ألف مبروك عدن

> المحامية عفراء خالد الحريري:

>
المحامية عفراء خالد الحريري
المحامية عفراء خالد الحريري
لقد تولد خوف عميق داخلي، بأن مدينتي عدن الحبيبة تكاد تخلو من نساء رائدات، مثلما غابت عدن كمدينة عتيقة لها تاريخ. تملكني الإحباط واليأس خاصة بعد أن عشت تجربة مريرة في «الديمقراطية المبتورة والمرأة عورة». إلى أن وضع كتاب د.اسمهان عقلان بصيصاً من الأمل أمامي وهي تتناول تاريخ نساء عدن الرائدات المجهولات، بعد أن تولد إجماع أو شبه إجماع بأن لا رائدات في عدن بسبب الوضعية المزرية الراهنة من خلال طمس الهوية، والمواطنة اللامتساوية التي نعيشها اليوم في استثمار النساء التدريجي للفضاءات العمومية بأن تنتمي المرأة إلى حزب معين مسمى أو لا تنتمي أو ليس لها الحق في كل شيء وأي شيء، بالمقابل فإن استمرار هيمنة نخبة من النساء دلالة على ركود مؤسساتي يعوق تطور وتحديث المجتمع اليمني، ففي الوقت الذي تعتبر فيه حقوق الإنسان أفقاً أخلاقياً للمجتمعات المعاصرة، يعد الإقصاء الممنهج للنساء المستقلات شكلاً من الأشكال الصارخة للجور واللامساواة، ولذلك ظل حزني وظلت كآبتي.

واليوم أولد من جديد، والعالم يرشّح الاستاذة القديرة راقية حميدان، في حين غاب عنها الوطن كثيراً مثلما أهملت عدن وغابت حتى في بعض خرائط المفكرات «المذكرات».. طوبى لنساء عدن واليمن بهذا الاعتراف، فها هو العالم يمنحنا حق التمتع بكامل المواطنة المدنية والسياسية من أجل إرساء حقوق الإنسان وإقامة دولة القانون والترسيخ للديمقراطية. فعدن ولاّدة بأفضل وخيرة النساء، وهذا الاعتراف لا بد أن يهدف إلى محاولة التفكير بشأن موضوع جوهري ألا وهو علاقة هيكلة المدن وإعداد المجال الحضري بقضايا المواطنة والدور المناط بالنساء في المجالات كافة. كما لا بد أن يهدف إلى أن النساء طرف فعال في إرساء المواطنة والوطنية، ولا بد من الاعتراف أيضا بجهودهن وتضحياتهن التي لم تعرف بعد بما فيه الكفاية ولم تحظ بالبحث، الشيء الذي يجلعنا نتساءل عن كتابة التاريخ وإنتاج المعرفة؟! ولذلك فإنه يجب أن تعي بعض العقليات أن عدن تاريخ وحضارة وليس هناك ما يدعو لتهميش مواطنيها ونسائها.. ويجب أن تعي النساء بأن الوطن للجميع ولا بد من حشد الكفاءات النسائية بغض النظر عن الأحزاب السياسية لخدمة التنمية بالتعاون مع الرجال، وخلق تآزر فيما بينهن لخدمة التنمية وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي بشكل عام.

فهذا الترشيح يدعونا جميعاً خاصة نحن النساء لتحقيق مطالبنا، وتطبيق حقوق الإنسان المتعلقة بنا، وتطوير الديمقراطية لا الالتفاف عليها، واحترام الالتزامات الدولية لليمن لا التشدق بها.. والحيلولة دون تنامي قوى ظلامية بالبلاد، وإنتاج تجربة في الحياة المشتركة والعمل السياسي مختلفة تماماً عن السابق، وضمان حماية النساء والفتيات من العنف وغيره ليتسنى للعالم مرة أخرى الاعتراف بنا، ببلورة صورة بلد عصري يستحق ليس فقط جائزة نوبل للسلام بل معظم الجوائز.

وألف مبروك للأستاذة راقية حميدان، الرئيس الفخري للمؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى