حمزة علي لقمان...حكايات وأساطير من عدن

> «الأيام» نجمي عبدالمجيد:

> تعد مؤلفات المؤرخ الأستاذ حمزة علي لقمان من الإسهامات الهامة التي دونت الكثير من الحكايات والأحداث المتصلة بتاريخ عدن واليمن في فترات مختلفة، وتأتي الحكاية الشعبية والأسطورة والمعلومة في مقدمة ما كتب من مدونة التاريخ، ونالت مدينة عدن جانباً هاماً من تراثه الذي يعد مرجعية حافظة لهذا الإرث من تاريخ عدن. وهذه بعض الوقفات أمام صفحات من حكايات وأساطير عدن، نتعرف من خلالها على مدينة عاشت الحكاية، كما عاصرت الأحداث.

عدن في تاريخها القديم
في العدد 6 الصادر يوم الأربعاء 10 يونيو 1960م الموافق 7 ذوالحجة 1379هـ من مجلة «فتاة شمسان»، كتب الأستاذ حمزة علي لقمان عن أهمية عدن كميناء في التاريخ القديم قائلا: «منذ أيام سبأ وحمير، كانت عدن مرسى للسفن الصغيرة والكبيرة التي تصل إليها من بلدان الشرق تحمل البضائع الثمينة، إما للاستهلاك المحلي أو ليعاد شحنها إلى بلدان أفريقيا ومصر والشام».

لقد ذكر بحار يوناني ميناء عدن، زارها في أيام حمير فقال إن عدن احتكرت تجارة الهند، وإنها كانت وسيطة بين تجار الهند وتجار مصر.

بحكم مركز عدن الهام، كانت عدن ملتقى أنظار التجار من مختلف البلدان، وخاصة الهند ومصر وافريقيا والامبراطورية الرومانية، لأن الرومان كانوا ينظرون إلى عدن بعين الغيرة والحسد، وخصوصا في أيام القيصر كلوديوس، الذي أراد أن يحول تجارة الهند إلى الموانئ المصرية رأسياً، بدلا من مرورها بعدن، ولم يكن أمامه سوى طريقة واحدة لذلك، وهي تخريب ميناء عدن، فأرسل حملة عسكرية تمكنه من تخريب ميناء عدن والهبوط بمستواها.

في أيام الملك الحميري مرثد بن عبد كلام، استعادت عدن مجدها القديم وازدهرت تجارتها وسكنها تجار الهند ومصر وأوروبا، وكان ذلك في أيام حكم القيصر قسطنطين، حتى أن الرومان سموا عدن (روما امبوريم) أي المستودع الروماني، وكان ذلك حوالي سنة 340م أي قبل الإسلام بحوالي 300 سنة.

كانت عدن زاهرة في أيام دولة بني الصليحي، وكان يحكمها بالنيابة عنهم بنو معن، وذلك حوالي سنة 450هـ، ثم في أيام بني زريع كانت الحركة التجارية في عدن نشيطة خصوصاً بعدما استقل بنو زريع بعدن، وانفصلوا عن دولة بني الصليحي، أما في أيام بني أيوب فقد زادت عدن من نشاطها، وعلى الخصوص في أيام نائبهم فيها أبي عثمان عمر بن علي الزنجبيلي، الذي حكم عدن من سنة 569 إلى سنة 589 هجرية.

كانت الحركة التجارية مركزة في جبل صيرة وساحل صيرة والمناطق القريبة منه، وهناك كانت السفن تلقي مراسيها. وقد وصفها الرحالة العربي ابن بطوطة فقال إنها مرسى بلاد اليمن وتقع على ساحل البحر الأعظم، والجبال تحيط بها، ولا مدخل إليها إلا من جانب واحد، وإنها مرسى أهل الهند ومصر ساكنون بها. وقال ابن بطوطة إن أهل عدن بين حمالين وصيادين وتجار، وللتجار منهم أمور عظيمة، وربما يكون لأحدهم المركب العظيم بجميع ما فيه لا يشاركه غيره، لسعة ما بين يديه من الأموال، ولهم في ذلك تفاخر ومباهاة. ووصفها صلاح الدين ابن الحكيم فقال: ولا ينقضي أسبوع إلا ويدخل إلى الميناء عدد من السفن، فيزورها التجار حاملين بضائعهم المتنوعة، ويكسب أهلها أرباحاً كبيرة.

وحين يتهيأ الربان للسفر، فإنه يرفع راية ليجتذب أنظار التجار الذين يسرعون الى الساحل ووراءهم عبيدهم، يحملون الملابس الثمينة والأسلحة النافعة، وتقام أسواق على الساحل، ويأتي الأهالي ليتفرجوا. كانت منطقة صيرة تسمى الخليج الأمامي ومنطقة التواهي الخليج الخلفي أو الخليج الغربي، وكانت دار الفرضة تقع في صيرة، إلا أنه في سنة 1755م بنى بعض التجار العرب والهنود مرسى في المعلا.

وفي سنة 1864م انتقلت دار الفرضة من صيرة إلى المعلا، وبذلك بدأ مجد ميناء صيرة بالزوال، وفي سنة 1886م بنت الحكومة الإنجليزية دكة في ساحل الشيخ أحمد بالتواهي، وبذلك صارت التواهي تستقبل السفن بدلاً من صيرة».

الحكاية
من الحكايات التي دونها الأستاذ حمزة علي لقمان في كتاباته، وهي ما يتصل بالجانب التاريخي لمدينة عدن، ما كتب عن منطقة البريقة التي عرفت بعدن الصغرى، وهو يعرفها بأنها جزء من أرض قبيلة العقارب، التي كانت تمتد من المنطقة التي توجد فيها بير أحمد، حتى رأس عمران من طرف البر، ومن مقربة من قرية الحسوة إلى قرية بير فقم من ناحية الساحل .. وكانت أرض العقارب تتكون من بير أحمد العاصمة ومن الحسوة وجبل إحسان والبريقة والغدير وفقم، وفي تاريخ 23 يناير من عام 1863م وأثناء حكم ميجر جنرال ال ميريو يدز، مقيم سياسي «1863-1867م» اشترتها حكومة عدن من الشيخ عبدالله بن حيدرة بن مهدي، وكان المبلغ المدفوع 33 ألف ريال نمساوي.

أما عن اسم العقارب الذي أطلق على هذه القبيلة يذكرالأستاذ حمزة لقمان، هو عقارب بن ربيعة بن سعد بن خولان بن الحاف بن قضاعة بن مالك حمير بن سبأ، وما بين عام 1173 و1183م في أثناء حكم عمر بن علي الزنجبيلي، الذي بنى مدينة لأخيه واسمها اليوم بير أحمد، بنى فيها مصنعا للزجاج وآخر للآجر.في كتابه قصص من تاريخ اليمن، يقدم المؤرخ حمزة علي لقمان هذه الحكاية، التي وقعت أحداثها في أيام دولة بني زريع في عدن عام 1144م، وعنوانها زيارة في منتصف الليل : «رست السفينة في ميناء صيرة، ونزل الربان عند منتصف الليل، يطوف الشوارع مفكراً ممعناً النظر فيما حوله حتى رأى أمامه داراً جميلة المنظر، تنيرها الشموع وتنبعث من نوافذها الروائح العطرية.

نظر الربان إلى الباب الواسع المغلق، ووقف عنده متردداً، وتلفت يميناً ويساراً، ثم تقدم ودق الباب. بعد لحظات، فتحت كوة في الباب، وظهر وجه صبية سمراء تفرك عينيها لتبعد عنهما آثار النوم، وتفحصت وجه القادم وملابسه بانتباه وحذر وقالت: من تريد أيها السيد، وما اسمك وما عملك؟

فأجابها : أنا ربان سفينة جئت أطلب رب هذه الدار.

وقالت الصبية: هلا انتظرت قليلاً حتى أرى إن كان مستيقظاً، وصعدت الى جناح سيدها فرأته يطالع بعض الأوراق.

ولما أخبرته بالقادم أمر بإدخاله، وحين ظهر الربان أمام باب الغرفة، وقف له رب الدار وحيا كل منهما الآخر.

وبعد ان استقر بالربان المقام قال مترددا: سيدي أنت لا تعرفني وأنا لا أعرفك، فأنا غريب عن هذه الديار لم أصل اليها إلا قبيل منتصف الليل على سفينتي.

وقال رب الدار: أهلاً بك وسهلاً، إن عدن تكرم الضيف وتحسن إلى الغريب.

وقال الربان: شكراً لك يا سيدي، لقد قضيت وقتاً أطوف الشوارع باحثاً عمن يمكنني الوثوق فيه.

وقال رب الدار: وهل وجدته؟

وأجاب الربان: نعم يا سيدي، إن منظركم يوحي إلى النفس بالاطمئنان.

وقال رب الدار: يمكنك أن تثق بي أيها الربان.

وقال الربان بخجل: إنه سر خطير، قد يكلفني حياتي.

وقال رب الدار: إن حياتك في مأمن عندي، وإذا كان سرك لا يتعلق بقضية قتل، فإنني أعدك بشرفي بكتمانه.

وقال الربان: يا سيدي لقد قدمت الليلة على سفينتي من الغرب، تحمل أموالاً ثمينة، لا أعرف كيف أخفيها وأين أخفيها.

وقال رب الدار: وممن تخاف عليها؟

قال الربان: من ملك هذه الديار الداعي المعظم ابن زريع ومن نوابه.

نظر رب الدار إلى الربان طويلاً، ثم قال: هل ترغب في إخفائها عندي؟

أجاب الربان: نعم يا سيدي لو قبلت، وأنا مستعد أن أسلم عمولة خاصة.

وقال رب الدار مبتسماً: لا تخف من المعتدين، أحمل كل ما تريد إخفاءه إلى المنزل الرابع على يمين هذا الشارع، وسأرسل بمن يكون في استقبالك هناك.

غادر الربان الدار مطمئناً عائداً الى سفينته، وطلب من التجار الذين معه أن يحملوا كل ما يريدون إ خفاءه الى المنزل، الذي أشار إليه رب الدار. ثم نام الربان هادئ البال.

في صباح اليوم التالي ذهب الربان الى مجلس الداعي المعظم كعادة ربابنة السفن في تلك الأيام للتسليم عليه، ولما نظر إلى الداعي انهمر العرق منه غزيراً وارتعد جسمه، فقد كان الداعي هو نفس رب الدار.

انشغل بال الربان وتوقع أشد ألوان العذاب، ومضت لحظات كأنها ساعات طويلة بطيئة، ثم سمع صوت الداعي يناديه، فلما وقف أمامه قال له بصوت لا يسمعه غيره:

إني أنا الداعي ورب الدار التي زرتها البارحة، وقد وعدتك بشرفي أن لا أسبب لك مكروهاً، وأنا عند وعدي، وكنت قد أدركت أنك تتهرب من دفع الرسوم الجمركية والعشور على الأموال الثمينة التي تحملها سفينتك.

واعلم الآن أنني وهبتك المنزل الذي خزنت البضاعة فيه وألف دينار مصاريف إقامتك في عدن، لكنني أحذرك من أن تفعلها ثانية.

ولما اطمأن الربان قال: ولم فعلت معي كل هذا يا سيدي الداعي؟

أجابه الداعي: لأنك نزلت ضيفاً علي في داري، وأعطيتك وعد الشرف، والضيف والشرف غاليان.

وبعد أن غادر الربان المجلس، أمر الداعي ببناء سور على الشاطئ، ليحول دون تهريب الأموال من السفن».

الأسطورة
عدن مدينة البحر والشواطئ المفتوحة والهجرة المتواصلة منها وإليها، اختزنت في ذاكرتها من الأساطير والخرافات، وما جمع بين الحقيقة والخيال في وجدان الأجناس والأديان والمذاهب والأعراق، الذين عاشوا فيها وتركوا من بصمات حياتهم على مسيرة الزمان فيها، ما يعد ثقافة متعددة الألوان، انصهرت في بوتقة واحدة هي هوية عدن، وما دونه المؤرخ الأستاذ حمزة علي لقمان في هذا الجانب، هو جزء من هذا التاريخ البعيد في زمن حدوثه القريب، في استدعاء الوعي والشوق لصورة من نسج الخيال.

في كتابه تاريخ الجزر اليمنية، يتحدث عن جزيرة صيرة وما قيل عنها في الأساطير..شيطان البئر، أسطورة جاء ذكرها عند بعض الكتاب من المسيحيين، إن القديس بارتلميو، عندما زار عدن وهو في رحلة سفر الى الهند، وجد سكان عدن قد وقعوا تحت سيطرة الأرواح الشريرة، يعبدون النار والشيطان ويقدمون القرابين.

كان ذلك الشيطان، يسكن بئراً قيل إنها كانت تقع فوق جبل صيرة، وبعض من يذكر أنها وجدت في شارع الزعفران وقد كان اهل عدن يحصلون على مائهم من هذه البئر، وكانوا يجتمعون حولها، ويصرخ الشيطان من بطنها ويقذف اللهب، فيسجد الناس له، وعندما شاهد القديس هذا الفعل، غضب وقرر محاربة هذا العدو، فوضع عباءته حول وجهه، وتقدم وهو يقول: «باسم المسيح المنقذ ابتعد أيها الشيطان، وليتجمد ما بهذه البئر»، ويذكر المؤلف أن نار البئر انطفأت في الحال، وغاب الشيطان دون رجعة، وتجمد ماء البئر.

كما يذكر الاستاذ حمزة علي لقمان أن أهالي عدن في القرون الماضية، كانوا يعتقدون بوجود الجن والعفاريت في جزيرة صيرة، وذلك بسبب الرياح التي كانت تعيق دخول السفن، لذلك يأخذون سبعة ثيران إلى جبل صيرة وقت غروب الشمس، وبعد أن ينتصف الليل، يأخذون واحداً من الثيران ويربطونه هناك ويعودون بستة، وقبل اقتراب الفجر يذبحون الثور المربوط ويرمون لحمه، وهذا يجعلهم يعتقدون بأن السفن سوف تدخل بسلام.

من كتابه أساطير من تاريخ اليمن، نختار بعض ما دون هذا العلم الثقافي من أحداث ظلت لسنوات لصيقة بأحوال ونفسيات الناس وأحاديثهم اليومية في عدن.

شبح في المستشفى
كانت نوبته ليلية، وكان عليه أن يبقى في القسم الأوروبي من المستشفى الأهلي بمدينة عدن.

بعد منتصف الليل كان يتحدث مع مساعد طبيب دوري، وبعد أن انتهى الحديث، غادر المساعد القسم ليتفقد الأقسام الأخرى تاركاً الممرض المختص وحده.

وبعد قليل من مغادرة المساعد للقسم، سمع الممرض صوتاً صادراً من أسفل الدرج، يشبه صوت سحب شيء، تلاه وقع اقدام تصعد الدرج، إلا أنه يختلف بعض الاختلاف عن الوقع العادي، فقد كانت الأقدام تصعد الدرج وثباً بالقدمين معاً، كما يحجل الطير، لا بقدم واحدة كما يفعل سائر الناس، واستمر الصعود، فازداد انتباه الممرض وصاح: من هناك؟

لكنه لم يتلق جواباً على سؤاله وتوقف الوثب لحظة، ثم استمر صاعداً وظن الممرض أن مساعد الطبيب، عاد ليمازحه فصاح منادياً «فلان» !

ولما لم يتلق جواباً على سؤاله صاح: «فلان،عرفتك اطلع»، وإسرع إلى زر الكهرباء وأطفأ النور، واختبأ خلف حاجز في انتظار المساعد ليفاجئه. لكن الوثب بعد أن توقف قليلا مرة أخرى، عاد صاعداً وانتظر الممرض فترة، فلم ير شيئاً، بل سمع الوثب يتحول فجأة نحو المطبخ الذي يقع في ناحية منزوية تحت القسم مباشرة، واقترب الممرض من الدرجة بكل هدوء هابطا الدرجات القليلة الموصلة إلى المطبخ، وفجأة توقف الممرض وتصاعدت الدماء الى رأسه وشعر بغصه في حلقه.

كان الهدوء شاملاً في ذلك الوقت من الليل، وفي تلك البقعة البعيدة من العمران، وكان الذي أوقفه خشخشة سمعها تصدر من داخل المطبخ، وكان باب المطبخ مقفلاً.

وبينما هو في وقفته الاضطرارية، سمع خبطات ضئيلة خافتة في داخل المطبخ، تلتها أصوات رفع الأواني من محل ووضعها في محل آخر، اختنق صوت الممرض، فلم يستطع ان يصرخ مستغيثاً، وبعد لحظات سمع الوثب يغادر المطبخ، ثم يبدأ بالهبوط بهدوء واتزان، فتخطى الممرض الشرفة وقفز منها إلى الطريق، وسار يعدو بكل قوته نحو غرفة الأطباء واندفع الى الداخل وانطرح على الأرض منهوكاً .ولما استعاد أنفاسه، شرح ما سمعه، وفي الصباح فحصت أواني المطبخ، فلم يجدوا عليها أي آثار.

جنية العقبة
عند منتصف الليل كان يسوق سيارته في طريقه إلى مدينة عدن، وبينما هو قرب العطفة في طريق العقبة، رأى امرأة تشير إليه بالوقوف، فاستغرب وجود امرأة في ذلك المكان، وفي هذا الوقت من الليل، لكنه اقترب منها وأوقف سيارته وفتح لها الباب، فصعدت وجلست بالقرب منه، وعندما وصل إلى باب العقبة نظر إلى الشرطي الواقف هناك، ثم نظر أمامه وهو مازال يسوق. أصابته الدهشة عندما لم يسمع حركة المرأة الجالسة بالقرب منه، فالتفت الى حيث كانت تجلس، فلم يجدها ونظر الى المقعد الخلفي، فلم يجدها هناك، يا للعجب، هل طارت المرأة في الهواء، أصابه رعب قاتل وأسرع يطوي الأرض تحت عجلات سيارته، وكأن الشياطين تطارده حتى وصل إلى عدن.

في طريق المطار
كان أحد السائقين قد اقترب بسيارته من العطفة القريبة من مطار خورمكسر في عدن، وتحت الشجرة التي تقع قرب العطفة رأى شيخاً يسير على قدميه، فعطف عليه واقترب منه وطلب منه أن يصعد، لكنه رأى الشيخ يتلاشى وكأنه دخان، فاستولى عليه خوف رهيب وأسرع بسيارته كالبرق، ولم يقف إلا في مدينة الشيخ عثمان.

هذه بعض الصفحات من ذاكرة عدن حكايات وأساطير من أزمنة مختلفة، كلما نعود إليها نرحل مع صورة من خيالات تجسدت في الأنفس وليست من ثوب الواقع، ما جعلها مجاورة لاعتقادات العقل والوجدان، وشعور الفرد بأن الخيال هو الجانب الآخر من بقاء الإنسان في هذه الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى