابدا لم تقف عن تطوير خدماتها وايجاد معالجات.. وهنا أوضح أننا تحدثنا في كل لقاءاتنا واجتماعاتنا عن الحفر العشوائي للآبار ولم نكن نتحدث عن ذلك من فراغ او حبا في مجرد الحديث فما نبهنا اليه قبل سنوات وصلنا اليوم الى وقوعه والجميع اليوم يقف متفرجا على النتائج السلبية التي وصلنا اليها، فالآن نشهد خروج أحدث حقل للمياه افتتح في العام 94م بمنطقة تبن بمحافظة لحج وقدر له العمل خمسين عاما خرج هذا الحقل المتكامل عن الجاهزية، هذا الحقل كان يحتوي على تسع عشرة بئرا كانت تعطينا عند افتتاحه وعلى مدى سنوات أربعة وعشرين ألف متر مكعب من المياه في اليوم أي ألف متر مكعب في الساعة، واليوم لم تعد تعمل من الآبار التسعة عشر للحقل سوى سبع آبار ولا تعطينا سوى ألف متر مكعب في اليوم فقط ويأخذ منها الى محافظة لحج، وهذا بسبب استنزاف المياه الجوفية بحفر الآبار العشوائية من قبل مواطنين.

على من يقع اللوم والمسئولية؟

- نحن بصراحة نلوم الجهات التنفيذية والسلطات المحلية في بعض المحافظات وبالذات محافظة لحج.. نحن نشعر من قيادة محافظة لحج التعاون الكبير والتواصل الدائم، لكن القرارات تصل الى نقطة معينة وتتوه، والحفر العشوائي للآبار مستمر في محافظة لحج بشكل كامل، وهذه القضية لا نربطها بمحافظة عدن فقط فالمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي مسئولة عن تقديم خدماتها لمحافظات عدن ولحج وأبين والضالع، وهذا الاستنزاف العشوائي والمجحف للمياه أثر على لحج قبل غيرها فهذه المحافظة الغنية بالمياه اصبحت تعاني أزمة كبيرة جدا في المياه، وأعتقد أن الجميع اسهم في ذلك، والمؤسسة من جانبها مسئولة عن توزيع المياه بينما هنالك جهات رسمية أخرى مسئولة عن الحفاظ على مصادر المياه من العبث لكن المؤسسة تجد نفسها وحيدة ومتحملة مسئوليات الجميع، فمثلا الجميع يستنكر البناء العشوائي وما ينجم عنه من مشاكل في الخدمات لغياب التخطيط لكننا نجده آخذ في التوسع في جميع المناطق وبلغ قمم الجبال.

في الجانب الآخر من هذه الأزمة هل هناك آبار تعويضية جديدة؟

- من دون شك جهودنا متواصلة ومؤخرا قمنا بحفر عشر آبار في منطقة بئر أحمد بمحافظة عدن اثرث ثأثيرا ايجابيا نوعا ما وظهر هذا التأثير في مديريات المنصورة والشيخ عثمان ودارسعد حيث انتهت انقطاعات المياه ويلمس ذلك المواطن، وحاليا نعمل على مد خط من حقل بئر أحمد الى محطة البرزخ بمديرية خورمكسر بعد ان مددنا خطا من الحقل الى مديرية المنصورة وهذا سيعمل على معالجة جزء كبير من المشكلة، كما نقوم حاليا بحفر عشر آبار أخرى تم استكمال ثلاث منها.

كلمة أخيرة؟

- ندعو الجميع الى عدم اهدار الماء والمحافظة عليه كأساس للحياة، خاصة في المساجد فرسولنا الكريم نهانا عن الاسراف في الماء وان كنا على نهر جار.

وأرجو ان يتفهم المواطن ان أزمة المياه أزمة عالمية، الا أننا في محافظة عدن نبذل قصارى جهدنا لتنفيذ الحلول والمعالجات بما يرفع المعاناة عن كاهل المواطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى