> أهم مميزات كتابة العمود الصحفي الثقافة والاطلاع والتخصص...صحيفة «الشرق الأوسط» تحمل وجهة نظر سياسية للعالم العربي لا يتحدث بلغة الشرق الأوسط الكبير، لكنه يتحدث باللغة الصحفية .. لغة صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الأوسع انتشاراً في العالم العربي، كما يشير إعلانها، الماء يغطي 3/4 مساحة الكرة الأرضية والباقي تغطيه «الشرق الأوسط» .. مدرسة صحفية كبيرة أسسها هشام ومحمد علي حافظ وكتب فيها ألمع نجوم الصحافة العربية، وفي مقدمتهم صاحب فكرة مصطفى أمين، وعمود الصفحة الأخيرة لسمير عطا.. هو الآخر صحفي في هذه المدرسة وله عمود الصفحة الأخيرة في «الشرق الأوسط» (قهوة الصباح).

هاجر أجداده قبل 200 سنة من منطقة الرشيد بوادي دوعن، اسمه الكامل عبدالله عبدالقادر عمر عبدالله باجبير، هاجر جده الثاني عبدالله باجبير واستقر في الحجاز، وخلف ذرية تمتد لثلاثة أجيال متعاقبة بضمنهم الكاتب الصحفي الكبير عبدالله باجبير، الذي وطئت قدماه حضرموت لأول مرة في زيارة قصيرة شاهد خلالها المكلا، التي يسمع عنها كثيراً، عن قرب وزار منطقة الرشيد، التي تتحدر منها أسرته .. وهو أيضاً صاحب الأعمدة الصحفية المميزة، يكتب 3 أعمدة صحفية في عدد من الصحف العربية.

20 عاماً في بلاط الصحافة والعمود الصحفي .. رجل في أواخر خمسينيات عمره.. تجربة صحفية رائدة تخطى بها حدود الزمان والمكان.. اسمه يظل مسبوقاً دائماً بلقب الشيخ أو الأستاذ عبدالله باجبير.

بعد انتصاف ليل المكلا أواخر شهر يونيو القائظ بارتفاع درجة الحرارة بعض الشيء في ساحل حضرموت، اغتنمنا فرصة اللقاء بالصحفي الكبير عبدالله باجبير.

متى تتناول قهوة الصباح ومتى تكتبها؟

- أنت تعرف عزيزي أن الكتابة اليومية صعبة أو شبه مستحيلة، أنا أكتب ثلاث مرات في الأسبوع (Only) .. أخصص 3 أيام للقراءة ومثلها للكتابة. عمود (قهوة الصباح) في جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية عمره 22 عاماً.. يحتفي هذا العمود بالثقافة الشاملة الأدب والفنون.. أكتب بواسطة المعلومات، فأنا أنطلق من المعلومة. قبل (www) كان الحصول على المعلومة صعباً، لهذا كان سبب نجاح الزاوية والذي أساسها المعلومة قبل الإنترنت.

ماذا يميز كتابة العمود الصحفي؟

- ثمة كتابة سياسية وكتابة ثقافية.. الزميل سمير عطا يكتب في السياسة، وكان قبل ذلك الأستاذ أحمد بهاء الدين، يرحمه الله، وأحب أن أشير إلى أن أهم مميزات كتابة العمود الصحفي الثقافة والاطلاع والتخصص.. أرى أن الكتابة السياسية أسهل لأنه في كل يوم حدث، الكتابة الثقافية والاجتماعية أصعب شوية، لأنها تتطلب قراءة واطلاعا واسعا، إضافة إلى الإلمام بالثقافة الاجنبية واعتمادي على اللغة الإنجليزية في نقل المعلومات إلى القارئ العربي.

وماذا عن (فكرة)؟

- مصطفى أمين تجربة كبيرة في الصحافة تفوق الستين عاماً.. وتعلم أن لكل زاوية في صحيفة قراء، والصحيفة اليومية يجب أن تكون تشكيلة.

الصحافة المهاجرة .. لماذا متفوقة؟

- هذا بسبب الرقابة المحلية، الآن في العالم العربي صارت مساحة حرية أكبر، وتعرف أن صحيفة «الشرق الأوسط» لها رسالة سياسية، وهي تحمل وجهة نظر سياسية للعالم العربي، وهذا سبب نجاحها في كثير من الأحيان، فأضحى القارئ العربي يتطلع لـ «الشرق الأوسط» لأن هناك صحفا عربية تصدر في لندن ليس لها نجاح، لأن «الشرق الأوسط» لها توجه سياسي للدول المحورية في العالم العربي مثل السعودية ومصر.

هل وجدت نفسك في «الشرق الأوسط»؟

- ما كنت أفكر أن أكتب في صحيفة دولية مثل «الشرق الأوسط». بدأت حياتي صحفيا رياضيا.. «الشرق الأوسط» كانت تجربة جاءت في الوقت المناسب، والآن انتقلت إلى جريدة «الاقتصادية» التي تصدر في السعودية وتوزع في دول الخليج. بالمناسبة عملت رئيساً لتحرير مجلة «سيدتي» وكانت هذه المجلة مدرسة إضافة إلى «الحياة» في لندن.

وماذا عن زيارتك لحضرموت؟

- أنا سعيد جداً بزيارتي لحضرموت، زرت الرشيد بوادي دوعن، لأول مرة أزور فيها حضرموت، أرض أجدادي، فقد هاجر جدي عبدالله باجبير قبل 200 سنة إلى الحجاز وأعطاني جدي فرصة للحياة، وأعدكم بمقال خاص لـ «الأيام» حبّاً فيها.

نهاية اللقاء
في عينيه ذكاء وفطنة وحدس صحفي لا تخطئه العين.. لا لأنه كاتب مميز في صحيفة دولية مثل «الشرق الأوسط».. ولكن لأنه يركض دوماً خلف المعلومة، لأن الغرب كما يقول تميز بالدراسات عن العرب مع أن البشر هم البشر.. في اللقاء السريع والخاطف الذي أجريناه معه قرأت الرسالة الصحفية العربية وهو يتصفح «الأيام»، أبدى أعجابه بما تمتلكه من حرفة ومهنية صحفية راقية، وبعد إتمام قراءته لـ «الأيام» أودعها حقيبته الخاصة، لأنه في الصباح الباكر الفاتح من يوليو كان مسافراً إلى مدينة الضباب.