كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> يكفي الدكتورة اسمهان عقلان العلس فخراً ما كتبه أستاذنا الكبير عبدالله فاضل فارع في مقدمة كتابها الموسوم بعنوان (أوضاع المرأة اليمنية في ظل الإدارة البريطانية لعدن 1937-1967) .. «هذا الكتاب إنجاز سوي وإبداع مبين .. تفانت له كاتبته بنية خالصة وتذرعت له بجهد متواصل بلغ سنوات بين عديد المصادر والمراجع والوثائق الرسمية بكلا اللغتين العربية والانجليزية .. واتصالاً مثابراً بعديد الاثبات من المثقفين والخلق العاديين .. وكانت في تلك الجهود تدقق وتمحص وتتبادل الرأي لتستخلص حقائق جهدها باستقلال رأي واثق يحسب في رصيدها العلمي».

الكتاب في 289 صفحة من إصدارات دار جامعة عدن للطباعة والنشر.. وهو يقدم نفسه بنفسه «بأن هذه الدراسة تكتسب خاصية الاعتماد على منهج البحث التاريخي .. من خلال الاستناد على الوثائق كمنبع رئيسي في الدراسة .. ويتكون من ثلاثة أجزاء .. يشمل الجزء الأول دراسة أوضاع المرأة في عدن .. ويختص الجزء الثاني بموروث المرأة العدنية الشفاهي والثقافي .. ويركز الجزء الثالث على تجميع وتصنيف وتحليل الوثائق المستخدمة في هذه الدراسة».

وفي تعريف المقدمة بموضوع الدراسة وأهميتها وأقسامها الرئيسية.. «يعطي المدخل موجزاً بجغرافية عدن وتطورها الإداري .. ويسمى الباب الأول (المرأة والتعليم) ويتناول الفصل الأول (التعليم الخاص) وظهور الأشكال الخاصة للتعليم المسماة بالمعلامات أو المدارس القرآنية والمبادرات الأهلية لتأسيس المدارس الخاصة للبنات .. وظهور المدارس الأجنبية للجاليات المستوطنة والبعثات التبشيرية التي بادر الأجانب بتأسيسها منذ أن وطأت أقدامهم أرض عدن».

«ويتتبع الفصل الثاني (التعليم الحكومي الابتدائي) .. إنشاء المدارس الحكومية للبنات .. وما ارتبط بها من اهتمام بتدريب المعلمات والتسهيلات والأنشطة الأخرى المرتبطة بالنظام التعليمي .. ويبين الفصل الثالث (التعليم الحكومي الثانوي) .. أبعاد السياسة التعليمية النافذة فيه ونتائجها على الوسط التعليمي للبنات .. وما تركته هذه السياسة من تأثير على مستقبل التعليم الجامعي للفتيات العدنيات .. والتي أفرزت معارضة واضحة لها تمثلت في إضراب طالبات كلية البنات .. إذ أصبحت هذه السياسة انعكاساً واضحاً لمدى التعارض بين منطلقات السياسة التعليمية للإدارة البريطانية وطموحات الطالبات التوّاقة إلى آفاق تعليمية أكثر اتساعاً».

ويتناول الباب الثاني (المرأة والمجتمع) .. «ويعالج الفصل الرابع (ميدان العمل) وما أحدثه التعليم من تغيير اجتماعي ملحوظ في صفوف المرأة.. ويعرّج في مستهله على الحرف الشعبية التي امتهنتها المرأة .. ثم يتناول اشتغال المرأة بالوظائف الحكومية .. ويناقش الفصل الخامس (المشاركة الاجتماعية) ومساهمة المرأة في المؤسسات الاجتماعية.. سواء كانت العفوية أو المنظمة .. ويتطرق الفصل السادس إلى (النشاط السياسي) للمشاركة الوطنية التي شكلت منطلقاً لدخول المرأة إلى معترك الحياة السياسية .. كما يتناول اعتصام المرأة كشكل من أشكال العصيان المدني الرافض للأوضاع السياسية المضطربة في عدن .. من جراء تنفيذ بريطانيا لقانون الطوارئ .. ويولي الفصل السابع (قضايا اجتماعية) اهتماماً بقضيتي الأحوال الشخصية وسفور المرأة كمحورين رئيسين يعكسان بوضوح حجم التغيير الاجتماعي الذي تركته التحولات المختلفة في الأوساط النسائية .. وتستكمل خاتمة هذه الدراسة استخلاص النتائج التي توصّل إليها».

إن المرأة كبيرة فيما تعمل وتكتب .. وهكذا كانت الدكتورة اسمهان العلس في كتابها المفيد والممتع (أوضاع المرأة اليمنية) .. وكان نصيبها في كتابة (أوضاع المرأة اليمنية في عدن) عظيماً جداً.. وكانت ناجحة جداً في تصوير (أوضاع المرأة في عدن بين 37-1967) .. فقد كتبتْ وأغنت وأبهرت وأسعدت!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى