«الأيام» تستطلع مركز نحل العسل بحضرموت :نحل العسل في سقطرى من سلالة أصيلة 100%..المطلوب تشريع قانون لحماية العسل اليمني من الغش

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
من الدورات التدريبية
من الدورات التدريبية
مركز نحل العسل أول صرح علمي متخصص، بل الوحيد في الجمهورية اليمنية، يتخذ من مبنى متواضع في سيئون مقراً له، وعلى الرغم من عمره القصير جداً إلا أنه مولود علمي كبير.. قمنا بزيارته، فوجدناه كخلية يعمل بها باحثون بصمت وكالنحل يصبون عصارة أفكارهم وتجاربهم، لما فيه خدمة المجتمع وبدرجة رئيسية لكل النحالين في عموم اليمن. وفي لقاء مع مديرعام المركز وهو بدرجة علمية عالية حصل عليها نظير أبحاثه التي أضحت من أهم المراجع في هذا الاختصاص، ليس على المستوى الوطني بل الدولي، وهو أ. د. محمد سعيد خنبش، وضعنا أمامه وطرحنا عليه كيفية تطوير تربية النحل وما موقع عسل اليمن من بين أنواع العسل في العالم، وهل مازال العسل الدوعني أو الشبواني محافظاً على جودته أم أن أيادي الغش قد طالته، وكيف جاءت شهرة ذلك العسل، وهل هذا الإنتاج يمثل ثروة وعنوان اقتصاد البلد، وماذا عن الجديد وما هي النتائج والإضافات التي يقدمها المركز؟

شغالات النحل تنضج العسل وتغطيه بالشمع
شغالات النحل تنضج العسل وتغطيه بالشمع
كيف جاءت فكرة المركز العلمي المتخصص، وهل تعتبر مسألة إنشائه ضرورة ؟

- مركز نحل العسل أنشئ منذ عامين، تحديداً في 7 يوليو 2003م، وطبعاً المركز جاء لضرورة أكدتها ندوة علمية عقدت في رحاب كلية العلوم التطبيقية في سيئون إحدى كليات جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، وكانت الندوة في مارس 2001م إذ أجمع المشاركون فيها على أهمية إنشاء مركز متخصص لنحل العسل في إطار جامعة حضرموت، وبهذا يعتبر المركز هدية تقدمها الجامعة إلى النحالين اليمنيين عموماً، وتحدد موقع المركز في سيئون كمنطقة قريبة من مناطق إنتاج العسل المشهورة في العالم وجودة إنتاجها الفاخر، وبالرغم من أن دائرة اختصاص المركز وادي حضرموت إلا أن نشاطه يمتد الى جميع مناطق اليمن، باعتبار المركز الأول من نوعه تخصصاً والوحيد في الجمهورية اليمنية، وإنشاؤه يهدف إلى مساعدة النحالين في حل المشاكل التي يواجهونها، وحددت اتجاهات عريضة للعمل في جوانب التدريب والإرشاد، البحوث العلمية وخدمة المجتمع، وأهم مكونات المركز قسم تربية النحل وتقنية المنتجات، التدريب والإرشاد وكذا وحدة توثيق ومعلومات، وبالمركز باحثون ذوو كفاءة عالية في هذا المجال ونهدف أيضاً لنشر الوعي بأهمية نحل العسل، ولنا علاقة بالجهات المماثلة والمعنية بالداخل والخارج.

تابعنا من فترة في الصحيفة أنشطة المركز كما تعلمون، ولكن إجمالاً منذ العام الماضي وحتى اليوم ما الذي قدمتموه لتدريب النحالين باعتبار أهم اتجاهاتكم مساعدة النحالين وتدريبهم ؟

- أولاً أؤكد هنا أن صحيفتكم متابعة منذ البداية وأتذكر مشاركتكم في الندوة التي أوصت بإنشاء هذا المركز من خلال تغطياتكم، وخلال العام الماضي 2004م والنصف الأول من العام الجاري 2005م قام المركز بتنفيذ عدد كبير من الأنشطة نوجزها: في مجال التدريب نفذت 10 دورات تدريبية اشترك فيها 320 نحالاً وعلى ثلاثة مستويات، بدأت بالنحالين المبتدئين منها ثلاث دورات بمديريات يبعث، رخية والقطن، تبعتها دورات مرشدين تم تأهيلهم وبتكثيف بالمركز، ثم نظمت دورتان أخريان لتدريب النحالين من أبناء شبوة، ودورة أخرى للنحالين من محافظتي أبين ولحج، وستلاحظ أن المركز نشاطه شمل محافظات: شبوة، حضرموت، أبين ولحج لأنه ومن ضمن التعاون مع مشروع التنمية الريفية بالمحافظات الجنوبية، والذي يعمل في هذه المحافظات، فإننا والمشروع ننسق فيما بيننا، كما أنه (مشروع التنمية الريفية) هو الذي مول تلك الدورات، إلى جانب أننا والصندوق الاجتماعي للتنمية نظمنا دورات تدريبية للنحالين في سيئون والقطن، والدورة العاشرة نفذت في منطقة مهمة جداً وهي جزيرة سقطرى وأحضرها اكثر من 40 نحالاً سقطرياً، وكانت دورة متميزة اولاً لأن تربية النحل بالجزيرة ما زالت بدائية ومحتفظة إن صح التعبير بعذريتها، وسقطرى في معظم أحوالها تحتفظ بمميزاتها البيئية كما هي منذ الخليقة بكل شيء حيوي، وتربية النحل بدائية جداً، وهي المنطقة اليمنية الوحيدة التي تتربى فيها طوائف النحل في الكهوف والجبال وبفجوات الأشجار، ولا توجد بسقطرى أي نوع من الخلايا لا تقليدية ولا حديثة، لذلك فإن مركزنا له السبق في دخول الجزيرة في هذا الاتجاه(تربية النحل) إذ اتذكر أننا وفي ندوة دولية سبق وأن نظمتها جامعة عدن عن سقطرى، طرحنا وعداً بأننا سنعمل على تطوير النحل والنحالة بالجزيرة، وفعلاً بدأنا الوفاء بالوعد من خلال هذه الدورة وركزنا في الدورة التي عقدناها خلال الأشهر الماضية على الاستفادة من الطرق والطوائف النحلية الموجودة بالجبال السقطرية، والعمل باتجاه نقلها للبرية وتسكينها وإكثارها بمقاسات عالمية، بحيث يمكن زيادة إنتاجها، وهذه الدورة نظمناها نحن وبتمويل من مشروع التنمية الريفية الذي قدم أيضاً مشكوراً للأربعين نحالاً سقطرياً خلايا نحل وأدوات الإنتاج كخطوة لتطوير تربية النحل السقطري.

دورة تدريبية عملية للنحالين
دورة تدريبية عملية للنحالين
مادامت وضعية تربية النحل بدائية بسقطرى هل ظهر لكم أن طوائف النحل ونوعيتها من الأنواع المعروفة أم أنها لم تسجل، أم أنها طوائف نحل يمني أصيل لم يختلط بأنواع أخرى لظروف الجزيرة عموماً؟

- سؤال جميل ومهم جداً، نعم وجدنا وفي بحث تقدمت به للندوة الدولية عن سقطرى - وهي دراسة ميرثولوجية وسلوكية للنحل السقطري - وجدنا أنه من النحل اليمني الأصيل. والمعروف أن سلالة النحل اليمني المنتشرة في معظم مناطق اليمن شابها نوع من الخلط نتيجة لاستيراد طوائف نحل من الخارج في فترة السبعينات والثمانينات، لكن نحل سقطرى أصيل وسلالته يمنية 100% وجزيرة سقطرى تمثل البنك والاحتياطي لسلالة النحل اليمني الخالص، وبالتعاون مع الهيئة العامة لحماية البيئة والسلطة المحلية في الجزيرة، قمنا بجلب 3 فروق نحل سقطري نقوم بدراستها هنا في سيئون دراسة مستفيضة ودقيقة من كافة الجوانب علمياً.

يعني أنه لم تعد سلالة النحل اصيلة إلا في سقطرى، وفي اليمن بمناطقه الأخرى تداخلت سلالات عديدة دخيلة.

- السلالة اليمنية موجودة ولم تنته بعد، ولكن وجودها في مناطق محدودة جداً وقليلة، وفي سقطرى كما ذكرت لكم فإن السلالة أصيلة.

إذن كيف تتخطون أو تدرسون إبقاء السلالة اليمنية للنحل وتزايدها وتنقيتها من الخليط الآخر الوافد؟

- نحن نفكر في كيفية نشر السلالة اليمنية بكل المناطق، أولاً لأنها ستكون متأقلمة مع الظروف البيئية، وثانياً فإنه ثبت علمياً أن السلالة اليمنية مقاومة للكثير من الآفات والأمراض التي تصيب النحل عن غيرها من السلالات، ولهذا فإن البرنامج المعد في هذا الاتجاه ولإكثار السلالة اليمنية طويل، يبدأ بدراسة لانتخاب الصفات، ثم تأصيل الصفات المرغوبة ثم عملية الإكثار، بعدئذ عملية نشرها ضمن استراتيجية خاصة. وعموماً فإننا في هذا الشهر (يوليو) سننظم دورة متخصصة ومكثفة للمرشدين من أبناء سقطرى، الذين سيخضعون للتدريب في مجال إمكانية الحفاظ على طوائف النحل ولرعايتها والاستفادة المثلى منها، كما سيتدربون على صنع الخلايا بأنفسهم من خلال تطبيقات عملية تجرى هنا بورشة المركز.

عسل سدر في قروف
عسل سدر في قروف
أصبح الكثير من الأدعياء بتجارة العسل يغشون فيه عبر ترويج العسل على أنه دوعني أو عسل شبوة، بل يتم تصديره للخارج وللبيع محلياً على أنه ذو جودة، يعني أن الغش أفقد سمعة العسل اليمني عموماً، أليس الوقت قد حان لأن يكون هناك تشريع يحمي الإنتاج في كل مراحله؟ ونحن نعلم أنكم قدمتم تصوراتكم في هذا الاتجاه، كما أن لجنة من مجلس النواب التقيناها قبل أشهر وأكدت لنا أنها ستدفع بالقانون لحماية نحل العسل وإنتاجه وأيضاً التقت بكم .. فإلى أين وصل مشروع القانون؟

- حسب علمنا فإن المشروع الآن في إطار مسمى الثروة النحلية، وبه مواد خاصة بحماية العسل اليمني. نحن ركزنا في لقائنا مع الإخوة النواب الذين زارونا على أن يدفع بالقانون والأهم بعد ذلك تفعيله ووضع لائحة تنفيذية واضحة، ونحن بالمركز لدينا اتجاهات بشأن التنفيذ، ولكن ننتظر صدور القانون، وبالنسبة لجانب التشريع فإنه إجمالاً حول: كيف لنا أن نحمي العسل اليمني المنتج محلياً، سواء بالداخل أو الخارج كأن يتم فحص أي عبوة تصدر، وهناك نقاط تنفيذية يجب أن توضع لمنع التلاعب والغش، والأهم من ذلك حماية السلالة اليمنية، وحماية المراعي، وهذا مهم لإبقاء المراعي للحفاظ عليها كشجرة السدر والنباتات الأخرى، أيضاً تنظيم انتقال النحال من موقع الى آخر ومتى يغذي النحال نحله، بمعنى أنه ليس في أي وقت يشاء إذ يمنع في مواسم معينة كموسم إنتاج أو ثمار السدر لكي يكون الإنتاج عسل سدر صافٍياً وبكامل صفاته.

الملاحظ أيضاً أن جهوداً هنا وهناك في اتجاه واحد لتربية النحل أو إعداد الأبحاث .. هل سيظل المركز هنا لوحده يعمل في الإطار العام لتطوير تربية النحل؟

- هذا مهم جداً، وفي هذا النحو نحضر الشهر القادم أو الذي يليه لتنظيم ورشة عمل خاصة بوضع استراتيجية وطنية لتطوير تربية النحل في الجمهورية اليمنية، بهدف وضع خطوط عريضة وآلية لذلك، من خلال عملية مدروسة، خذ مثلاً هنا بالمركز باحثون متخصصون وفي جامعات يمنية أخرى تجرى بحوث، لذا ارتأينا أن تضع هذه الورشة النقاط على الحروف من خلال توحيد الجهود بهذا الاتجاه، وتحديد الجهات التي لها علاقة بتربية النحل ومهمة كل جهة، وتحديد أيضاً كيفية الحفاظ على سمعة العسل اليمني التي لا تقدر بثمن.

وعلى أية حال فإن المشاركين بهذه الورشة سيكونون أكثر من مائة باحث وأكثر من 30 بحثا علميا.

في عدد آخر نكمل حديثنا مع مدير المركز ونتعرف على دعم السلطة المحلية بحضرموت للمركز، وميزان إنتاج العسل في اليمن ونوعيات العسل بمختلف مناطق البلاد مقارنة بأنواع العسل في الدول الأخرى المشهورة بإنتاج عسل النحل وسر شهرة عسل حضرموت، وكم يصدر من العسل للخارج سنوياً ومقدار عائداته بالعملة الصعبة، وأشياء أخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى